أكرم القصاص - علا الشافعي

هيئة كبار العلماء بالأزهر تنشر بيانها الثانى حول كورونا بعد قليل

الجمعة، 03 أبريل 2020 02:53 م
هيئة كبار العلماء بالأزهر تنشر بيانها الثانى حول كورونا بعد قليل هيئة كبار العلماء
كتب لؤي علي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنها ستصدر بعد قليل بيانها الثانى حول كورونا، وذلك بعد البيان الأول الذى أصدرته الهيئة فى الخامس عشر من مارس الماضي، حيث أجازت فيه تعليق الجمع والجماعات، لعدم تفشي الوباء حفاظًا على النفس البشرية، والتي تعد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.

وكانت هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، قالت إنه في ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشار (فيروس كورونا- كوفيد 19) وتحوُّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراضه، ولا يَعْلم أنه مصاب به، وهو بذلك ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه.

 وتابعت الهيئة فى بيانها السابق:"لما كان من أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار، فإنَّ هيئة كبار العلماء - انطلاقًا من مسؤوليتها الشرعية - تحيط المسؤولين في كافة الأرجاء علمًا بأنه يجوز شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

 

كما يتعيَّن وجوبًا على المرضى وكبار السن البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة؛ بعد ما تقرر طبيًّا، وثبت من الإحصاءات الرسمية انتشار هذا المرض وتسبُّبه في وفيات الكثيرين في العالم، ويكفي في تقدير خطر هذا الوباء غلبة الظن والشواهد: كارتفاع نسبة المصابين، واحتمال العدوى، وتطور الفيروس.

 

هذا، ويجب على المسؤولين في كل دولةٍ بذل كل الجهود الممكنة، واتخاذ الأساليب الاحترازية والوقائية لمنع انتشار الفيروس؛ فالمحققون من العلماء متفقون على أنَّ المتوقَّعَ القريبَ كالواقع، وأن ما يقاربُ الشيءَ يأخذُ حكمَه، وأنَّ صحة الأبدان من أعظم المقاصد والأهداف في الشريعة الإسلامية.

 

والدليل على مشروعيَّة تعطيل صلاة الجمعة والجماعات وإيقافهما؛ تلافيًا لانتشار الوباء: ما روي في الصحيحين: «أن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قال لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلاَ تَقُلْ حَيّ عَلَى الصَّلاَةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ».

 

فقد دل الحديث على الأمر بترك الجماعات تفاديًا للمشقة الحاصلة بسبب المطر، ولا شك أن خطر الفيروس أعظم من مشقَّة الذهاب للصلاة مع المطر، فالترخُّص بترك صلاة الجمعة في المساجد عند حلول الوباء، ووقوعه أمر شرعي ومُسلَّم به عقلًا وفقهًا، والبديل الشرعي عنها أربع ركعات ظهرًا في البيوت، أو في أي مكان غير مزدحم.

 

 

وقد انتهى الفقهاء إلى أنَّ الخوف على النفس أو المال أو الأهل أعذارٌ تُبيح ترك الجمعة أو الجماعة؛ لما رواه أبو داود عن ابن عباس من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ المنادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى».

 

وما أخرجه الشيخان في صحيحهما من حديث عبد الرحمن بن عوف أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ».

 

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم مَن له رائحة كريهة تُؤذي الناس أن يُصلي في المسجد؛ منعًا للإضرار بالناس، فقد أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل ثومًا أو بصلًا، فليعتزلنا - أو قال: فليعتزل مسجدنا - وليقعد في بيته». وما ورد في الحديث ضررٌ محدود، سرعان ما يزول بالفراغ من الصلاة، فما بالنا بوباءٍ يَسهُل انتشاره! ويتسبَّب في حدوث كارثةٍ قد تخرج عن حدِّ السيطرة عليها، ونعوذ بالله من ذلك.

 

والخوف الآن حاصلٌ بسبب سرعة انتشار الفيروس، وقوَّة فتكه، وعدم الوصول إلى علاج ناجع له حتى الآن، ومن ثَمَّ فالمسلمُ معذورٌ في التخلُّف عن الجمعة أو الجماعة.

 

 وعليه: فتنتهي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى القول بأنه يجوز شرعًا للدولة متى رأت أن التجمُّع لأداء صلاة الجمعة أو الجماعة سوف يُؤدِّي إلى انتشار هذا الفيروس الخطير أن تُوقفهما مؤقتًا.

 

وتُذكِّر الهيئة هنا بثلاثة أمور:

الأول: وجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، في حالة إيقاف الجمعة والجماعات، ويجوز أن يُنادِي المؤذن مع كل أذان: (صلوا في بيوتكم).

 

الثاني: لأهل كل بيت يعيشون معًا أداءُ الصلاة مع بعضهم بعضًا في جماعة؛ إذ لا يلزم أن تكون الجماعة في مسجد حتى إعلان زوال حالة الخطر بإذن الله وفرجه.

 

الثالث: يجب شرعًا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنُّب ترويج الشائعات التي تُروِّعُ الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم.

 

وتدعو هيئة كبار العلماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى المحافظة على الصلاة والتضرع إلى الله -تعالى- بالدعاء، ودعم المرضى ومساعدتهم، والإكثار من أعمال البر والخير؛ من أجل أن يرفع الله البلاء عن العالم، وأن يحفظ بلادنا والناس جميعًا من هذا الوباء، ومن جميع الأمراض والأسقام، إنه خير مسؤول، وأعظم مأمول.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

متابع

متابع: بالطبع تابعتم حادث منع دفن طبيبة فى الدقهلية الهيئة نعم ...و اصدرنا بيان لعدم تكرار منع دفن اى متوفى متابع: لا استطيع تجريم تصرف الاهالى كما لا يجوز منع اهل المتوفية من دفنها...لماذا لا نتعامل مع الامر بموضوعية اكثر؟ الهيئة: نوافق على الحوار متابع: من حق الاهالى القلق او من الخطأ بالفعل دفن المتوفين بأوبئة فى المدافن العادية...نحن نذهب لدفن موتانا و الصلاة عليهم و يكون هناك اناس اخرون لدفن موتاهم...نفترض عدم وجود شجار بين الطرفين...هناك اختلاط من نوع آخر...اختلاط مثلا للمواساة و تقديم المساعدة...اى سيحدث اختلاط بين نوعى المشيعين و قد يكون اهل المتوفى بفيروس حاملين له لمخالتطهم المتوفى قبل وفاته الهيئة: علمنا من الجهات المختصة ان تكفين الميت بفيروس آمن على المشيعين؟ متابع: هذا ما تناقاته وسائل الاعلام...يغسل ثلاثا بالماء و الصابون ثم الفورمالين ثم يوضع فى كفن و كيس و كيس آخر لمنع خروج افرازات لكن كيف يمكننى الثقة فى المستشفيات و اعلم ان الاطباء بداخله ليس لديهم امكانيات...لا كمامات و لا مطهرات فى المستشفيات !!! الهيئة: قد يكون المشرحة فيها امكانيات؟؟؟ متابع: و لماذا يزداد عدد الموت فى الاطباء؟ لا توجد ثقة بيننا و بين الدولة الهيئة: و ماذا بامكاننا ان نفعل؟ متابع: الله سبحانه و تعالى يحب ان تؤتى رخصه...لماذا لا نلجأ الى عدم غسل الميت بفيروس بالماء؟ الهيئة: تقصد التيمم؟ متابع: نعم الهيئة: لكن هناك ماء؟ لا يجوز اللجوء التيمم اذا وجد الماء؟ متابع: استخدام الماء فى حالة الاوبئة سوف يعمل على نشر سوائل جسم المتوفى المليئة بالفيروسات و نحن نريد لملمة الامر....قد يحدث اتصال بين الجسم السليم و المصاب اثناء الغسل و كما تعلمون نحن فى فترة ارتباك  الهيئة: و بعد؟ متابع: و بعد تغسيله و تكفينه يصلى عليه قبل الخروج من المستشفى...من تيسر من الموجودين بالفعل و اثنين من اهله....بعدها يدفن بمعرفة الاسعاف مع اثنين من اهل المتوفى فى اماكن منفصلة عن المدافن العادية ...و بهذه الطريقة نضمن عدم حدوث قلق او نشر للعدوى....و اذا مات المريض فى المنزل لا يسمح لاستخراج تصريح دفن لأهله الا بعد تغسيله بهذه الطريقة و فى مكانه....لا داعى لأخذه فى المشرحة لتغسيله ...احنا فى حالة ارتباك  

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

متابع

بالأمس سمعت رأى من طبيب يقول ان الفيروس يموت بعد موت المريض ...و هذا كلام غير منطقى لأنه اساسا كما سمعت فى وسائل الاعلام ايضا يظل عالق على الاسطح لفترة معينة ليست بالقصيرة ......سمعت رأى بعدها مباشرة من طبيب على قناة اخرى انه يظل حيا حتى 72 ساعة بعد وفاة المريض ...فكيف يترك الامر للعوام لتغسيل و دون المتوفين بأوبئة...أسأل الله العظيم ان يرحمهم رحمة واسعة و ان يسترنا فوف الارض و تحت الارض و يوم العرض عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

متابع

بالأمس سمعت رأى من طبيب يقول ان الفيروس يموت بعد موت المريض ...و هذا كلام غير منطقى لأنه اساسا كما سمعت فى وسائل الاعلام ايضا يظل عالق على الاسطح لفترة معينة ليست بالقصيرة ......سمعت رأى بعدها مباشرة من طبيب على قناة اخرى انه يظل حيا حتى 72 ساعة بعد وفاة المريض ...فكيف يترك الامر للعوام لتغسيل و دون المتوفين بأوبئة...أسأل الله العظيم ان يرحمهم رحمة واسعة و ان يسترنا فوف الارض و تحت الارض و يوم العرض عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

عاجل

ارجوا منك ان توزع رسالتي هاته على علماء الامة الاسلامية قدر استطاعتك وهي كالتالي السادة العلماء المحترمين التمس منكم توحيد كلمتكم على سنة واحدة الرسول عليه الصلاة والسلام بحيت اصبح المسلم في هدا الزمان تائه بين انياب الشيطان ويبحت عن الحقيقة بكونكم مختلفون في احاديت الرسول واحد يحرم والاخر يحلل والاخر يضعف واصبح المسلم عرضة للضياع إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ جزاكم الله عنا خير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة