من الأشياء التى نسمع عنها فى البيئات الشعبية والبيئات الريفية "عدية ياسين" يقرأها الناس ضد من ظلمهم، ويعتقد الكثيرون فى نتيجتها، فما هى وهل لها أصل فى الإسلام؟
ما هى "عدية ياسين"؟
عدية ياسين هى تلاوة سورة (يس) 7مرات متواصلة ودون انقطاع بعد أن تصلى ركعتى الضحى، ثم تلاوة من نفس السورة من الآية (1) إلى الآية (9) أي حتى قولة تعالى "فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ"، ثم الدعاء بالأدعية التالية:
"اللهم يا مَن نوره فى سره وسره فى خلقه، أخفى عنى أعين الناظرين وقلوب الحاسدين، والباغين وأحفظنى كما حفظت الروح في الجسد "إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ثم التلاوة إلى قوله تعالى: "وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ" [يس:27]. وبعد ذلك نقول الدعاء التالى:
"اللهم أكرمني بقضاء حاجتى"، ثم تلاوة قوله تعالى: "ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" [يس:38] (إحدى عشر مرة)، ثم ذكر الدعاء التالي:
"اللهم إني أسألك من فضلك السابغ، وجودك الواسع، أن تغنينى عن جميع خلقك"، ثم تلاوة قوله تعالى: "سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ" [يس:58]، وتُكرر 14 مرة، ثم الدعاء التالى:
"اللهم سلمنا من آفات الدنيا" (ثلاث مرات)، ثم تلاوة قوله تعالى: "أَوَلَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ" [يس:81]. ثم نقول: "والله قادر على أن يقضي لي حاجتي" (ثلاث مرات)، ثم تلاوة باقي السورة والدعاء بدعائها.
ثم نختم بتلاوة سورة (الإخلاص) و(المعوذتين) و(الشرح) و(فاتحة الكتاب) والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
هل "عدية ياسين" لها أصل فى الإسلام؟
فى إجابة سابقة للشيخ عطية صقر رحمه الله، قال جاء فى فضل سورة يس قول النبى صلى الله عليه وسلم "قلب القرآن يس ، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له ، أقرءوها على موتاكم " رواه أحمد والنسائى وأبو داود والحاكم وصححه.
وقوله " من قرأ يس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات دون يس" رواه الترمذى وقال: حديث غريب، أى رواه راو واحد فقط، وقوله "من قرأ يس فى ليلة ابتغاء وجه الله غفر له" رواه مالك وابن السنى وابن حبان فى صحيحه، وجاء فى تفسير القرطبى نقلا عن مسند الدارمى: عن ابن عباس وليس مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث "من قرأ يس حين يصبح أعطى يُسْرَ يومه حتى يمسى، ومن قرأها فى صدر ليلة أعطى يسر ليلته حتى يصبح".
وقال القرطبى: رفع الماوردى هذا الخبر إلى النبى صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس بلفظ : " إن لكل شىء قلبا وإن قلب القرآن يس ، ومن قرأها فى ليلة أعطى يسر تلك الليلة، ومن قرأها فى يوم أعطى يسر ذلك اليوم" ولم يبين درجة هذا الحديث .
أما ما يقال عن " عدية يس" فلا أعرف له أصلا فى الدين، فإن لها نظاما فى القراءة - كما يقال - لا يوافق عليه الدين، مع التسليم بأن قراءة يس أو شىء من القرآن عمل صالح يمكن التقرب به إلى الله عند الدعاء، فيقال بعد القراءة : "اللهم إنى أسألك بحق ما قرأت من القرآن الكريم أن تحفظنى من السوء، وترفع عنى ظلم الظالمين" فيرجى أن يستجيب الله الدعاء كما دعا من انطبق عليهم الغار بصالح أعمالهم فنجاهم الله.