فى ثقافتنا الشعبية دائما نقول على الإنسان الذى يتحرك كثيرا ويملك فعالية كبيرة وتكون لديه حيوية ويذهب يمينا ويسارا ويحقق أهدافا ويرى حيوات عديدة ثم يموت فى عز شبابه أنه "ابن موت" ويبدو أن هذه الثقافة منتشرة فى العالم كله، وهذا ما نقرأ عنه فى كتاب "حياتنا وإن طالت" من تأليف جوناثان سيلفرتاون، ترجمة سحر توفيق، والذى صدرت ترجمته عن سلسلة عالم المعرفة، عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت.
يقول الكتاب:
"عش سريعا، تمت صغيرا" شعار التحدى لأسلوب حياة مغنى الروك آند رول، كثيرا ما يكتب بحبر الوشم ويطبع فى تأبين المتوفين فى سن صغيرة. وإذا كان مغنو الروك نوعا أحيائيا بينهم وبين أنفسهم، وربما يكونون كذلك، فمن المؤكد أن البيولوجيين الذين يدرسون سوف يسجلون المصادفة الغريبة التى تجعل الكثيرين منهم يموتون فى سن الـ 27 سنة.
ويبدو أن الجنس الذي يختص بالموت في سن 27 نشأ أصلا مع الجد الأكبر لجيتار أنغام البلوز، روبرت جونسون (1911 – 1938) وحمل رائد الجيتار الكهربائي جيمى هندريكس (1943 – 1970) عصا المايسترو للمدة نفسها من السنوات، وبعده وبشهر واحد توفيت جانيس جوبلين (1943 – 1970) ملكة الروك أند رول أيضا عن سن الـ 27، وكلاهما عاش بعد برايان جونز (1942 – 1969) مؤسس فرقة الرولينج ستونز، غير أنه توفى أيضا فى السن نفسها، جيم موريسون (1943 – 1971) موسس فرقة "ذا دورز" توفى بعد سن 27، وفى وقت أقرب ماتت آمى واينهاوس (1983 – 2011) قبل شهرين من موعد عيد ميلادها الثامن والعشرين".
وسجلت أسباب الموت في نادى 27 كما يلى: تسمم بالاستركنين (جونسون) غرق (موريسون) اختناق (هندريكس) جرعة زائدة من الهيروين (جوبلن) سكتة قلبية (موريسون) وتسمم كحولى (واينهاوس) .
ومن أعضاء هذا النادى الذي يقبل العضوية بعد الموت، هناك على الأقل 40 فردا أقل شهرة، عاشوا سريعا وماتوا صغارا، ومن المؤسف أن نقول إن بعض الإحصائيين مفسدى البهجة، الذين ليس لديهم شىء أفضل يفعلونه، قد اختبروا فعلا الفرضية التى تقول إن نجوم موسيقى الروك لديهم نزعة إلى الموت عند سن الـ27، ووجدوا أن هذا النموذج خرافة، على الأقل بالنسبة إلى نجوم البوب البريطانيين.
غير أن الدراسة وجدت بالفعل أن معدل الوفيات بين الموسيقيين فى العشرينات والثلاثينيات من العمر يبلغ ضعف أو ثلاثة أضعاف بقية الناس بشكل عام، إذن ففكرة أن نجوم الروك يموتون فى سن صغيرة ليست أسطورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة