مدفع الإفطار من أهم ما يميز شهر رمضان، اعتاد الصائمون على سماع ضرباته بالتزامن مع أول لحظات إفطارهم، حيث يستخدم للإعلان عن موعد الإفطار كما هو متبع فى الدول الإسلامية.. ولكن ما قصة هذا المدفع وأين ظهر وما تفاصيل رحلته؟
أولى ضرباته .. صدفة!
575 عاما مرت على إطلاق مدفع الإفطار منذ انطلاقه لأول مرة فى أرض المحروسة عام 865 هـجرية عندما أراد السلطان المملوكى خوشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا قد تلقاه هدية من صاحب مصنع ألمانى وصادف إطلاقه وقت المغرب أول أيام رمضان، فظن الناس أنه تقليد جديد لإعلان موعد الإفطار فى وقت لم يكن العالم قد عرف فيه وسائل التكنولوجيا. وفق العربية.
أول ظهر لمدفع رمضان فى المحروسة
وفي اليوم التالي توجه شيوخ الحارات والطوائف إلى بيت الوالي لشكره على هديته لسكان القاهرة، فلما عرف الوالي الحكاية أعجب بذلك، وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان.
الحاجة فاطمة
هناك رويات أخرى حول تاريخ "مدفع رمضان" من بينها ارتباط اسمه بالحاجة فاطمة وهي الأميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل، ففي سنة 865 هجرية عندما توقف المدفع الذي أطلقه خوشقدم على سبيل التجربة عن الإطلاق ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع لكنهم لم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى الحاجة فاطمة ونقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق الأهالي اسم الحاجة فاطمة على المدفع واستمر هذا حتى الآن.
المدفع قديما
وهناك رواية شهيرة عن ظهور مدفع الإفطار تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.
فى السعودية
واستمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1865 ميلادية ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة غير الحقيقية أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية، كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر.
ألمدفع الرمضانى فى سلطنة عمان
منذ عصر محمد على باشا والى مصر خلال الفترة من 1805-1848 ، وفى منتصف القرن التاسع عشر، وتحديداً فى عهد الوالى "عباس حلمى الأول" عام 1853، كان ينطلق مدفعان للإفطار فى القاهرة، الأول من القلعة، والثانى من سراى عباس باشا الأول بالعباسية ـ ضاحية من ضواحى القاهرة ـ وفى عهد الخديوى إسماعيل تم التفكير فى وضع المدفع فى مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، واستقر فى جبل المقطم، حيث كان يحتفل قبيل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولاً على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود يوم العيد إلى مخازن القلعة مرة أخرى.
فى الإمارات
وقرر السلطان المضى فى إطلاق المدفع يوميا إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعى السحور والإمساك.
المدفع قديما فى القدس
كان فى القاهرة خمسة مدافع للإفطار اثنان فى القلعة، وواحد فى كل من العباسية، وحلوان، ومصر الجديدة، ولكل منها اسم يرمز له، حيث نجد أن مدفع القلعة هو الرئيسي، ويسمى "الحاجة فاطمة" ويقال أنه اشترك فى ثلاثة حروب هى تركيا ضد روسيا فى شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لثورة المكسيك، وكذلك محاولات غزو بلاد الحبشة.
مدفع رمضان فى الكويت
انتقال المدفع للخليج
انتشرت الفكرة من المحروسة إلى بلدان الشام ، منها القدس ودمشق ثم إلى بغداد فى أواخر القرن التاسع عشر، بعدها انتقل المدفع إلى دول الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالى وفى عام 1944 انتقل إلى دول شرق آسيا .
مدفع الإفطار فى البحرين
ابتكار وتجديد
وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام – أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.
مدفع الإفطار فى الإمارات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة