"العزير" من أنت؟.. العلماء اختلفوا فى نبوته ونسبه وادعاؤه أنه "ابن الله".. اليهود اعتبروه "نبىيا" حضر السبى البابلى.. وأئمة الإسلام: رجل صالح من نسل هارون .. وباحثون: اسمه مشتق من الإله أوزوريس

الأحد، 03 مايو 2020 10:00 ص
"العزير" من أنت؟.. العلماء اختلفوا فى نبوته ونسبه وادعاؤه أنه "ابن الله".. اليهود اعتبروه "نبىيا" حضر السبى البابلى.. وأئمة الإسلام: رجل صالح من نسل هارون .. وباحثون: اسمه مشتق من الإله أوزوريس العزير
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من الشخصيات التى اختلف على ذكرها العلماء والمؤرخون هو "العزير" الذى تم ذكره فى التوراة، ويعتقد بأنه النبى الذى ذكر فى القرآن  الكريم فى الآية الكريمة (أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِى خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِى هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ)، إلا أنه لم يذكر باسمه.
وجاءت الاختلافات بين أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاثة حول شخصية "العزير" تدور حول: من هو، وهل هو نبى مكرم، أم رجل صالح، فحسب الاعتقاد السائد فإن "عزير" لم يثبت فى الإسلام أنه نبى، وإن كان المشهور أنه من أنبياء بنى إسرائيل، أماته الله مائة عام ثم بعثه، جدد دين التوحيد لبنى إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.
 
1200px-Prophet_Uzair_Name.svg
 
 
وبحسب ابن كثير فى "البداية والنهاية" قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: هو عزير بن جروة، ويقال: بن سوريق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عرى بن تقى بن اسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران، ويقال: عزير بن سروخا، جاء فى بعض الآثار أن قبره بدمشق، ثم ساق من طريق أبى القاسم البغوي، عن داود بن عمرو، عن حبان بن علي، عن محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعا لا أدرى العين بيع، أم لا، ولا أدرى أكان عزير نبيا أم لا.
وأغلب ممن ذكروا شخصية "عزير"، أكدوا ان عزيرا كان عبدا صالحا حكيما، خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف أتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر.
 
وبحسب دراسة للباحث يوسف يعقوب، نشرت فى مجلة "الحوار المتمدن" بعنوان "متى قالت اليهود عزيرا ابن الله... ومتى اتخذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أولياء من دون (الله والمسيح)" نشرت فى 2016، فإن عزرا فى التراث اليهودى هو عَزْرا ابن سرايا، النبى والكاهن والكاتب، اسم عبرى معناه "عون" كان كاهنا مؤمنا ورعا حفظ الكتاب المقدس وقام بنسخه، لقد كان دارسًا مجتهدًا، ومفسرًا عميقًا لوصايا الله وعهده لبنى إسرائيل فى وقت كان اليهود فى الاسر (السبى البابلي) لا يعرفون الكثير عن الشريعة والكتاب المقدس فنال بذلك حب اليهود وتقديرهم له إلا ان ذلك لم يصل ابدا الى مرتبة الأنبياء الكبار حسب المفهوم اليهودي.
 
يعتبر عزرا بمكانة موسى عند اليهود، فموسى هو الذى اخرج بنى اسرائيل من مصر، وعزرا هو الذى اخرج بنى إسرائيل من بابل، إلا أن عزرا لم يكن فى نظر اليهود ابنا لله والأهم إنه لم يدعى هو عن نفسه ذلك ولم يذكر لنا الكتاب المقدس أو الكتب اليهودية الموثقة الأخرى هذا الأمر.
 
154
 
إلا أنه فى التراث الإسلامى هناك من زعم هذا الاعتقاد، كقول بن حزم الاندلسى أن يهودا فى اليمن ادعوا ذلك، أما القرطبى وابن كثير فتحدثوا على ادعاءات عمومية لحوادث حصلت فى وقت ما وعلى ضوء ذلك دعوه ابن الله.
 
 قال اليهود عُزيرٌ ابن الله عندما كانوا فى مصر، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، يضاهئون قول المصريين.. من ناحية اخرى فإن الذى اماته الله مائة عام ثم بعثه ليس عزير، وما يقال فى كتب التفاسير مجرد تخمين.
 
ووفقا للباحث أسامة مرعى، فإن "عزر" أو " عزير" هو أوزيريس أو "عزير" فى اللغة العربية، معتقدا أن اليهود فى عصر نبى الله موسى - عليه السلام - كانوا يعيشون بمصر الفرعونية وقد اتخذوا عزير (أوزوريس) إلهاً وزعموا أنه ابن الله من بعض العقائد الفرعونية التى ألهت أوزوريس وزعمت أنه ابن الله وروحه اتحدت بروح الإله الأكبر رع (الله الراعى أو الولي) وصعد إلى السماء وسكن بجواره واتخذ نجم "أوريون" موطناً له بعد صعوده للسماء، وقد عبد أوزوريس عند الأشوريين باسم "أشور" أو"أسر".
 
ووفقا للباحث عيسى عبد الرحمن أوزوريس و أيزيس هما عُزير وعُزّى، وعُزير المصرى هو الذى قال عنه اليهود انه ابن الله، موضحا أن أوزوريس وأيزيس ألفاظ اغريقية، واللفظ المصرى ضاع، وبرديات مصرية هيروغليفية تقول ان إيزيس هى المعبودة الرئيسية فى مدينة البتراء، عاصمة مملكة الانباط، والانباط عرب اتوا من سيناء وأنشأوا مملكة على اجزاء من الشام والعراق والجزيرة العربية، بالإضافة إلى سيناء والنقب، من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثانى الميلادي، وعاصمتها البتراء، مدينة تقع فى الاردن حاليا، وفى البتراء لا يوجد اسم إيزيس، وإنما اسم العُزّى، وبيت العُزّى، وصفات إيزيس! فمن تكون إيزيس سوى العزى؟ ومثلما يضيف الاغريق حرف السين على آخر الاسم، يضيف العرب لام التعريف على أول الاسم، وبعد حذف الحروف المضافة، نجد ان اسمها المصرى الاصلى عزى.
 
ويعتقد البعض أن معتنقو "المسيحية" بأن العزير هو لعازر هو صديق المسيح، واسمه عبرى مختصر أليعازر، ومعناه من يعينه الله، وهو من بيت عنيا بأورشليم، وكان يسكن مع أختيه مريم ومرثا، وقد قام المسيح بإحيائه من موته بعد عودته لأورشليم، حيث كان قد توفى قبلها بأربع أيام، إلا أن المراجع التاريخية تكذب ذلك كون العزير كان فى عصر ما قبل المسيح، وأن هناك تداخل للأسماء فقط.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة