كيف تستمر الآثار بعد التعافى من كورونا لدى "الحالات الشديدة"؟ اللهاث وضيق التنفس قد يستمران بسبب انخفاض وظيفة الرئة.. النوبة القلبية تحدث لبعض المتعافين.. 25-50 ٪ من الحالات يعانون من تشوهات الكلى

الثلاثاء، 12 مايو 2020 01:26 م
 كيف تستمر الآثار  بعد التعافى من كورونا لدى "الحالات الشديدة"؟ اللهاث وضيق التنفس قد يستمران بسبب انخفاض وظيفة الرئة.. النوبة القلبية تحدث لبعض المتعافين.. 25-50 ٪ من الحالات يعانون من تشوهات الكلى التعافي من كورونا
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتعافى معظم المصابين بفيروس كورونا وقد تم توثيق أكثر من 1.3 مليون حالة تعافي في جميع أنحاء العالم، لكن تشير الأدلة والبيانات المبكرة إلى أن بعض الناجين من كورونا قد يجدون تأثيرات على المدى الطويل ليجدون أن الأمر لا ينتهي بانتهاء العدوى، فكيف تستمر الآثار طويلة الأمد بعد التعافي من كورونا.. هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.

5e8d1ff5b3b09214ac6b5774

تأثيرات طويلة المدى تحدث للمتعافين من كورونا
 

وفقاَ لموقع شبكة ABC News قال الدكتور شو يوان، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة شيكاجو، أن معظم الأشخاص الذين يتعافون من إصابة خفيفة أو معتدلة من فيروس كورونا يجب أن يتعافوا بدون أي تأثير دائم أو طويل المدى.. لكن المستقبل أكثر صعوبة للمرضى الذين يصابون بمضاعفات شديدة من كورونا.

ووفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية، أفادت هيئة مستشفيات هونج كونج في مارس الماضى أنه ضمن مجموعة من 12 مريضًا تم شفاؤهم، حدث انخفاض سعة الرئة بنسبة 20 -30%  في زيارات المتابعة مع الأطباء بعد شفائهم.

وهؤلاء المرضى عانوا من اللهاث لاستنشاق الهواء عند المشى، كما كشفت عمليات المسح التي أجريت على رئة 9 مرضى علامات تلف في الأعضاء.

الخبراء على دراية بالتأثيرات التي يمكن أن يحدثها الالتهاب الرئوي الحاد على الجسم، إذا أصيب المريض بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) ، يمكن أن يحدث تندب أنسجة الرئة.

وفقاً لموقع "today" قال الدكتور أميش أدالجا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، لشبكة ABC News: "إنه نفس الشيء الذى سوف يحدث لك مع أي نوع من الأمراض الشديدة بما يكفي لإيصالك إلى وحدة العناية المركزة".

قال كل من أدالجا وشياو أن بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة قد لا يستعيدون وظائف الرئة الكاملة، وقال الخبراء إنه في الوقت الحالي، يبدو أن معظم المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة لا يتوقعون أي ضرر دائم.

وأوضح الدكتور أدالجا "سيكون الأمر مثل نزلة برد أو إنفلونزا ويعيشون حياتهم بمجرد أن يتعافوا في غضون أسبوع أو أسبوعين منه.. لكن الناجين من هذا النوع الشديد من المرض قد يواجهون صورة أكثر تعقيدًا، وليس فقط عندما يتعلق الأمر برئتيهم."

venilator-demo-gty-ps-200326_hpMain_16x9_992

وإليك أبرز ما شاهده الأطباء من تأثيرات طويلة المدى تحدث للمتعافين من كورونا حتى الآن:

كيف تستمر الآثار طويلة الأمد بعد التعافي من كورونا
 

الرئتان
 

قال أدالجا إن مرضى فيروس كورونا الذين أصيبوا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة - وهي إصابة في الرئة تهدد الحياة بسبب العدوى - وتعين إدخالهم إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة من المرجح أن تكون لديهم عواقب طويلة الأمد.

وأشار إلى أن "هناك أشخاصًا سيصابون بالندوب في رئتيهم مما حدث وقد لا يمكن علاجه تمامًا".وأوضح "أن الأمر لا يقتصر فقط على فيروس كورونا ، نرى هذا مع جميع أنواع الالتهاب الرئوي التي تؤدي إلى  الضائقة التنفسية الحادة".

قد يحدث لهؤلاء المرضى انخفاض وظائف الرئة التي ستستمر، بما في ذلك انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة التي تجعلهم يشعرون بضيق في التنفس.

قال أدالجا إن إعادة التأهيل القلبي الرئوي في مثل هذه الحالات قد تساعد في إعادة بناء القوة والقدرة، على الرغم من أن الشخص قد لا يعود بالكامل كما كان .

القلب
 

وجدت دراسة حديثة أن حوالي 20٪ من مرضى COVID-19 في الصين أصيبوا بأضرار في القلب أثناء دخولهم المستشفى.

وحذرت الكلية الأمريكية لأمراض القلب من أن دراسة أخرى اكتشفت أن حوالي 16٪ من المرضى يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، في حين أشارت تقارير أخرى إلى حالات فشل القلب الحاد، والنوبة القلبية والسكتة القلبية بعد الإصابة بالفيروس التاجي.

والأشخاص الذين يعانون من شكل حاد من المرض يمكن أن يصابوا أيضًا بالتهاب عضلة القلب وأحيانًا لا يتعافى تمامًا في الوقت الذي يخرجون فيه من المستشفى من الممكن أن تستمر هذه الحالة بطريقة ما.

وأوضح أنه يمكن أن يكون لأي مرض رئوي طويل المدى تأثيرات على القلب، وخاصة جانبه الأيمن.

وقال أندرو فريمان، طبيب القلب أن "الرئتين والقلب متقاربتان بإحكام، لذا في بعض الأحيان عندما تكون الرئتان مريضتين، يمكن أن تتطور الشرايين الرئوي - التي تسبب التهابا أو مرضا أو سماكة في  الجانب الأيمن من القلب."

وحذرت جمعية القلب الأمريكية من أن الأمراض الفيروسية تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاك في الشرايين، مما قد يؤدي إلى انسدادها ويعرض المرضى لخطر الإصابة بنوبة قلبية.

coronavirus-men-today-main-200326_f2cdd085565f1224631035a4de0f4ae6.fit-2000w

الكلى

لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا يضر بكلى الأشخاص الذين يعانون من عدوى خفيفة إلى معتدلة، ولكن شوهدت تشوهات في الكلى في 25-50 ٪ من المرضى الذين يصابون بالنوع الحاد من كورونا، وفقًا للجمعية الدولية لأمراض الكلى.

هؤلاء المرضى ذوى الحالات الشديدة لديهم المزيد من البروتين وخلايا الدم الحمراء في البول، وحوالي 15 ٪ منهم يعانون أيضًا من انخفاض في وظيفة الترشيح بالكلى.

وقال أدالجا إن الفيروس التاجي الجديد "هو كائن معدي ويمكن أن يؤدي إلى سلسلة من التغيرات المناعية التي تؤدي إلى الإنتان أو تعفن الدم، ويتسم الإنتان باختراقه أنظمة متعددة من الأعضاء، كما يمكن أن يصاب بعض الأفراد المصابين بإنتان الدم بإصابات حادة في الكلى".

وأشارت الجمعية الدولية لأمراض الكلى إلى أن التأثير الصحي طويل المدى لفيروس كورونا على الكلى غير معروف بعد.

التعافى
التعافى

 

الدماغ والصحة النفسية
 

كلما طالت فترة بقاء المرضى في وحدة العناية المركزة، زاد احتمال تعرضهم للآثار المعرفية طويلة الأمد مثل: الهذيان وعدم القدرة على التفكير، و يطلق عليها الأطباء "متلازمة ما بعد العناية المركزة" أو هذيان ما بعد وحدة العناية المركزة ، ويصفونها بأنها نوع من الإجهاد اللاحق للصدمة.

وقالت الدكتورة آمي بيلينجهاوزن ، الزميلة الرئوية والعناية الحرجة وطب النوم في جامعة كاليفورنيا ، سان دييجو ، لشبكة NBC News: "غالبًا عندما يخرج المرضى من وحدة العناية المركزة ، فإنهم يكافحون حقًا للتفكير بوضوح كما فعلوا من قبل".

وقدرت أن ما يصل إلى ثلثي المرضى على أجهزةالتنفس الصناعي قد يتأثرون، تشمل الأسباب المحتملة عدم وصول كمية كافية من الأكسجين أو الدم إلى الدماغ، أو الأدوية المستخدمة لتخدير المريض.

التعافى من كورونا
التعافى من كورونا

الجهاز العصبي
 

قال الدكتور كينيث تايلر، رئيس قسم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كولورادو، إن فيروس كورونا يمكن أن يغزو الجهاز العصبي المركزي، لذلك فمن المنطقي أن يكون لـ COVID-19 مظاهر عصبية.

في الواقع ، وجدت دراسة أن الأعراض العصبية شوهدت في 36 ٪ من 214 مريضًا من COVID-19 في الصين ، بما في ذلك الدوخة والصداع والطعم وضعف الشم وليس من الواضح إلى متى تستمر.

ولا يزال الأطباء يحاولون فهم أي تأثيرات فريدة من نوعها لفيروس كورونا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة