اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل عرفت مكة الرقيق الأسود والأبيض؟

الأربعاء، 13 مايو 2020 12:00 ص
اقرأ مع  جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل عرفت مكة الرقيق الأسود والأبيض؟ المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على قراءة التاريخ العربى قبل الإسلام، وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" ونتوقف اليوم مع "الرقيق" فى مكة.
 

يقول جواد على:

كانت بمكة جالية كبيرة من أصل إفريقى عرفت بـ"الأحابيش"، وهم سود البشرة، اشتراهم أثرياء مكة للعمل لهم فى مختلف الأعمال ولخدمتهم.
 وقد كان هذا الرقيق ضرورة لازمة لاقتصاد مكة ولنظامها الاجتماعى فى ذلك الزمن، فقد كان يقوم مقام الآلة فى خدمة التاجر وصاحب العمل، فكان مصدرًا من مصادر الثروة، وآلة مسخرة تخدم سيدها بأكل بطنها، كما كان سلاحًا يستخدم للدفاع عن السادة فى أيام السلم وفي أيام الحرب.
 
 
وقد سبق أن أشرتُ إلى وجود "أحابيش" بين أهل مكة، زعم الإخباريون أنهم عرب، وأنهم إنما عرفوا بالأحابيش؛ لأنهم تحابشوا، أى: تحالفوا وتعاهدوا على التناصر والتآزر عند جبل "حبشى"، فهم على زعم هؤلاء الإخباريين أحابيش آخرون لا صلة لهم بالأحابيش الذين أتحدث عنهم.
 
وقد أشار أهل الأخبار إلى أن قومًا من أشراف مكة تزوجوا حبشيات، فأولدن لهم أولادًا، ذكروا منهم "نضلة بن هاشم بن عبد مناف" و"نفيل بن عبد العزى" و"عمرو بن ربيعة" و"الخطاب بن نفيل" والد "عمر بن الخطاب"، ويذكر أن "ثابت بن قيس بن شماس الأنصارى" عيَّر "عمر بن الخطاب" فقال له: يا بن السوداء، فأنزل الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ"  و"عمرو بن العاص" وجماعة آخرين.
وقامت بخدمة قريش طائفة أخرى من الآلات الحية، هي أدق عملًا وأحسن خدمةً وأرقى فى الإنتاج من الطائفة الأولى: الأحابيش، استوردت من الشمال من بلاد الشام والعراق، هى الأسرى البيض الذين كانوا يقعون فى أيدى الروم أو الفرس أو القبائل المغيرة على الحدود، فيباعون فى أسواق النخاسة، ومنها ينقلون إلى مختلف أنحاء جزيرة العرب للقيام بمختلف الأعمال. يضاف إلى هؤلاء، الرقيق المستورد من أسواق أوروبا، لبيعه في أسواق الشرق، وأسعار هذه البضاعة وإن كانت أغلى ثمنًا من أسعار البضاعة المستوردة من إفريقيا، إلا أن الجودة فى الإنتاج والتفنن فيه، والبراعة في الصناعات التي لا تعرفها بضاعة الجنوب تعوِّض عن هذا الفرق.
 
من جملة ما وُكل إلى رقيق العراق وبلاد الشام والروم وغيرهم من ذوى البشرة البيضاء من أعمال، إدارة المبيعات، والقيام بالحرف التى تحتاج إلى خبرة ومهارة وفن، وهى من اختصاص أهل المدن والمستقرين، مثل: أعمال البناء والتجارة والأعمال الدقيقة.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة