السيد شحتة

دقت ساعة المبادرة حتى لا تغرق السفينة

الثلاثاء، 07 أبريل 2020 12:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذا وقت الجد الذى لا هزل فيه، ولحظة المكاشفة التى لا تترك جانبا دون أن تسعى لإلقاء الضوء عليه، أنت وأنا مدعوان للحظة مراجعة لما كان حتى نكون على بينة مما سيحدث الأيام المقبلة إن شاء الله أن يكون فى العمر بقية فى ظل وباء يضرب كل بقعة فى الأرض، ويهدد كل كائن حى على ظهر الكوكب، دون أن نملك من أمر أنفسنا شيئا حتى اللحظة.

ليست هذه فزاعة جديدة، ولا يجب أن تكون فنحن جميعا موقنون أن نفسا لا يمكن أن تبرح هذه الحياة طالما قدر الخالق أن يكون فى العمر بقية، جفت الأقلام وطويت الصحف، ولكن الخطب يستدعى من الجميع أن يكونوا على قدر المسئولية، وعلى كل منا أن يفكر جيدا فيما سيقوله لنفسه ولأبنائه عندما تحين لحظة الحساب مع النفس قبل الوقوف أمام الخالق يوم الحشر الأعظم.

قل لى بربك ألست طامعا مثلى فى أن يرفع الله هذا البلاء، وأن تعود من جديد إلى الحياة خارج أسوار العزل الذاتى الذى نعيش فيه جميعا؟، إذن ابحث عما يمكن أن تقدمه لنفسك أولا ولأهلك ثانيا ولوطنك ثالثا وللبشرية رابعا حتى يأذن الله بزوال هذه الغمة.

تصدق ببعض ما تملك حتى لو كان صاعا من الشعير فللصدقة مفعول السحر فى مداواة المرضى كما علمنا الرسول الكريم، ليس هذا وقتا للأحقاد الطبقية، وكيل الاتهامات لرجال الأعمال أو الجهات التنفيذية، هذه لحظة المبادرة، والبدء بنفسك أولا.

لن يسأل رجل أعمال كبير يبعد عنك عشرات الكيلومترات عن جارك لو بات جائعا وستسأل أنت، مد يد العون ولو بشق تمرة فتداعيات الفيروس على الكثير من الأسر خاصة تلك التى تعولها عمالة غير منتظمة لا حصر لها.

ليس المطلوب منك أن تكون بديلا عن الدولة، التى تسخر كل إمكانياتها اليوم لعبور هذا المنحنى الصعب، وليس المطلوب منك أن تقوم بدور رجال الأعمال الذين بدأ عدد منهم التحرك بالفعل، وهو ما يبدو فى التجاوب الواسع مع المبادرة التى أطلقها "اليوم السابع" لدعم الجيش الأبيض، ولكن المطلوب منك أن تقوم بدورك أنت كفرد صالح فى مجتمعه يدرك حجم الخطر جيدا، ولهذا يقف على ثغره ويأبى أن يتسلل العدو إلا على جثته.

كل منا يشغل حيزا فى هذه السفينة، ولهذا يجب أن يسعى من جهته لعدم خرقها، اصنع مبادرتك بنفسك أو كن جزءا من مبادرة بجورك وجد بالقليل، من مال أو وقت أو جهد، وتذكر أن النهر يتكون من مليارات قطرات الماء التى لولا تجمعها ما كان له وجود.

تحركات الشباب فى القرى مبشرة وتثير الإعجاب، فمن المساهمة فى عمليات التعقيم، إلى تنظيم كبار السن أمام مقار صرف المعاشات، إلى جمع وتوزيع المساعدات البسيطة على الأسر الأكثر احتياجا، ولكن أحسب أن هناك المزيد من الذى يمكن أن نقدمه بجوار هؤلاء الأطهار فى معركة يبدو أنها ستكون طويلة الأمد.

من يضمن لنفسه أن يبقى دواما فى معزل عن الخطر، لعل فى واقع حال رئيس الوزراء البريطانى ما يغنى كثيرا عن القيل والقال، ويلخص كيف يمكن أن تجرى المقادير بصرف النظر عن شهوات السفن، فالرجل الذى يشغل منصبا رفيعا فى واحدة من أكبر دول العالم، وأقواها فى أنظمة الرعاية الطبية، تعامل مع الأزمة منذ البداية رافعا شعار "ستفقدون أحباءكم"، ولم يدرك جونسون أن كل الاحتياطات الطبية، وعوامل الوقاية والسلامة التى يسهر عدد كبير من أفراد فريقه على توفيرها له لن تمنع تسلل الوباء إلى المسئول الرفيع الذى يرقد اليوم فى العناية المركزة على جهاز تنفس لا حول له ولا قوة... وقانا الله وإياكم كل شر.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة