محمد أحمد طنطاوى

الكمامة فوق صندوق القمامة!!

الأربعاء، 20 مايو 2020 11:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكمامة إجراء وقائى ضرورى، تستخدمه كل دول العالم للحماية من عدوى فيروس كورونا المستجد، إلا أن ما بدأنا نشاهده فى شوارع القاهرة الكبرى، وعلى الأرصفة ومداخل العمارات والبيوت وأعلى صناديق القمامة، من إلقاء الكمامات المستهلكة بصورة غير آمنة، فأغلبنا يرفعها عن وجهه ثم يلقيها فى الشارع، دون الانتباه لخطورة هذا التصرف وما قد يسببه من نشر العدوى.

الغريب أن التخلص من الكمامات لا يتم من خلال سلال المهملات أو صناديق القمامة، بل قد نجد بعضهم يضع كمامته "أعلى الصندوق"، وكأنه يزينه بهذا المشهد المنفر، الذى يكشف عن غياب الوعى بأساليب مكافحة العدوى بالشكل الصحيح، فكما أن الكمامة تساهم فى الوقاية من الفيروس، إلا أنها قد تكون مصدرا لعدوى عشرات الأشخاص إذا لم يتم التخلص منها بالصورة الآمنة السليمة.

يجب أن تسعى أجهزة الحكم المحلى ممثلة فى وزارتي التنمية المحلية، والبيئة والأحياء وأجهزة المدن، على توفير أماكن للتخلص الآمن من الكمامات وإعداد صناديق مجهزة للتعامل مع هذه النوعية من القمامة، حتى نضمن ألا يتم إلقاؤها فى الشوارع أو مداخل العمارات السكنية أو على السلالم كما يحدث الآن، بالإضافة إلى تخصيص نوعية معينة من العمالة فى هيئة النظافة، تكون مسئوليتها جمع هذه المخلفات تحت إجراءات وقائية صارمة، حيث يجب توفير الماسكات الثقيلة لهم والملابس الواقية، ليكونوا مؤهلين للتعامل معها، بصورة تضمن عدم إلقاء الكمامات فى الشوارع.

الجزء الأهم في القصة أن يبقى لدى المواطن وعى حقيقى بضرورة التخلص الآمن من الكمامة فور انتهاء استخدامها، فهذا تصرف تحركه الحاسة الخلقية، ولا رقابة عليه إلا للضمير والإحساس بالمسئولية، فلا يمكن أن تعين الحكومة أو الجهات المسئولة حارسا يراقب كل من هم في الشوارع، فهذا تصرف يجب أن نبادر به ونعلمه لكل من حولنا ونؤكد عليه ونمارس حملات توعية فى وسائل الإعلام به، حتى ينتشر الوعى المجتمعى اللازم للوقاية من فيروس كورونا المستجد، فالوضع لم يعد يحتمل المخاطرة أو المقامرة، والخطر وشيك وقريب منا جميعا.

كل ما ذكرته في السطور السابقة لن يكلفنا شيء، سواء على مستوى الدولة، التي ستوفر فقط مجموعة من الصناديق في الشوارع للتخلص الآمن من مخلفات كورونا، وعمالة مؤهلة، وهى بالفعل موجودة في كل هيئة نظافة بمختلف محافظات الجمهورية، أو على المستوى الشخصى، الذى يحتاج إلى وعى حقيقى بضرورة أن نحافظ على المجتمع ونحرص على فكرة أن السماح لنقل العدوى للغير قد يقود إلى انتقال العدوى إلينا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة