رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا لـ"اليوم السابع": إذا استمر أردوغان بالحُكم فمُستقبل تركيا سيكون مُظلمًا

الخميس، 09 أبريل 2020 06:52 م
رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا لـ"اليوم السابع": إذا استمر أردوغان بالحُكم فمُستقبل تركيا سيكون مُظلمًا رئيس منظمة حقوق الإنسان في تركيا
حوار – شيريهان المنيري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شيبنام كورور فينجانجي: يجب أن تتعاون الأحزاب المعارضة في ظل الأوضاع العصيبة التي تشهدها تركيا لإصلاح ما تم افساده.. حقوق الإنسان لم تكن يومًا أولوية للحكومة التركية.. وكورونا تنتشر بين المساجين وهناك سوء بالرعاية الصحية  

تستمر الحكومة التركية في التستر على فشل سياساتها بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يظهر بين حين وآخر مُحاولًا تحسين الصورة الذهنية له وحكومته واستعادة التأييد الشعبي الذي تتحدث الأوساط التركية عن تراجعه بنسب كبيرة مؤكده على بعض المؤشرات التي تصدُر حول هذا الشأن من قبل بعض مراكز الأبحاث والتقارير الإعلامية. هذا وتتأزم الأوضاع في تركيا مؤخرًا بسبب أزمة فيروس كورونا التي يُعاني منها العالم، بسبب عدم شفافية الحكومة التركية في التعامل معها منذ لحظة ظهورها بتركيا ما أدى إلى تفشي الفيروس في مناطق تركية مختلفة ولاسيما بين المساجين؛ مع التعنت تجاه سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين ممن ترفض السلطة التركية إطلاق سراحهم أو العفو عنهم.

رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا (2)

رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا، الناشطة شيبنام كورور فينجانجي تؤكد في حوارها مع "اليوم السابع" على سوء أوضاع حقوق الإنسان بتركيا وبشكل ملحوظ خلال الـ 5 أعوام الأخيرة، مُتحدثة عما حدث معها وزملاء لها من تعنُت وسجنهم دون وجه حق لمجرد المعارضة أو ابداء الرأي تجاه مواقف أو جماعات غير مُرحب بها من قبل الحكومة التركية. هذا وأشارت إلى أن سياسات أردوغان وحزب العدالة والتنمية أدت إلى أوضاع اقتصادية وخدمات اجتماعية مُتدهورة ما يستدعي ضرورة تكاتف الأحزاب المعارضة لإنقاذ تركيا. وإلى نص الحوار..

 

بداية حدثيني أكثر عن نفسك ووظيفتك وأسباب اعتقالك سابقًا..

أنا طبيبة شرعية وناشطة، وأعمل كرئيس لمؤسسة حقوق الإنسان في تركيا. تم سجني لمدة تقرب من عامين ونصف، بسبب دعمي لحملة كانت لصحيفة كردية بعد تصاعد ضغوط الحكومة التركية عليها وصحفييها، كنا وآخرين ضيوفها لمدة يوم واحد اتهمونا بعدها بدعم الإرهاب ووجدنا أنفسنا في السجن فيما بعد. عملت فترة كأستاذ بكلية الطب الشرعي بإسطنبول ولكن بسبب سجني فقد تم حرماني من الاستمرار في هذا العمل بعد خروجي، ومن ثم اضطررت إلى التقاعد.

رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا (1)

كيف ترين مجال حقوق الإنسان في تركيا بالأخص خلال الـ 5 أعوام الأخيرة؟

حقوق الإنسان لم تكن يومًا أولوية في تركيا، ولم تحظى بأي اهتمام في السابق، ولكن بالفعل في الـ 5 أعوام الأخيرة فإن الأوضاع تزداد سوءًا كل يوم عما قبله.. بدأت التفجيرات بعد الانتخابات التشريعية في يونيو من عام 2015، ثم حظر التجول وقتل مئات المدنيين؛ إلى جانب اضطرار ما يقرُب من نصف مليون شخص لمغادرة مدنهم الأصلية. أيضًا تم القبض على السياسيين ووضع العديد في السجون بتُهم كاذبة، وظهرت حالات الاختفاء القسري، وانتشر التعذيب داخل السجون، وكل شخص ينتقد الحكومة أو الرئيس أردوغان يتم اتهامه بأنه إرهابي.

 

ما هي المهمة التي تحاول مؤسسة حقوق الإنسان القيام بها في هذا المجال.. وهل هناك أي استجابة من المجتمع الدولي لما تقومون بعرضه؟

المؤسسة تعني بالصحة بشكل رئيسي، وتعمل على تقديم إعادة التأهيل للناجين من التعذيب والانتهاكات وكذلك توثيق تلك الممارسات العنيفة من قبل الدولة التركية عليهم. وفي الواقع لدينا سمعة جيدة ويثق الناس بنا ويتابعون ما ننشره بانتظام.

رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا (5)

كيف ترين تعامل الحكومة التركية مع المعارضين؟

أعتقد أن مصُطلح "العداء" هو الأقرب لوصف الأمر؛ فالحكومة التركية بدلًا من أن تتعلم من النقد لتغيير مواقفها وأسلوبها تعمل على قمع كل أشكال النقد والمعارضة بشتى الطرق.

 

هل يُمكنك اطلاعي على أعداد المساجين والمعتقلين السياسيين حتى الآن.. وكيف يتم معاملتهم في السجون التركية؟

لا توجد معلومات رسمية من قبل الحكومة التركية، ولكن الأرقام التقديرية بين 40 – 50 ألف شخص. والكثير من هؤلاء الأشخاص يكافحون من أجل استعادة حقوقهم، ومنظمات حقوق الإنسان تعمل على مساندتهم ومن ثم فيتم معاملتهم بحذر نوعًا ما عن غيرهم من المجرمين العاديين، ولكن في أحيان كثيرة يتم إرسالهم إلى سجون بعيدة عن مدنهم الأصلية وأفراد أسرهم، إلى جانب عزلهم دون كتب أو صحف. والآن ومع التعديل الجديد في نظام السجون في إطار أزمة "كورونا" فكل من يُسمى بالإرهابيين - المساجين السياسيين - من معارضين أو صحفيين أو محامين سيتم استبعادهم من الإفراج والعفو الحالي.

رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا (3)

في ظل الأزمة الراهنة بسبب فيروس كورونا.. ما هي أوضاع المساجين وهل هناك رعاية صحية كافية لحمايتهم؟

السجون مُكتظة بالمساجين وبها أعداد تفوق سعتها الفعلية، وهو ما تم إبلاغنا به من قبل أقارب بعض من السجناء ومحامين، إلى جانب نقص المياه وغيرها من المواد الصحية ما يدفع القادرة منهم لشراءها بأنفسهم. أيضًا لا يُخصص لهم وقت لاستنشاق الهواء النقي، والرعاية الصحية محدودة للغاية وعند المرض يمكن أن ينتظر السجين لأسبوع حتى يتم عرضه على العيادة المُخصصة لذلك. والآن وبعد أن ظهرت إصابات بكوفيد -19 بدأت الحكومة باتخاذ إجراءات الحجر الصحي للحراس وبعض الموظفين بالسجن ولكن أرى أنه قرار جاء متأخرًا.

 

هل الأتراك راضون عن سياسات أردوغان؟

هناك تراجع ملحوظ في نسبة قبول سياسات الحكومة التركية وتُشير بعض استطلاعات الرأي مؤخرًا إلى انخفاضها بنسبة 30%.

 

ما هي توقعاتك لمستقبل تركيا في ظل حُكم أردوغان وحزبه؟

بالتأكيد سيكون مُظلمًا.. ويجب أن تتعاون الأحزاب المعارضة في هذه الأوقات العصيبة التي يُواجهها حزب العدالة والتنمية لما آلت إليه الأوضاع في تركيا بسبب سياساته؛ حيث الانهيار الاقتصادي وانهيار الخدمات الاجتماعية بتركيا؛ ما يُحتم وجود معارضة قوية ذات نهج وسياسات مُخلصة للشعب التركي لإصلاح ما تم افساده.

 
رئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا (4)






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة