أدى كورونا لحالة هلع عاليماً، خاصة بعدما وصفت منظمة الصحة العالمية الفيروس بالـ"جائحة"، ليصبح وباءاً تسعى كل دول العالم لتقويضه والحد من انتشاره لحين اكتشاف لقاح للقضاء عليه.
الأزمات الصحية والاقتصادية تلاحق العالم، لتتخذ كل دولة على حدى خطواتها لتخفيف وطأة انتشار الفيروس؛ فالخسائر كبيرة ليست على مستوى الحكومات فقط بل الشركات الخاصة والمتعددة الجنسيات وقطاعات بأكلمها مهددة بالانهيار، ومن أبرزها قطاع "صناعة الطائرات التجارية"، والتي كشفت تقارير هبوط قيمتها السوقية ما بين 5 - 15 %مقارنة مع قيمتها منذ بداية العام بسبب تفشي وباء كورونا.
تعقيم طائرة
وتوقع تقرير حديث لمؤسسة الأبحاث إيشكا "Ishka"، أن يكون طراز بيونج 777 الأكثر تضررا من بين طرازات الطائرات الأكثر شهرة، بعد أن هوت القيمة السوقية لهذه الطائرة بنحو 20 % منذ يناير الماضي، بينما وصف اتحاد النقل الجوي الدولي الأزمة التي يواجهها قطاع صناعة الطيران بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد بأكبر أزمة واجهتها هذه الصناعة على الإطلاق، في ظل تطبيق إجراءات العزل العام في العديد من الدول وتوقف الرحلات الجوية بأغلب دول العالم.
طائرة
وتعد معاناة صناعة الطيران حالياً بسبب أزمة كورونا، شبيهة بالأزمة التي مرت بها إبان تفجيرات 11 سبتمبر 2001 - حيث توجهت أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت في ذلك ثلاث منها، وقد تمثلت الأهداف في برجي مركز التجارة العالمية الواقعة بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية - ففي تلك الفترة، أوقفت شركة بوينج صناعة طائرتها من طراز "بوينغ 727" الشهيرة ذات المحركات الثلاث؛بحسب " إيشكا "، التي أضافت أنه فى الوقت الذى تقوم فيه شركات الطيران الآن بالتخلص من النماذج القديمة والأقل كفاءة في استهلاك الوقود، يهدد الفيروس المستجد أيضا الطائرات التي سينتهي تصنيعها خلال العام المقبل، مثل طائرة بوينغ من طراز 777، والتي من المقرر أن يتم استبدالها بطراز 777 إكس، والطائرة العملاقة "إيرباص إيه 380" الأقل شعبية، و"إيرباص إيه 321 نيو" أيضا.
ركاب بطائرة
والقليل من الطائرات فقط سوف يستعيد قيمته السوقية عقب انتهاء أزمة كورونا، وهذا ما كان عليه الحال بعد أزمة تفجيرات 11 سبتمبر، حيث إن الطائرات الجديدة الأكثر مبيعا لم تستعد قيمتها حتى عام 2005، بحسب مؤسسة الأبحاث "إيشكا"، والتي أضافت فى تقريريها أن قرار بوينج بتنفيذ برنامج التسريح الطوعي للموظفين، الذي تم إقراره مؤخرا، جاء بسبب التداعيات الوخيمة لتفشي فيروس كورونا على قطاع الطيران، وبأن إنتاج الطائرات يجب أن يكون منخفضا لسنوات لأن الطلب على الطيران سيستغرق وقتا للعودة.
تنظيف طائرة
وقد تحافظ عمليات الإنقاذ الحكومية في الولايات على الهيكل العام لقطاع صناعة الطائرات، إلا أن أزمة تفشي وباء "كوفيد-19" ستبقي على نشاط الطيران محدودا بشكل كبير، بحسب مؤسسة "إيشكا" للأبحاث، التي توقعت فى تقريرها أن ينخفض الطلب على الرحلات بنسبة 38 % هذا العام، بسبب تعليق الرحلات الجوية للمسافرين وتعطل نصف أساطيل خطوط الطيران في العالم بسبب فيروس كورونا الذى أصبح وباءاً فتك بنحو 75 ألف شخص وأصاب ما يزيد على 1.3 مليون إنسان حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة