مصطفى فرغلى

سفينة نوح

الأحد، 03 مايو 2020 12:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من عظمة الدين الإسلامى الحنيف أنه جعل الإنسان وحياته مقدمة على كل عبادة وعلى كل مقدس، فنقرأ فى تعاليم الإسلام "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم"، ونقرأ "من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله"، ونقرأ "ليس شيء أكرم على الله من المؤمن"، و"قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"، و"لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق".
 
فالإنسان الذى خلقه الله بيديه، له قدر عظيم عند الخالق، ولذلك حرام عليه قتل نفسه، فضلا عن قتل وأذى الآخرين، وهذا مرتبط ارتباطا وثيقا بما يؤرق بنى الإنسان فى العالم كله، وهو تفشى فيروس كورونا، الأمر الذى واجهه العالم باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية والوقائية، للتقليل من انتشار الفيروس والعمل على التحكم فيه وتقليل عدد الإصابات والوفيات.
 
حديث السفينة يدل على وجوب طاعة ولى الأمر فى هذه الجائحة وهذه النازلة العظيمة، التى لو لم نستمع إليه –ولى الأمر- واتبعنا أمره لهلكنا جميعا، وولى الأمر هنا متمثل فى الحكومة برئيسها الدكتور مصطفى مدبولى، يقول الحديث عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضى اللَّه عنهما، عن النبى ﷺ قَالَ: مَثَلُ القَائِمِ فى حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ فى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فى نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا"، شرب الماء وأخذه ليس حراما ولكن الطريقة التى ستؤذى الجميع "حرام".
 
منذ أيام كنت أشترى بعض متطلبات المنزل من "البقالة"، فسمعت أحدهم يقول نحن نصلى فى "الخباثة"، فسأله آخر وكيف ذلك؟ قال نتجمع وندخل المسجد عندما يؤذن العشاء وندخل ولا نفتح لأحد حتى ننتهى من الصلاة.. حديث الاثنين انتهى ولكن المصيبة لم تنته بعد.
 
منذ أيام شهدت محافظة الإسكندرية، واقعة إقامة صلاة الجمعة بالمخالفة لقرار مجلس الوزراء ووزارة الأوقاف، ما يعرض حياة المواطنين للخطر بإقامة الصلاة فى زاوية أهلية بمنطقة اللبان غرب الإسكندرية، وتمكنت قوات الأمن من ضبط عامل الزاوية لتسهيل الأمر بالمخالفة لقرارات وزارة الأوقاف.
 
الكثير لا يفهم الهدف والكثير لا يعى الغرض والكثير لم يحلل سبب المنع، الحكومة لم تمنعك من الصلاة، الحكومة تمنعك من التجمعات خشية أن يصيبك أذى، خشية أن يتسلل الوباء إلى جسدك، الحكومة هنا تطبق حديث النبى، وأنت المخالف باستماعك إلى نفسك فقط وتلبية ما تريد أنت فقط فتخالف النهج الإسلامى وتضر نفسك وتضر أهلك.
 
أسألك سؤالا بالله عليك يا من تخالف قرارت الحكومة بمنع التجمعات، هل ربما يكون بين من تصلى معهم مصاب بفيروس كورونا، الإجابة نعم، هل أنت ومن يصلون معرضون للإصابة ونقل الفيروس إلى أجسامكم، الإجابة أيضا نعم، هل ستنقل الوباء إلى بيتك فتصيب زوجتك.. أمك .. أبيك .. ابنك .. بنتك؟ الإجابة أيضا نعم، ماذا ستفعل حينها.
 
قد يقول قائل "يا عم ما المترو زحمة .. ما القطارات زحمة .. الخ .. أقول له أنت وأنا من نصنع الزحمة، فنحن لا نستغل الساعات المتاحة للخروج من العمل للعودة إلى المنزل وننتظر لآخر دقيقة ونجرى ونهرول لنلحق المواصلات فنصنع الزحمة والتكدس، الحكومة تجاهد قدر استطاعتها لتدبير عربات مترو أكثر وأتوبيسات أكثر وقطارات أكثر، فضلا عن عمل جداول لتخفيف حدة الزحام والتكدس، لكن بعشوائية منا لا نتبع تلك الجداول بل نرفض النظام "للأسف".
أخى يا من لا تستجيب لقرارات الحكومة وما زلت ترتكب مخالفات التجمعات بالصلاة فى المسجد وفى الكنيسة، والنزول وقت الحظر، ودخول المقاهى سرا الخ، هلا عدت إلى رشدك.. هلا خفت على نفسك ومن تعول.. اسمع الكلام حفظك الله وحفظ مصر والمصريين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة