أكرم القصاص - علا الشافعي

اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" جدود القبائل بشر وآلهة وحيوانات

الخميس، 28 مايو 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" جدود القبائل بشر وآلهة وحيوانات المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على قراءة تاريخ العرب قبل الإسلام، والتعرف على قبائلهم وعاداتهم ودياناتهم، وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" ونتوقف اليوم عند جدود القبائل.

يقول جواد على تحت عنوان "أسماء أجداد القبائل":

لكل قبيلة جد تنتمى إليه وتفاخر وتباهى به، وقد يكون هذا الجد جدًّا حقيقًّا، أى: إنسانًا عاش ومات، وساد القبيلة، وترك أثرًا كبيرًا في قبيلته حتى نسبت القبيلة إليه. وقد يكون الجد اسم حلف تكوَّن وتألف من قبائل عديدة، حتى عرفت به، ودعيت بذلك الحلف، وصار وكأنه اسم جد وإنسان عاش، ومن هذا القبيل اسم "تنوخ" على حد زعم أهل الأخبار، فقد رووا أن تنوخًا قبائل عديدة، اجتمعت وتخالفت، وأقامت في مواضعها.

وقد يكون اسم موضع، أقامت قبيلة به، فنسبت إليه، كما يذكر أهل الأخبار من اسم "غسان"، وقد يكون اسم إله عبد، فنسب عباده إليه مثل "بنى سعد العشيرة"، و"تالب ريام" جد قبيلة "همدان"، وقد يكون اسم حيوان أو نبات أو ما شابه ذلك، مما يدخل في دراسة أصول الأسماء ومصادرها واشتقاقها، وهو شىء مألوف نراه عند غير العرب أيضًا، فليس العرب بدعًا وحدهم فى هذه الأمور.
 
وما يذكره ويرويه أهل الأخبار عن أزمنة أجداد القبائل، فيه أغلاط وأوهام، فقد يرفعون زمان رجل فيبعدونه كثيرًا عن الإسلام، بينما هو من الرجال الذين عاشوا قبيل الإسلام، وقد يجعلون الرجل من الجاهلية القريبة من الإسلام، بينما يجب وضعه قبل الإسلام بقرون، ثم هناك أخطاء فادحة فى سرد سلاسل النسب، وفى أسماء الأشخاص، ولا سيما في الأنساب القديمة، بحيث يصعب على الباحث الأخذ بها والتأكد منها. 
 
أما بالنسبة إلى الأنساب القريبة من الإسلام، فإن وضعها يختلف عن وضع الأنساب المذكورة، إذ يغلب عليها طابع الصحة والضبط.
 
وقد ذهب المستشرق "بلاشير" إلى أن طريقة النسابين بالنسبة إلى الأرهاط، هى طريقة إيجابية مقبولة، ولكنها لا تستند إلى أسس صحيحة بالنسبة للقبائل والأحلاف، بسبب أن تحالف القبائل وتكتلها راجع إلى عوامل المصلحة الخاصة والمنافع السياسية، وهي تتغير دومًا بتغير المصالح، تتولد تبعًا لذلك أحلاف لم تكن موجودة، وتموت أحلاف قديمة، وتظهر قبائل كبيرة وتموت غيرها، ولهذا التغير فعل قوي في تكوين الأنساب وفي نشوئها، إذ تتبدل وتتغير الأنساب تبعًا لذلك التغير، ومن ثَمَّ فلا يمكن الاعتماد على الأنساب الكبرى، التي دونها علماء النسب وجمعوها في مجموعات، وشجروها حفدة وآباء وأجدادًا.
 
والمصالح السياسية للقبائل لا تقيم وزنًا للأخوة وللنسب، فإذا اختلفت المصلحة فلا تجد القبائل عندئذ أي غضاضة فى الانفصال عن قبيلة مؤاخية لها، لتتحالف مع قبيلة غريبة عنها في النسب، ومحاربة أختها التي انفصمت عنها، فعبس مثلًا تحالفت مع "بني عامر" في حرب البسوس على "ذبيان"، وهي أختها، وتحالفت ذبيان مع "تميم" على "عبس"، مع ما بين "تميم" و"عبس" و"ذبيان" من عداء قديم، وقد وقعت أيام بين "تغلب" و"بكر" مع صلة الرحم والقرابة القوية التي ربطت بين القبيلتين الأختين، وقع كل ذلك وحدث بسبب تغير المصالح التي كانت تربط فيما بين هذه القبائل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة