يكافح الملايين من الفقراء حول العالم للبقاء على قيد الحياة فى ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، التى اجتاحت العالم منذ عدة أشهر، بعد أن تسبب الوباء القاتل بقطع أرزاقهم وتسريح الملايين من أعمالهم جراء التداعيات الاقتصادية والمادية المأساوية التى نجمت عن انتشاره وحالة الإغلاق الكلى التى يعيشها الكوكب، إضافة إلى محاولة العديد من الدول رفع الإجراءات المشددة فى سعى لإعادة إحياء اقتصادها.
وجاء وباء كورونا، وإن كان أشبه بـ"مصيبة" حلت على فقراء العالم وساهم بسرقة أموالهم وأحلامهم - بمثابة ورقة يانصيب رابحة تضاف إلى أرصدة أثرياء العالم، لتنطبق عليهم الحكمة القائلة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فبحسب المؤشرات المبكرة سوف يتمكن أثرياء العالم من الحفاظ على ثرواتهم، هذا إذا لم يتمكنوا من مضاعفتها رغم الخسائر العالمية التى تشهدها الدول والأفراد من الفقراء بسبب أزمة كورونا.
وذكرت شبكة "بلومبرج"، أنه منذ تاريخ الأول من يناير، أى بعد أيام قليلة من ظهور الفيروس فى مدينة ووهان الصينية وتسجيل حالات الإصابة الأولى فى العالم، ازدادت ثروة 34 من أصل 170 مليارديراً أمريكياً عشرات الملايين من الدولارات، ومن بينهم ثمانية أشخاص وصلت ثروتهم بتاريخ 10 أبريل إلى أكثر من مليار دولار، ورغم اختلاف الأرقام وأحجام الثروات، ترفض قائمة الأسماء التى تضم أغنياء العالم أن تتبدل، وذلك وفقًا لما نقله موقع "euronews".
مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس
إن تدابير الإغلاق التى فرضتها السلطات حول العالم لكبح استشراء فيروس كورونا الجديد، وإن تسببت بإغلاق المحال والمراكز التجارية، إلا أنها فتحت الأبواب على مصراعيها أمام مواقع التجارة الإلكترونية التى باتت الواجهة الوحيدة أمام المواطنين للحصول على احتياجاتهم دون الضرورة للخروج وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بالعدوى، وبالطبع كان أول المستفيدين من تهافت المواطنين على هذه المواقع، رجل الأعمال الأمريكى والرئيس التنفيذى لشركة "أمازون" جيف بيزوس.
ازدادت ثروة بيزوس أكثر من 25 مليار دولار أمريكى منذ يناير 2020، و12 مليار دولار منذ 21 فبراير 2020 وذلك حتى فى ظل انتشار جائحة الفيروس التاجى الجديد.
كما أشار تقرير حديث لـ"Comparisun" - وهى شركة تسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة بمقارنة منتجات الأعمال المختلفة – إلى أن الملياردير الأمريكى جيف بيزوس مؤسس أمازون، على أعتاب تحقيق رقم قياسى جديد ليصبح أول تريليونير فى العالم، وذلك حسب ما نقله موقع " usatoday".
ويُظهر التقرير أن بيزوس يقترب من حمل لقب أول تريليونير بحلول عام 2026، وقالت الشركة إن "توقعاتهم تستند إلى أخذ متوسط النسبة المئوية للنمو السنوى على مدى السنوات الخمس الماضية وتطبيقه على السنوات المقبلة"، وتظهر المقارنة أن صافى ثروة بيزوس نما بمعدل 34% على مدى السنوات الخمس الماضية.
جيف بيزوس
الملياردير إيلون ماسك
كان الملياردير الأمريكى إيلون موسك، مؤسس شركة "سبيس إكس" وهى شركة أمريكية تختص بصناعات هندسة الطيران والفضاء الجوى والرحلات الفضائية من بين المستفيدين من إجراءات الحجر المنزلى التى يعانى منها ملايين البشر، وانتعشت ثروته خلال هذه الأزمة المأساوية وازدادت حوالى 8.1 مليارات دولار.
بداية وصف ماسك الفيروس بالغباء إلا أنه سرعان ما بدأ يتعامل معه بجدية مع ارتفاع اعداد الإصابات فى الولايات المتحدة، التى تحولت إلى بؤرة انتشار الوباء وتحتل المرتبة الأولى من حيث إجمالى أعداد الوفيات حول العالم.
ومع تأزم الأوضاع تواصل بيل دى بلاسيو عمدة مدينة نيويورك مع "ماسك" وطلب منه، تعاون شركة "سبيس إكس" مع شركة "ميدترونيك" الرائدة فى التكنولوجيا الطبية، لتأمين المعدات الأساسية والضرورية التى تحتاجها المستشفيات وتنقص الكوادر الطبية.
وكانت النتيجة أن ماسك استطاع منذ منتصف مارس، وبعد أن سجل خسارة مادية بقيمة 3.1 مليار دولار فى بداية العام، تحقيق أرباح بقيمة 8 مليار دولار فى أقل من شهر.
إيلون ماسك
ماكينزى بيزوس طليقة أغنى رجال العالم
كان لماكينزى بيزوس الروائية الأمريكية وطليقة أغنى رجل فى العالم، نصيب مما حققه موقع أمازون من أرباح خلال فترة الحجر المنزلى، نظراً لامتلاكها 4% من أسهم الشركة العالمية حصلت عليها من زوجها السابق بعد طلاقهما، وازدادت ثروتها حوالى 8.6 مليار دولار حتى 15 أبريل 2020.
ماكينزى وجيف بيزوس
إريك يوان مؤسس زووم
حقق المؤسس والمدير التنفيذى لخدمة مؤتمرات الفيديو "زووم"، نجاحا بارزا خلال الأسابيع الماضية، وحظيت خدمة "زووم" بشهرة واسعة بعد أن دفع فيروس كورونا العديد من الموظفين للعمل عن بعد. وكان لهذا التطبيق دورا مهما فى قيادة الأزمة بعد أن تحولت إلى إحدى أبرز خدمات الاتصال بالفيديو التى ساهمت فى تسهيل الأعمال بين الموظفين وعقد المؤتمرات.
وسجل إريك يوان خلال مرحلة الحجر الكلى، أرباحا بلغت قيمة 2.58 مليار دولار لتصل ثروته إلى حوالى 5.6 مليار دولار.
إريك يوان
ستيف بالمر رجل أعمال أمريكى
وبالرغم من أن رجل الأعمال الأمريكى، ستيف بالمر، لم يعد يشغل منصب الرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت، إلا أنه لا يزال يملك عددا من الأسهم فى الشركة العالمية، ولدى مايكروسوفت نظامين أساسيين لعقد الاتصالات والمؤتمرات من خلال الفيديو عبر الإنترنت، وهما سكايب ومايكروسوفت تيمز.
وفى فترة الإغلاق التام، نشطت الاتصالات من خلال استخدام هذه التطبيقات بشكل كبير، وهى الخطوة التى ساهمت بتحقيق شركة مايكروسوفت بشكل عام، وستيفن بالمر بشكل خاص، أرباحا طائلة، وبلغت أرباح الأخير خلال الأيام الأخيرة الماضية حوالى 2.2 مليار دولار.
ستيف بالمر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة