"الفناء العظيم" وباء فتاك ضرب دولة المماليك الجراكسة.. هل سمعت عنه؟

الجمعة، 03 أبريل 2020 11:00 م
"الفناء العظيم" وباء فتاك ضرب دولة المماليك الجراكسة.. هل سمعت عنه؟ صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد التاريخ الإسلامى، العديد من الأوبئة التى ضربت الممالك الإسلامية وحصدت الكثير من الأرواح، وكان لكل وباء قصة وأثر كبير فى الأمة الإسلامية، سواء على المستوى الاجتماعى أو السياسى، ومع تفشى فيروس كورونا كوفيد 19، أصبحت النظرة للماضى وكيف عانى العالم من انتشار الوباء، وكيف حاربوه، وعدد الضحايا الذين ماتوا بسببه، وسيلة البعض لمحاولة فهم كورونا ذلك الفيروس الغامض القاتل، ومن بين الأوبئة التي ضربت الأمة كان وباء الفناء العظيم.

وتعرضت بلاد الشام في عصر دولة المماليك في عام 748هـ/ 1347م، لطاعون اجتاح مناطق بلاد الشام ومصر وأوروبا ولشدة فتكه وسعة انتشاره أطلق عليه اسم الفناء الكبير أو "الطاعون العظيم"، وأفنى سكان مدن دمشق وحلب والقدس والرك وبيت المقدس ونابلس وجنين والرملة وعربان البوادى، واستمرت الطواعين تفتك فى منطقة بلاد الشام ومصر خلال فترة المماليك الجراكسة منذ قيامها حتى نهايتها بثلاثة سنوات، وذلك بحسب دراسة بعنوان "الأوبئة (الطواعين) وأثارها فى بلاد الشام فى عصر المماليك الجراكسة" لمبارك محمد الطراونة.

وبحسب كتاب "نهر الذهب في تاريخ حلب‏ - ج3 - كامل بن حسين الحلبي الغزي" فيها كان الفناء العظيم والطاعون العميم الذي جاز البلاد والأمصار ولم يسمع به، وأخلى الديار والبيوت وأوقع الناس في علة السكوت، وكان إذا طعن به إنسان لا يعيش أكثر من ساعة رملية، وإذا عاين ذلك ودع أصحابه، وأغلق حانوته وحضر قبره ومضى إلى بيته ومات، وقد بلغ عدد الموتى فى حلب في اليوم الواحد نحو 500، وبدمشق إلى أكثر من ألف، ومات بالديار المصرية في يوم واحد نحو عشرين ألفا.

كما شهدت مصر فى فترة زمنية تسبق وباء حلب بسنوات، وباء يحمل نفس الاسم، وبحسب الدكتور إبراهيم الدسوقى في دراسته الوباء "الموت الأسود" وباء الطاعون وآثاره الجغرافية على مصر: "إن الوباء أطلقت عليه المصادر بالفناء الكبير أو الفناء العظيم وانتشر بكافة مناحى الكرة الأرضية، واستمر بمصر 4 أشهر حتى قتل الآلاف الناس، وحدث ذلك في أعوام 1347-1348م وقد عم القاهرة والدلتا والصعيد، وانتقل الوباء خلال طرق التجارة العالمية آنذاك، حيث حط رحاله فى الإسكندرية من خلال مراكب التجار.

وقال "المقريزي" الذي قد ولد بعد تلك الفاجعة بعشرين عاماً أى أنه من المعاصرين لها يقول إن سرعة وانتشار الموت أربكت الناس فلم يعودوا قادرين على دفن موتاهم بطريقة مناسبة، وأن أماكن تغسيل الموتي والتوابيت أصبحت بغير أجرة وانتزع الناس الأبواب والأسرة والسلالم حتى يضعوا الموتى عليها وانقسم الناس بين مغسل للموتى وبين من يصلي عليهم وتدفنهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة