رغم أن منظمة الصحة العالمية تضع يوميا إحصائيات رسمية من دول العالم كافة حول الإصابات والمتعافين والمتوفين جراء فيروس كورونا المستجد، إلا أن ما يغيب عن هذه الإحصائيات هي ما يتعلق بالعاملين فى الأطقم الطبية سواء الأطباء أو الممرضين أو غيرهم، حيث يفتقد الخبراء ومسؤولو الصحة إلى معلومات مهمة تخص عدد الإصابات والوفيات في صفوف الأطقم الطبية المتعاملة بشكل مباشر مع الحالات المصابة.
والولايات المتحدة الأمريكية، وهي واحدة من أفضل الدول عالمياً على المستوي العلاجي، يعتمد لديها النظام الصحي أنظمة قياس تحدد معدلات الأطقم والأسرة الطبية لكل ولاية أو منطقة حسب عدد السكان، بشكل علمي، ولكن فى ذات الوقت لا توجد أي آلية حكومية أو خاصة، تقدم معلومات عن الإصابات في صفوف أطباء وممرضين يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى.
وعلى سبيل المثال، فمسؤولى الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية يواجهون كورونا، ولديهم معلومات وأرقام عن ضحايا الوباء، وأعداد الإصابات الجديدة والمتعافين، لكن ليس لديهم معلومات دقيقة حول عدد الإصابات في صفوف الأطقم الطبية، بحسب ما أكدت "أسوشييتد برس"، التي نقلت عن المتحدثة باسم وزارة الصحة، بولاية نيويورك، قولها إن المدينة، مركز تفشي الفيروس التاجي "تفتقر أيضًا إلى أرقام الإصابة في صفوف الطاقم الطبي".
والمعلومات التي تخص الإصابات في صفوف الأطقم الطبية، يمكن أن تساعد في إنقاذ الأرواح أيضا، بحسب ما ذكرت الدكتورة جريت بورتيوس، أخصائية التخدير في سياتل - شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية- مضيفة، أن معلومات الإصابات في الأطقم الطبية، ساعدتنا في السابق بشكل كبير، على الحد من المخاطر التي تعرض لها العاملون الطبيون خلال تفشي مرض "السارس" خلال عامي 2003-2004.
والحاجة ماسة إلى معلومات تساعد كيفية إصابة الأطقم الطبية من الوباء، حتى يتم التعرف على سبل الحماية، وفق روث شوبرت، المتحدثة باسم جمعية الممرضات في واشنطن، مضيفة فى تصريحها لـ "أسوشييتد برس": "أننا نحث وزارة الصحة وفريق عمليات الطوارئ على مستوى ولاية واشنطن، على البدء في جمع هذه المعلومات والإبلاغ عنها".
وترى الدكتورة أنجيلا غاردنر، طبيبة الطوارئ والباحثة في المركز الطبي بجامعة جنوب غرب تكساس، أن البيانات المتعلقة بالموظفين المصابين قد لا تكون متاحة لأن المستشفيات تريد إخفاء هذه المعلومات، خشية أن تظهر أنها تعاني من ظروف غير آمنة أمام أهالي المرضى، مشيرة إلى أن الحصول على بيانات حول عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية المرضى سيساعد في التخطيط لكيفية تجنب هذه الإصابات، ولكن المستشفيات تحتاج أيضًا إلى معايير أفضل للمدة التي يجب أن يبقى فيها العامل بعيدًا عن المرضى، حتى لا يتعرض للإصابة.