إيفان سوركوش

أزمة فيروس كورونا تكشف عن الشركاء الحقيقيين

الخميس، 09 أبريل 2020 03:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- " نقف معا" هو شعار وممارسة الاتحاد الأوربى

القاهرة مدينة لا تنام، لطالما كنت مفتونًا بالشوارع الصاخبة طوال اليوم فى مصر، ومع ذلك فقد تغير هذا الوضع منذ تفشى جائحة فيروس كورونا، والذى أثر على جميع جوانب الحياة فى مختلف أنحاء العالم فى ظل وجود مخاوف مشتركة فى مقدمتها إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.

فى أوقات الأزمات، قد يميل الناس والأمم عادة إلى الانغلاق والتوجه للداخل، إن الحل الفعال الوحيد للوضع غير المسبوق الذى نجد أنفسنا فيه معًا هو حل يقوم على التعاون، وقبل كل شيء على التضامن.

يعمل الاتحاد الأوروبى على معالجة الأزمات فى العالم باستخدام جميع أدواته وموارده، سواء الدبلوماسية أو المساعدات والتعاون الإنمائى، هذا الوباء ليس استثناء.

الاتحاد الأوروبى له دور قيادى دولى ويعمل على إحداث تأثير حقيقى ملموس فى جوارنا المباشر، بما فى ذلك فى مصر، وفى جميع أنحاء العالم، نحن لاعب دولى موثوق به وتعاونى وقائم على المبادئ.

نعمل من أجل أوروبا وجوار وعالم أكثر أمانًا، هذه معركة عالمية سنفوز فيها أو نخسرها معًا، إن الجهود المشتركة على المستوى الدولى والحلول المتعددة الأطراف ضرورية، طالما أن فيروس كورونا يمثل تهديدًا فى دولة ما، فنحن لسنا آمنين فى دولنا، هذا هو جوهر التعاون والشراكات الدولية، نحن بحاجة إلى العمل معًا من أجل معالجة تحدياتنا المشتركة.

وكى يكون الحديث مبنيًا على أسس وليس مجرد شعارات، أعلنّا فى 8 أبريل عن حزمة تحت مسمى "فريق أوروبا" لدعم الدول الشريكة فى مكافحة جائحة فيروس كورونا وعواقبه بأكثر من 20 مليار يورو.

تجمع تلك الحزمة بين موارد الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء ومؤسساته المالية، ولا سيما بنك الاستثمار الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ستركز تلك الحزمة على معالجة الأزمة الصحية المباشرة والاحتياجات الإنسانية الناتجة عنها، وتعزيز أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحى فى البلدان الشريكة وقدرات البحث والتأهب لديها للتعامل مع الوباء، فضلاً عن تخفيف الأثر الاجتماعى والاقتصادي.

هدفنا هو التضامن مع مصر فى هذا الوقت الحرج، هذا هو النهج الأساسى الذى اتبعناه أيضًا بعد الظروف الجوية السيئة التى واجهتها مصر فى مارس الماضي، خصصنا أموالاً لإغاثة أكثر من 12 ألف شخص فى المناطق الأكثر تضررًا.

وعلى خلفية تفشى فيروس كورونا ونظرًا لنقص المرافق الصحية فى المجتمعات التى تضررت من تلك الظروف الجوية، يتم توعية الأسر صحيًا وتعزيز حملات النظافة الشخصية بما فى ذلك غسل الأيدي، كما سيتم ضمان حصولهم على المياه الصالحة للشرب.

ولمواجهة حالات الطوارئ بسبب الوباء، سنعيد توجيه 89 مليون يورو من الأموال المتوقعة لمصر بهدف دعم الاحتياجات الفورية لنظام الصحة العامة، أنا وفريقى فى وفد الاتحاد الأوروبى، وكذا زملائى فى بروكسل، على اتصال منتظم بأصدقائنا فى الحكومة المصرية لبحث تعزيز تعاوننا والسعى معًا للتغلب على تحدياتنا المشتركة.

يعمل الاتحاد الأوروبى مع الدول الشريكة، تمامًا مثلما يدعم دوله الأعضاء، هذا ليس واضحًا دائمًا نظرًا لتداول بعض المعلومات المضللة مؤخرًا. يمكننى أن أؤكد اليوم أن الاتحاد الأوروبى يلعب دورًا مهمًا فى دعم الدول الأعضاء من خلال تسهيل الشراء المشترك للإمدادات والمعدات الطبية وزيادة القدرات الإنتاجية الأوروبية منها وإعادة مواطنى الاتحاد الأوروبى الذين تقطعت بهم السبل فى بلدان أخرى ومساعدة الشركات المتضررة ووضع قواعد مؤقتة مرنة متعلقة بالمساعدات التى تقدمها الدول حتى تتمكن الحكومات من دعم المواطنين والشركات، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الوظائف، اتفق قادة الاتحاد الأوروبى على تكثيف جهودهم المشتركة، ومنها تطوير نظام أوروبى لإدارة الأزمات واستراتيجية مشتركة لإدارة كوفيد-19.

كما أن التضامن يتم أيضًا على المستوى الثنائى بين الدول الأعضاء؛ حيث تمد البلدان والمدن يد العون إلى الجيران لمساعدة من هم فى أمس الحاجة إليها. ترسل فرنسا والنمسا أكثر من ثلاثة ملايين قناع طبى لإيطاليا، وتستقبل ألمانيا وتعالج مرضى من فرنسا وإيطاليا. هذه مجرد أمثلة بسيطة للتضامن فى الاتحاد الأوروبي.

أود الإشارة إلى أن جهودنا لمحاربة كوفيد-19 تشمل جانبًا مهمًا جدًا وهو العمل على إيجاد علاج، كان الاتحاد الأوروبى فى طليعة دعم البحوث العلمية فى هذا المجال وتنسيق جهود البحث الأوروبية والدولية، بما فى ذلك المتعلقة بالاستعداد للأوبئة.

بالإضافة إلى عدد من الإجراءات البحثية السابقة والجارية المتعلقة بالفيروسات التاجية وتفشى الأمراض، قمنا بحشد ما يصل إلى 140 مليون يورو لتطوير اللقاحات والعلاجات الجديدة والاختبارات التشخيصية والأنظمة الطبية لمنع انتشار فيروس كورونا وإنقاذ الأرواح. اخترنا 18 مشروعًا تضم 140 فريقًا بحثيًا لتلقى 48.5 مليون يورو من برنامج الاتحاد الأوروبى لتمويل الأبحاث والابتكار "هورايزون 2020".

كما قدمنا لشركة CureVac الأوروبية لتطوير اللقاحات ما يصل إلى 80 مليون يورو من الدعم فى شكل ضمان من الاتحاد الأوروبى لقرض بنك الاستثمار الأوروبي، تهدف الشركة إلى إطلاق اختبار سريرى للقاح بحلول يونيو 2020.

إن الأزمة التى نعيشها اليوم ليست متعلقة بدولة دون أخرى، ولن يتم حلها بجهود فردية. المخرج الوحيد هو العمل معًا. وعلى المستوى الثنائي، سنعزز من شراكتنا مع مصر لتجاوز التحديات وعبور الأزمة معًا.

 

* إيفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة