من الأشياء الغريبة التى كشفها فيروس كورونا المنتشر فى العالم مؤخرا، أن العالم كان ممتلئا بالأوبئة على مدى التاريخ الطويل، ومن الملاحظ أن العرب فى هذه الفترة كانوا ولا يزالون يطلقون على كل الأوبئة التى مرت بهم "الطاعون" مع أن المتابع يكتشف أن "الكوليرا" كانت هى الأكثر فتكا فى السنوات الأخيرة حتى 1948، ويذكر أن أول طبيب مصرى اكتشف اسم الكوليرا عندما ضرب مصر فى نهاية الأربعينات، هو طبيب مصرى من أبناء مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.
ولد الدكتور" محمد كمال عبد الهادى الجوجري" وشهرته كمال الجوجري، فى الأول من فبراير من عام 1912، بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وتلقى تعليمه الإساسى بها، ثم انتقل لمدينة الزقازيق للحصول على الثانوية العامة، وكان من الأوائل، وبعدها التحق بكلية طب القصر العيني، وكان ترتيبه الثانى على دفعته، وكرمته الدولة حين إذن، بتعينه مفتش للصحة ببلدة بهتيم، من قبل القصر الملكي، وظل يعمل بها فترة كمفتش للصحة، وأثناء عمله ببلدة بهتيم، 1947، كان يتردد عليه الوحدة المرضى ويعانون من الإسهال الشديد، وكانت تنهى بحياة المصاب بها فى غضون ساعات، حيث كانت تنقل عن طريق الطعام والماء الملوث إذ تناوله الإنسان، فإكتشف الدكتور"كمال" إسم هذا الوباء الذى ضرب مصر وأنهى بحياة الكثرين، إنه وباء " الكوليرا" وكان أول طبيب مصرى يتوصل إلى ذلك فى عهده، وعندما علم الملك فاروق، بنوبغ هذا الطبيب الشاب، كرمه بإعطاءه الوسام الذهبى تقديرا لنبوغه العلمي، وكان من أصدقاءه فى الكلية وبعد ذلك سارت بينهما علاقة وطيدة الدكتور مصطفى محمود.
الدكتور" كمال الجوجري" رائد العلاج بالإبر الصينية فى مصر والشرق الأوسط
موقف شخصي، حوله إلى رائد للعلاج بالإبر الصينية بمصر والشرق الأوسط ، وتطرق فى فرع لم يسبقه أحد من الغرب إليه، وهو العلاج بالأبر الصينية، وأصبح رائدا فى هذا المجال، حيث توفيت والدته أثناء إجراء عملية جراحية لها متأثرة بجرعة من البنج المخدر، وكان لذلك أثر عميق فى نفسيته، وحزن حزنا شديدا، وبالرغم من كونه طبيب جراحا، إلا أنه كان نبغة فى كل شيئ، حيث قرر السفر إلى الخارج فى مهام علمية وتحديدا الصين، وتدرب على العلاج بالإبر الصيينة، وكان وقتها تسمى الإبر الذهبية الصينية،بعد إعتراف رسميا من منظمة الصحة العالمية بهذا العلاج، وبعد التدريب عليه، تفوق على الصينين فى هذا المجال، وأصبح رائد للعلاج بالإبر الصينية فى مصر والشرق الأوسط، حيث كانت الإبر الصينية تعالج أكثر من 30 مرض، حيث كانت وسيلة من وسائل الطب الصينى القديم، والذى يقوم على غرز عدة إبر رفيعة جدا فى جلد الشخص المريض فى عدة مناطق أو حسب المرض، ويعتبر من الإجراءات الطبية التكميلية، حيث إنه يختلف بشكل جذرى عن الوسائل المختلفة والمتّبعة فى الطب التقليدى العربي،حيث أن الأساس النظرى للعلاج بالإبر الصينية يقوم على الإعتقاد بأنّ الطاقة فى الجسم تسير من خلال قنوات، ويعتقدون بأن فقدان هذه الطاقة يؤدى إلى حدوث الأمراض وأن العلاج بالإبر هو الذى يستعيد جريان هذه الطاقة ،مما يساعد على العلاج والعافية، يتم استخدام هذه الطريقة من أجل علاج الكثير من الأمراض، ولكن فى الغالب تستخدم من أجل تخفيف حدّة الألم مثل حالات الصداع وألم الأسنان وألم الظهر، ويشاع بأن هذه الطريقة فى العلاج تعالج حالات الربو والقلق وبعض حالات العقم، موضحا أنه إنتخب نائبا لرئيس الإتحاد العالمى للأطباء المتخصصين فى الإبر الصينية على مستوى العالم، وتم تكريمه كثيرا فى هذا المجال، حيث أرسل له الرئيس محمد أنور السادات، تهنئة شكر وتقدير لتفوقه فى هذا الفرع، كما حضرت السيدة"جيهان السادات" فرع افتتاح عيادته للعلاج بالإبر الصينية.
وكان أيضا من أوائل من اهتم بالطب البديل والطب التكميلي، صاحب نظرية وبرنامج وجمعية لمكافحة التدخين، وله نجلتين الدكتورة" عزة" استاذة جامعية فى الطب البديل، وشقيقتها الدكتورة " علا" إستاذة جامعية فى هذا التخصص أيضا، ونجله الدكتور" محمد" الذى توفى فى أمريكا، وله إبن يدعي"هشام " رجل أعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة