دينا شرف الدين

" بيقولوا "

الجمعة، 03 أبريل 2020 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك شريحة كبيرة جداً من المجتمع يعد مصدر معارفها الأول و الأخير و ربما الأوحد هو " بيقولوا "

 

فهذا القطاع الذي  يمثل العدد الأكبر من شعب مصر و الذي يتجسد في عمال النظافة و العمالة المؤقتة و الموسمية و حراس العقارات و  غالباً ما يكون من غير المتعلمين إلا يادوب بيفك الخط في أسعد حالاته و أمي في أغلب الأحوال .

 

و يعد هؤلاء المصدر الأساسي لترويج و نشر الشائعات و الذين يعتمد عليهم  بشكل أساسي من يبثون الشائعة و يطلقونها لتتناقلها هذه الألسنة دون تفكير أو وعي .

 

فقد اصطدمت بالعديد من تلك النماذج و توقفت أمام  هذه الكارثة التي وجب علينا جميعاً التصدي لها بعد أن تضع الدولة خطة عامة لمعالجتها ،

 

إذ أن خطورتها لا تقتصر فقط علي تداول الشائعات ، لكنها  تشكل مناخ شديد الخصوبة لهؤلاء الذين يخططون لنشر الطاقة السلبية و تصدير الإحباط و الخوف بنفوس المصريين البسطاء الذين كما ذكرت هم القطاع الأكثر عدداً  ،

 

فعلي سبيل المثال من خرجوا بالإسكندرية في مظاهرة للتضرع إلي الله أن يرفع عنهم الوباء و كذلك من كرروا التصرف بقرية الهياتم ، بفعل فاعل خبيث و إيعاذ لشر مدبر من فئة يعرفون أنفسهم و نعرفهم جيداً .

 

و كذلك هؤلاء الذين يتعاملون بمنتهي الإستهتار في محطات القطار و المترو و مراكز الإتصالات و أمام  أبواب البيوت بالحواري و الأزقة و يختلطون بشكل ربما أكثر حميمية من ذي قبل ، لأنه قد تصدر لغالبيتهم  أنه لا وباء و لا حاجة ،

 دي الحكومة عاوزة تخوف الناس و تقعدهم في البيت و تتخفف من أعبائهم .

 

فكيف إذاً نتمكن من حل هذه الأزمة التي كانت و ما زالت هي العائق الأكبر  و المثبط الأوحد لمجهودات الدولة التي تقوم بها للحد من انتشار  الوباء ؟

 

إذ أن الإعلام  بمختلف وسائله و قنواته قد يعجز عن الوصول لقطاعات لا تقرأ و لا تسمع و لا تتصفح الأخبار و يعد مصدر معلوماتها  الأساسي هو " بيقولوا ".

 

إذا ً :

لم يعد أمامنا سوي محاولة الوصول لهذا القطاع العريض بعقر داره  ،

 

كيف ؟

أقترح  : أن تتكاتف أجهزة المحليات بكافة المحافظات لنشر حملات مكثفة للتوعية بشكل عام  و خاصة بفيروس كورونا  و طرق الوقاية منه و كل ما يبثه الإعلام  من إرشادات وزارة الصحة  لكنه لا يصل لهؤلاء .

و لتكن بداية  لإستمرارية العمل علي هذا الملف الخطير  فيما بعد انقضاء الأزمة بإذن الله

إذ أن الحياة لا تكف عن الأزمات و نشر الوعي بين طبقات الشعب التي تخضع لتغييب عقولها  و استخدامها  لنشر و ترويج الأكاذيب التي تخدم  مصالح قطاع آخر  قد حان وقت الإنتباه لخطورتها 

 

فما هم إلا  قنابل موقوتة لا يجب  أن نغفل عنها  و نتركها لتنفجر وقتما يشاء أعدائنا .

 

فلا بديل عن سرعة الخلاص من كارثة

                       " بيقولوا "

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة