أحد الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم، ذكر فى أكثر من موضع، إنه صالح النبى الذى أرسله الله إلى قوم ثمود، وأثبت الله سبحانه وتعالى نبوته ورسالته، ويعتقد أنه أحد الأنبياء العرب الذين سبقوا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحب المعجزة الشهيرة بخروج ناقة له من الجبل كآية للناس لعبادة الله، حسبما جاء فى الآية الكريمة: ﴿ولَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾.
وقصة النبي صالح عليه السلام مع قومه "ثمود" وردت فى سور متعددة: فجاءت مفصلة فى سور: (الأعراف)، و(هود)، و(الحِجر)، و(الشعراء)، و(فصلت). وجاءت أقل تفصيلاً في سور: (الإسراء)، و(النمل)، و(الذاريات)، و(الحاقة)، و(الفجر)، و(الشمس)، وأشير إليها في سور: (التوبة)، و(إبراهيم)، و(الحج)، و(الفرقان)، و(العنكبوت)، و(ص)، و(غافر)، و(ق)، و(النجم)، و(البروج).
فى الإسلام
يوجد فى التراث الإسلامى اختلاف واضح حول نسب النبى صالح، الذى ورد فى القرآن، بينما لم يذكره الكتاب المقدس في عهديه القديم والحديث.
قيل في نسبه عليه السلام إنه صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح، وقيل غير ذلك، وقد أرسل الله تعالى نبيَّه صالحًا إلى ثمود وهم قبيلة مشهورة سميت باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما ابنا عاثر بن إرم بن سام بن نوح وهم من العرب الذين كانوا يسكنون الحِجر الذي هو بين الحجاز والأردن.
وقال الحافظ البغوي، إنه صالح بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر بن ثمود، وعن وهب إنه ابن عبيد بن جابر بن ثمود، وأما ثمود فهى القبيلة التي منها صالح، سميت باسم جدها ثمود بن عامر بن أرم بن سام، وقيل ثمود بن عاد بن عوص بن أرم، كما نقل الثعالبى.
وذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" أن صالحا نبى ثمود وهم قبيلة مشهورة، يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود أخى جديس، وهما ابنا عاثر بن إرم بن سام بن نوح، وكانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذى بين الحجاز وتبوك.
صالح فى الكتاب المقدس
ويعتقد العديد من الباحثين، أن قصة النبى صالح لم يرد ذكرها بشكل صريح في أي من الكتاب المقدسة الإبراهيمية الأخرى، ويعتقد البعض الآخر أن اسم نبي الله صالح عليه السلام مذكور سبع مرات في الكتاب المقدس كجد من أجداد إبراهيم عليه السلام، ولكن باسم "شالح" = صالح ، حيث يذكر نسب النبى إبراهيم"ابراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر، بن شالح بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح" لوقا الاصحاح 3 : 34 – 35
و"شالح" شخصية توراتية مذكورة في العهد القديم في سفر التكوين، وهو أبو عابر من أجداد إبراهيم، في خط الأجداد من نوح إلى إبراهيم، هو ابن أرفخشذ (في النص الماسوري والتوراة السامرية) بينما في السبعينية هو ابن قينان وأبو عابر، يتفق كل من إنجيل لوقا وكتاب اليوبيلات مع السبعينية في جعل شالح بن قينان، مضيفًا المعلومات التي تفيد بأن والدته ميلكا (ابنة مادى)، وأن اسم زوجته معاك ابنة كيسد.
مدائن صالح
أما عن نسب مدائن صالح إلى نبى الله صالح وقومه ثمود، فهناك أيضا اختلاف، حيث يعتقد أن مدائن صالح المنحوتة ليست للثموديين قوم نبي الله صالح عليه السلام وإنما للأنباط، وسبب تسميتها بهذا الاسم هو وجود صالحا آخر، وقد اختلف في تسميتها، وأرجعها بعضهم لرجل اسمه صالح من بنى العباس بن عبدالمطلب، نسبت إليه في القرن الثامن الهجري أي 14م، كما أن قصة ثمود التى ذكرت في الآشوريات وفي بعض النصوص الإغريقية واللاتينية المتأخرة فلا صلة لها بقوم نبي الله صالح، ولكن يمكن أن نعدهم من بقايا تلك الأمة الغابرة الذين تبدّوا بعد حضارة.
وبحسب الباحثين فإن قصور "مدائن صالح" الحالية لو كانت لقوم "النبي صالح" كما يتم تداوله شعبيًا؛ لكان عمرها يقارب خمسة آلاف سنة، لكنها مؤرخة بـ2100 سنة فقط، مما يُثبت ألا علاقة لها بقوم "النبي صالح" سوى أنهم سكنوا "الحِجر" ولكن موقعهم للآن مجهول!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة