السيد شحتة

"الاستقالة " لاتزال فى جيبى ..المحظور فى زمن الكوارث والأزمات

الأربعاء، 27 مايو 2020 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الظرف العام يفرض على الإنسان فى أحيان كثيرة الطريقة التى يفكر ويتصرف وفقا لها، ففى زمن الحرب ليس مسموحا للمقاتلين أن يجلسوا قبل المعركة ليعلنوا شروطهم كاملة فإذا وافق عليها المجتمع مضوا فى طريقهم لتحقيق النصر، وإذا لم يحدث ظلوا جالسين على كراسيهم وهم يتابعون العدو الذى يقترب شيئا فشيئا من الحدود.. هذا عبث لا يقبل به أى عقل أو منطق ولم نشهد له ذكرا من قبل فى أى صفحة من كتب التاريخ.

لسنا وحدنا من يواجه فيروس كورونا على ظهر الكوكب اليوم، وإنما نحن فى مركب واحد مع بقية دول العالم ونحاول جاهدين بكل ما نملك من قوة وإمكانيات وإيمان الصمود فى وجه العاصفة حتى نعبر معا إلى شاطئ الأمان، يحدث هذا فى الوقت الذى تعرضت فيه دول كبرى تمتلك إمكانيات ضخمة لضربات موجعة بفعل الوباء، فيما نقاوم نحن وكلنا إيمان وأمل على أن نجتاز هذه المرحلة الصعبة بأقل قدر ممكن من الخسائر.

للأطباء مطالب مشروعة أحسب أن جهات الدولة المختلفة تقوم بدراستها بعناية شديدة، كما أن توفير وسائل الحماية والوقاية لهم أمر لا مفر منه فى معركة طويلة الأمد مع وباء يبدو أن أيامه ستكون طويلة، كما أن هناك الكثير من شهداء الجيش الأبيض الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل الدفاع عن الوطن وأهله فى مواجهة وباء العصر، لكن لا أظن أن الحرب التى نخوضها اليوم مع فيروس تم إعلانه كوباء عالمى، وفى ظل واحدة من أكبر التهديدات الصحية التى يشهدها العالم تسمح للبعض أن يقوم بإشهار سيف الاستقالة أو الهجرة فى وجه بلده وهى تمر بهذه اللحظات الدقيقة .

فى أوقات الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية يجب على الجميع أن يتذكروا دورهم الأصيل كجنود فى الدفاع عن وطن باقٍ عبر التاريخ، وأن كل من مروا على ترابه لا محالة زائلون.

ليس هناك من يشكك فى وطنية أو إخلاص الأطباء وغيرهم من عناصر الجيش الأبيض، ولكن أحسب أن اللحظة تتطلب منا جميعا تذكر أنه فى الحروب والأزمات لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

من حقك أن تختلف وأن تطالب وأن تنتقد وأن تنادى بالمزيد ولكن وأنت رافع سلاحك فى وجه عدوك وعدو أهلك، فهناك ميثاق شرف أخلاقى يحتم على الطبيب أن يبذل كل ما يملك من أجل إنقاذ صحة مريضه حتى فى أشد اللحظات صعوبة.

أحسب أنه ليس منا من يتولى يوم الزحف، وأن ما شهدناه من قبل البعض ليس سوى سحابة صيف سوف تزول سريعا، خاصة أن الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن متيمون به منذ نعومة أظافرهم.

تحية إلى من يخوضون اليوم معركة باسلة للدفاع عن الوطن فى وجه هذا الوباء غير المسبوق، إلى أولئك الذين فقدوا أرواحهم، وأعينهم، إلى من قضوا العيد وأشهرا طويلة بعيدا عن أسرهم، مصر تتذكركم، وتسمع صوتكم جيدا فهى أبدا لا تنسى أبناءها، ولكن لا تسمحوا لأحد أبدا أن يشوه الإنجاز الكبير والتاريخ الذى تكتبونه اليوم .

أظن أنه لا أحد منكم يمكن أن يتولى يوم الزحف فدعوات الإضراب أو الاستقالة فى هذه الدقائق الغالية لا تعنى سوى العبث بأرواح مزيد من الأبرياء والبسطاء، وهو ما تأباه الأخلاق الإنسانية والقوانين والأعراف خاصة فى أوقات الحروب والأزمات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة