أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

لماذا تزايدت الإصابات بكورونا فى رمضان؟

الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لحظة استثنائية وبالغة الدقة يعمل جميع أفراد الجيش الأبيض اليوم على جبهة مقاومة الوباء الذى يواصل الانتشار بمعدلات ملحوظة، أحسب أن هناك أجيالا كاملة من الأطباء والممرضين لم ترى فى حياتها مشهدا كهذا من قبل، المنطق يؤكد أن أولئك الساهرين على حماية أرواح المرضى فى مستشفيات العزل يدركون أكثر من غيرهم خطورة التهاون مع فيروس يمتلك كل هذا القدر من المراوغة والانتشار وإصابة أعداد كبيرة من الضحايا ليحولهم فى غمضة عين من الصحة إلى المرض، ومن طاقة قادرة على العطاء والإنتاج فى مجتمعها إلى لحظة ضعف جسدى ومعنوى نادرة تتطلب أكبر قدر من الرعاية الطبية والدعم النفسى حتى تتجاوز أزمتها بسلام.
 
نحن جميعا نتساءل عن سر الزيادة الكبيرة فى حصيلة الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر رمضان المبارك؟، وطبقا للأرقام الرسمية الخاصة بوزارة الصحة، فإن هناك 3198 حالة إصابة بفيروس كورونا تم تسجيلها خلال آخر 8 أيام فقط، لتقفز الحصيلة الإجمالية التى تم تسجيلها للإصابات حتى أمس الاثنين 9746 حالة.
 
أظن أن إلقاء نظرة سريعة على أى من شوارع المعمورة خلال ساعات الذروة نهارا كفيلة بتقديم الكثير من الإجابات على سؤال الساعة.
 
وإذا كان الإنسان لا يمكن أن ينقطع عن الخروج للشارع لشراء احتياجات بيته كما أنه يذهب بالضرورة إلى عمله، فإن هذا يجب أن يكون مقرونا بالالتزام بأكبر قدر من التدابير والإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة والجوانتى وحمل المطهرات، والحرص باستمرار على غسيل اليدين بالماء والصابون.
 
أما غير المقبول وغير المبرر على الإطلاق فهو الزحام الذى نراه من قبل البعض منذ بداية شهر رمضان على المحلات والمتاجر المختلفة فى نهم شرائى اعتدنا عليه فى مثل هذه المناسبات الكريمة، ولكن كنا نتمنى ألا نراه خلال هذا العام تحديدا نظرا للظرف الذى تعيشه مصر كغيرها من بقية دول العالم فى ظل انتشار فيروس كورونا.
 
سباق كبير وغير مبرر على الشراء بصورة يومية منذ بداية الشهر الكريم، وكأنه مناسبة استهلاكية بالدرجة الأولى بعيدا عن الحكمة التى يريدها الخالق جل وعلا من الصوم، بينما نجد فى هذه الساعات إقبالا متزايدا على محلات الملابس لشراء لبس العيد دون أن يتوقف البعض منا أمام نفسه ويفكر جيدا هل سيكون هناك عيد بالشكل المعتاد هذا العام أو أن كل منا يجب أن يسعه بيته وأفراد أسرته حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
 
فى دولاب أطفال كل منا ملابس لم يرتديها الصغار سوى مرات معدودات أو ربما لم تلبس من قبل يمكن أن يتم غسلها وكيها ليرتديها الصغار بعيدا عن أى مخاطرة غير مأمونة العواقب فى هذه اللحظات الحرجة التى يضرب فيها الفيروس بلا هوادة.
 
لا يطرق الفيروس أبواب الناس فى بيوتهم، كما لا يتسلل إليهم فى غرف نومهم ليحول أحلامهم إلى كوابيس مفزعة تجرى مشاهدها فى النهار قبل الليل، ولكن تحدث الإصابة عندما يتم الاختلاط بشخص مريض سواء فى الشارع أو فى المواصلات أو فى مكان العمل.
 
مهما كان حجم ومدى القرارات التى اتخذتها الدولة، وبصرف النظر عن الجهود الجبارة التى يبذلها الجيش الأبيض فإن حجم انتشار المرض لن يتراجع إلا إذا أعاد الكثيرون منا التفكير فى الأمور بطريقة صحيحة ليجنبوا أنفسهم وأسرهم وبلدهم خطرا نراه قريبا ويرونه بعيد.
 
لم يكن أى شخص من الـ9000 آلاف مصاب يتخيل للحظة واحدة أنه يمكن أن يصبح يوما ما حاملا لفيروس لا نعرف له علاجا محددا حتى الآن، فالكثير من المصابين وأسرهم كانوا يرون الأمر بعيدا عنهم فهم يتابعون أخباره على المواقع الإخبارية وشاشات الفضائيات حتى أفاقوا على صدمة مازالوا يعيشون أصداءها حتى اللحظة.
 
المرض ليس اختيارا وليس قرارا، ولكن التفريط فى اتباع سبل الوقاية تعد خيانة وتفريطا فى حق النفس والأهل والوطن، حياتك وحياة أسرتك لن تتأثر كثيرا إذا لم تقم هذا العام بشراء لبس العيد، ولكن الخطر يمكن أن يكون محيطا بك بشدة إذا قررت التزاحم وفعل العكس.
وقانا الله وإياكم من كل سوء
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة