محمد ثروت

السادات وشميت.. حوار ثقافي على النيل

الجمعة، 22 مايو 2020 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جانب آخر من حياة الرئيس الراحل أنور السادات يتناوله البروفيسور الألماني كارل جوزيف كوشيل فى" كتابه كلنا أبناء إبراهيم.. شميت والسادات فى حوار ديني على نهر النيل" قام بترجمته الدكتور محمود عبد الله الأستاذ بجامعة انسبروك.

أما هيلموت شميت(1918-2015) فكان مستشارا لألمانيا من عام 1974 إلى عام 1982، والكتاب يعرض قصة رحلة نيلية بين الأقصر وأسوان امتدت من 29 ديسمبر1977 حتى 4 يناير 1978 اصطحب فيها السادات صديقه شميت ودار بينهما حوار طويل حول إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، ولم يكن شميت متدينا، لكنه كما يقول كوشيل تأثر بالسادات الذى كان متدينا ومثقفا استطاع إقناع شميت بأهمية الدين فى صنع السلام وتوظيفه سياسيا.

ويقول شميت" كنا صديقين بالفعل عندما زرت مصر رسميا فى عام 1977. مازلت أتذكر رحلتنا النيلية المشتركة إلى أسوان، كما لو انها كانت بالأمس. وقد جلسنا على سطح السفينة وبيننا كنا ننظر إلى النجوم فى السماء، شرح لى الرئيس السادات الأصل المشترك الديانات التوحيدية الثلاث.. لقد أعجبت كثيرا بحديث السادات الذى قال فيه أن الأديان التوحيدية الثلاثة قد أوحى الله إليها على أرض سيناء وأننا جميعا أبناء إبراهيم عليه السلام"

 إذا الكتاب تأريخ جديد لمكانة مصر بين أتباع الديانات المختلفة،  فقد جاء إبراهيم عليه السلام من بلاد الشام وتحديدا ارض كنعان أو فلسطين إلى مصر  فى مرحلة من حياته مع زوجته سارة وتزوج من هاجر  المصرية أم إسماعيل وقد اختلف المؤرخون فى تاريخ زيارة إبراهيم لمصر هل هى فترة الأسرة الرابعة من الدولة القديمة أم الثانية عشرة من الدولة الوسطى، لكنهم أجمعوا على أنه جاء من أرض حدثت فيها مجاعة إلى مص. حيث الاستقرار والرخاء.

، كما عاش فيها حفيده يعقوب ابن إسحق ووالد النبي يوسف عليهم السلام والأسباط الاثنى عشر. و عاش موسى وهارون عليهما السلام على أرض مصر  كما مر عليها السيد المسيح ووالدته السيدة مريم فى رحلة العائلة المقدسة.

وهذا الكتاب بقدر ما يكشف عن حجم وتأثير قوة مصر الناعمة فى ثقافتها وتاريخها وحضارتها، فهو يبرز براعة السادات فى الحوار  وثقافته الواسعة، التى جعلت سياسيا مخضرما بحجم شميت ينتقل إلى عالم الفكر والقراءة يقول شميت: "لقد دفعنى السادات للدراسة والقراءة فتعرفت فى وقت متأخر جدا من حياتى إلى إنجازات ثقافية وعلمية مذهلة تمت تحت السيادة العربية فى جنوب أسبانيا حتى سقوط الأندلس. ولم أكن قد فهمت الأمر بشكل صحيح، فإن التسامح الديني كان أهم ما يميز مدنا مثل قرطبة وطليطلة فقد كانتا وقتها قبل أكثر من خمسمائة عام أكبر مما هما عليه اليوم. وبالنسبة للعالم الغربي عليه أن يفهم الإسلام جيدا، حيث يجب أن نتعلم أن نتحدث مع المسلمين فى قضايا تدور موضوعاتها حول أمور أخرى غير أحوال الطقس وتوريد الآلات والطاءرات والاسلحة والحديث عن النفط".

ويقول البروفيسور كوشيل مؤلف الكتاب"انا منبهر شخصيا بشخص السادات وأرى ان أفكاره ومبادراته لن تموت وقد لاحظت أن مءوية السادات وشميت فى وقت واحد وأن بينهما مشتركات كثيرة ".

الكتاب مهم وبه تفاصيل كثيرة، وقد صدرت طبعته الألمانية والطبعة العربية فى طريقها للصدور وقد احتفلت السفارة المصرية ببرلين بالكتاب و مؤلفه ومترجمه،  لأنه يشكل توثيقا للعلاقات المصرية الألمانية من جهة،  و يعتبر وثيقة حوارية من جهة أخرى تضاف لوثائق الدبلوماسية الناعمة فى عصر السادات.

أما كوشيل الذى التقيته فى القاهرة وجلسنا طويلا فى مقهى الربع الثقافي بالحسين بصحبة الدكتور محمود عبد الله، فهو من أهم العلماء الألمان فى مجال اللاهوت ورئيس البيت الإبراهيمي للحوار. فقد دار بيننا حوار ممتع استكملناه فى زيارة الأزهر والجمالية عن الأرض وشعبها المتوهج بالحضارة.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة