عندما ناشدت حكومة المملكة المتحدة مواطنيها لاحتياجها إلى 250 ألف شخص لمساعدة هيئة الخدمة الصحية الوطنية تطوع أكثر من 750 ألف شخص.
قالت صحيفة النيويورك تايمز، إن هيئة الخدمة الصحية اضطرت إلى التوقف مؤقتًا عن قبول الطلبات التطوعية حتى تتمكن من النظر فيما لديها أولا، وإلى جانب المئات من مجموعات المساعدة المجتمعية وبرامج التطوع الوطنية ظهر عشرات الآلاف من المتطوعين الراغبين في تقديم مساعداتهم.
كانت حركة التضامن الوطني في بريطاني بمثابة نقطة مضيئة وسط الأخبار عن المستشفيات المزدحمة بالمرضي وارتفاع عدد الإصابات والوفيات بسبب عدوى كورونا بالإضافة إلى دخول رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى وحدة العناية المركزة ولا يزال من ينوبون عنه يحاولون السيطرة على زمام الأمور.
سرعة استجابة المواطنين لنداء الحكومة جاء بعد 3 سنوات ونصف من الانقسامات حول قضية البريكست وخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، وقد تسبب في خلافات مجتمعية وثقافية كثيرة، ولكن وباء كورونا لا يفرق بين مؤيد وعارض.
وقال الكاتب ديفيد جودهارت : "خلال نقاش خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اعتاد الناس أن يقولوا ما نحتاجه حقًا هو عدو مشترك والآن حصلنا عليه باستثناء أن هذا عدو غير مرئي"، وأضاف أن الإغلاقات وأزمة كورونا كشفت المعدن الحقيقي للمجتمع.
كما اتضحت معاناة كبار السن وهم أكثر فئة معرضة لخطر الإصابة بكورونا، ومع أخذ ذلك في الاعتبار طلبت الحكومة البريطانية من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا على قطع كل ما يلزم من التواصل الاجتماعي لمدة 12 أسبوعًا لتقليل خطر الإصابة بالفيروس التاجي.
ووفقا للتقرير تسبب طلب الحكومة أن يشعر الأشخاص الأكبر سنا بأنهم محاصرون في منازلهم وليس لدى الكثير منهم فكرة عن كيفية الحصول على الطعام أو الإمدادات الأخرى حيث البعض منهم ليس لديهم اتصال وجها لوجه مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة.
قال كونور روتشفورد ، وهو طبيب ومستشار إداري سابق ، الذي أسس مجموعة هامبستيد التطوعية: "طلبت الحكومة من 1.5 مليون شخص التزام منازلهم دون سابق إنذار وليس لديهم فكرة ماذا يفترض أن يفعلوا ذلك"
منذ أن بدأت في 14 مارس ، قبل أسبوع من فرض رئيس الوزراء بوريس جونسون الإغلاق الوطني انضم إلى مجموعة هامبستيد أكثر من 600 متطوع يتم تعيينهم لقادة الفريق وساعدت المجموعة حتي الآن 166 شخصًا.
وبتوجيه قليل من الحكومة وضعت المجموعة بروتوكولات السلامة الخاصة بها، حيث يرتدي المتطوعون أقنعة وجه وقفازات معقمة ويحافظون على مسافة من الأشخاص الذين يساعدونهم، كما لا يسمح لهم بدخول منازلهم.
لكن مازالت الأموال تمثل مشكلة حيث ان بعض الأشخاص قادرون على الاتصال مسبقًا بالمتاجر وإعطاء معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بهم، ولكن في حالات أخرى يتحمل المتطوعون نفقات البقالة ويتم تعويضهم عند التسليم.