تسبب فيروس كورونا أن يعيش الناس في جميع أنحاء العالم ظاهرة نادرة من نوعها وهي "الأحلام الجماعية"، حيث يحلم البشر أحلامًا متشابهة بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وهذا يثبت الآثار النفسية لوباء كورونا التي تتجاوز الثقافات واللغات والبلدان.

ونقلت جريدة "ديلي ميل" البريطانية عن مجموعة من علماء النفس، أن أهوال فيروس كورونا والطرق المخيفة التي قلب بها الحياة اليومية، انتقلت لعالم الأحلام وكشفت عن مشاعر الخوف والعزلة والحزن.
قال العلماء إن البشرية نادرا ما شهدت ظاهرة "الحلم الجماعي" على هذا النطاق الواسع في التاريخ، وبالتأكيد لم يكن التطور العلمي خلال الأوبئة التي أصابت العالم مسبقاً يصل إلى هذا الأمر في عالم الأحلام.
وقالت ديدير باريت أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد البريطانية لوكالة أسوشيتد برس: " لا أحد لديه عينات أحلام من جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 - وربما يكون هذا هو الشيء الأكثر قابلية للمقارنة".

وأوضحت قائلة "الآن لدينا جميعًا هواتفنا الذكية، ونتمكن من الوصول إليها والتحدث بها أو كتابة أحلامنا."
وقامت باريت، التي درست في السابق أحلام الناجين من هجمات 11 سبتمبر وأسرى الحرب البريطانيين في الحرب العالمية الثانية، بجمع 6000 عينة من الأحلام خلال أزمة فيروس كورونا من حوالي 2400 شخص حول العالم.
تأتي العينات من أشخاص حول العالم - حيث يعاني الكثيرون من أحلام متشابهة بشكل ملحوظ، مما يدل على أن الآثار النفسية للفيروس تتجاوز الثقافة واللغة والحدود الوطنية.
وفقًا لباري، يحلم الكثير من الناس بأنهم مريضون بفيروس كورونا أو يتم التغلب عليهم من خلال أشياء تحمل الفيروس مثل: أسراب من الحشرات، الديدان، السحرة، والجراد.

وفي الوقت نفسه ، يحلم آخرون بفقدان السيطرة، في أحد هذه الأحلام، قام الأشخاص المصابون بالسعال على الشخص الذي يحلم، و في مكان آخر ، واجه الحالم عصابات من الناس يطلقون النار على غرباء عشوائيين.
وبحسب ما ذكرت باري فإن معظم هذه الأحلام تشير إلى القلق، وليست كوابيس ناتجة عن الصدمة، لكن هذا يتغير بشكل كبير بالنسبة للعاملين الصحيين من الأطباء والتمريض، حيث يبدو أنهم مصابون بالصدمة، ولديهم كوابيس واضحة تعيد تمثيل الأشياء التي يختبرونها وجميعهم لديهم فكرة "أنا مسئول عن إنقاذ حياة هذا الشخص وأنا لا أنجح وهذا الشخص على وشك الموت".

وفي الوقت نفسه، تحلل كاثي كاروث، أستاذة جامعة كورنيل بنيويورك، أحلام أولئك الذين يعانون من تفشي الفيروس وقالت كاروث إن أحلام الوباء تذكرنا بتجربة الناجين من هيروشيما، الذين كانوا قلقين من التعرض للإشعاع غير المرئي، وكذلك بعض الكوابيس التي وصفها المحاربين القدامى.
في حين أن الناس في جميع أنحاء العالم قد يعانون من أحلام مزعجة فإن العديد من الأمريكيين يفيدون أنهم يواجهون صعوبة للنوم وسط تفشي وباء كورونا.
ففى دراسة استقصائية بتكليف من SleepStandards أجريت على 1014 أمريكيًا عن أنماط نومهم أثناء كورونا وجدت الدراسة أن 76.8 % من الأشخاص أفادوا بأن نومهم قد تأثر منذ بدء تفشي المرض في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب القلق.