100 رواية عربية.. "صخب البحيرة" محمد البساطى يرصد آلام الفقراء

الجمعة، 03 أبريل 2020 01:00 ص
100 رواية عربية.. "صخب البحيرة" محمد البساطى يرصد آلام الفقراء غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدرت رواية "صحب البحيرة" للكاتب محمد البساطى (1937 -2012) فى عام 1994، وحققت الرواية نجاحا ملحوظا وصارت واحدة من أبرز كتابات البساطى، واختارها اتحاد الكتاب العرب ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية صدرت فى القرن العشرين.

صخب البحيرة
صخب البحيرة

 

من أجواء الرواية:

"تجذبهم الأنوار التى تتسلل من بعض البيوت . يقصدونها رأسا . يقتحمونها بركلة عنيفة للباب الذى يفتح على سعته . تندلع الصرخات فى الداخل . وجوههم مكفهرة لاهثة يقطر منها الماء ، يحدقون فى الوجوه الفزعة المتطلعة إليهم وقد أسكتها الرعب ، وكأنما لم يعثروا على بغيتهم ، كانوا يتقهقرون بظهورهم إلى الخارج ويختفون".

ومن الملفت أن الرواية وجدت نجاحا كبيرا لدى القراء ومن ذلك ما قاله قالت عنها القارئ "محمد أحمد الشواف" المُلفت في الرواية هو استخدام البساطي ثلاث مستويات من السرد، فيها من التباين ما يصعب جمعها تحت أسلوب كاتب واحد أو في فترة واحدة من الكتابة. على غلاف الكتاب نبذة عن الرواية تشير إلى بساطة أسلوبه، كان ذلك واضح جدا من الجزء الأول الذي بدأت تتشكل فيه ملامح المستوى الأول من السرد، سرد أقرب لأسلوب القصة القصيرة جدًا في اعتماده على الجُمل القصيرة الخاطفة التي تبدأ بفعل مُضارع مُتحرّك (دال على الحركة)، واختصار مناطق الحوار وتحويلها لجمل سردية، فكان أن أصبح هذا الجزء مُغرقا بالفعل "قال" يتبعه الحرف "إن"، وكان ذلك تهميش متعمّد للشخصيات مناقض تمامًا للأسلوب الذي استخدمه في الجزء الثالث، الذي تجلّت فيه قدرته وشاعريته في بناء جسد حواري متكامل تميّز به البساطي، فكانت صياغته للشخصيات أكثر تعمّقًا، مع استخدام الجمل الطويلة بأسلوب أكثر انسيابية غير مقيّد بابتداء الجُمل بفعل مضارع، أو مقيد بطول معين للجملة، التناقض الآخر مع الجزء الأول، اعتماده في الجزء الثالث على السرد المستقبلي، تركّز هذا الأسلوب في نهاية الجزء، ربما أراد تعجّل الأحداث، وتجميعها لإنهاء الرواية وحسب، هذا الأسلوب –فيما أذكر- لم أره من قبل إلا عند ماركيز، حتى إن جملًا بعينها ذكرتني مباشرة بأسلوب ماركيز، ولا أعتقد أن أحدًا ممن قرأ "مئة عام من العزلة" لا يتذكر جُمل من نوع: "بعد سنوات طويلة، وأمام فصيلة الإعدام، سوف يتذكر الكولونيل أوريليانو بوينديا..." استخدم البساطي نوع مماثل من هذه الجُمل في الجزء الأخير بشكل مكثف، أنجزت معه النهاية بشكل سريع وأعطته الحبكة المطلوبة. إذن فهناك جمل خاطفة معتمدة على الفعل المضارع وغياب شبه تام للحوار في الجزء الأول، في حين أن هناك جمل طويلة منسابة واعتماد شبه تام على الحوار مع استخدام مكثف للحرفين سوف والسين في الجزء الثالث. الجزء الثاني لا يختلف كثيرًا عن الثالث، وإن خلا من استخدام السرد المستقبلي بطبيعة الحال.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة