اقتراب العودة للحياة بالغرب رغم أن 85% من إصابات ووفيات كورونا فى هذه الدول.. ضحايا الفيروس في أمريكا تجاوزوا حرب فيتناممصر أعادت بعض الخدمات جزئيا.. والعودة تفرض قسمة موظفي الحكومة والتزام بإجراءات التباعد والتطهير والوقايةأوربا تفكر فى اعادة النشاط الرياضى بدون جمهور.. فما مصير الدورة والملاعب فى مصر؟.. المقاهى والمطاعم تنتظر قرارات للتعامل.. مع استمرار الخسائر من الإغلاق
هناك علامات واضحة على بدء التعامل مع فيروس كورونا بشكل مختلف مع حلول شهر مايو، خاصة وان منظمة الصحة العالمية أعلنت أن فيروس كورونا المساجد مستمر لفترة وان احتمالات انتهائه فى الصيف بلا دليل. كل هذه المؤشرات تؤكد غياب أفق لانتهاء الخطر وبالتالى تفكر الكثير من الدول فى رفع الحظر جزئيا أو كليا والعودة للحياة الطبيعية مع اتخاذ إجراءات احترازية والتأكيد على التباعد الاجتماعى وإتباع إجراءات النظافة التطهير مع التعامل فى مواجهة فيروس كورنا.
فقد انتصف الأسبوع السادس منذ بداية الانتفاض العالمة بمواجهة الفيروس، ومع غياب أى أفق لانتهاء الفيروس بدأ العالم يفكر فى العودة للحياة الطبيعية، بعد تريليونات الدولارات من الخسائر، وعلامات على رغبة الشعوب فى مغادرة الحجر الاختيارى والاجبارى خوفا من ظهور أزمات جوع، مع وجود عشرات الملايين يواجهون شبح الضياع لتوقفهم عن العمل خاصة وأنهم بلا دخول أخرى .
وخلال الأسابيع الماضية كان هناك سؤال عن المدى الذى يمكن خلاله مواصلة البقاء فى البيوت فى ظل عدم وجود أفق لانتهاء أزمة الفيروس، ووجود فئات تعجز عن الاستمرار فى وضع يعرضهم لخسائر قد لا يمكنهم تحملها كان السؤال: متى يمكننا العودة لحياتنا وعملنا ولو بشكل شبه طبيعي؟. الإجابات على السؤال غير متوفرة بشكل حاسم وسط خليط من التفاؤل والتشاؤم، بين العلماء من يقول أن فيروس كورنا سوف يستمر إلى نهاية مايو، أو الصيف، وآخرون يقولون انه لا توجد أفاق لاختفائه أو تراجعه. مالم يتم التوصل إلى لقاح أو علاج حاسم.
وحتى فكرة التوصل إلى لقاح أو أمصال أو علاج، مازال فى علم الغيب، وبالرغم من وجود سباقات للتوصل إلى وإنتاج المصل، لا توجد علامات على اقتراب هذا الأمر،
وحسب أقوال مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، جين تشى، "احتمال كبير أن يكون كورونا وباءً يتعايش معه البشر لفترة طويلة، ويصبح موسميا
من هنا ظهرت حركات ومطالب بسيناريو العودة و فى دول مختلفة بأوروبا وفى الولايات المتحدة الأمريكية بالعودة إلى العمل مع اتخاذ إجراءات احترازية من التباعد وتقسيم العاملين ودعم العمل من المنزل بقدر الإمكان. وأعلنت دول مثل ألمانيا واسبانيا العودة إلى العمل وفى الدانمارك تم فتح المدارس والجامعات، أعلنت دول عديدة، من التى تفشى فيها "كوفيد-19"، تخفيف الإغلاقات، ورفع القيود على الحركة والعمل والتجارة دون انتظار انخفاض الإصابات، حيث أعلنت ألمانيا، عن فتح المحال التجارية، والحدائق العامة والملاعب، بشكل تدريجي. كما أعلنت عن فتح باب الرحالات السياحية من ألمانيا إلى بعض الدول، ومنها مصر، فى حين قال رئيس الوزراء الفرنسى، إدوارد فيليب، هناك حاجة لتبيين كيفية تخفيف الإغلاق تدريجيا، و" على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم. فى الولايات المتحدة كانت هناك مظاهرات خلال الأسابيع الماضية تطالب بإنهاء الإغلاق، وبالفعل شهدت عدة ولايات أمريكية تخفيفا للإغلاق، بالرغم من تجاوز رقم مليون إصابة بكورونا، ولاية فلوريدا قررت فتح الشواطئ، بعد يوم من تسجيلها أعلى عدد من الإصابات، لتشهد الشواطئ إقبالا بالمئات، فى كل مدينة. وتخطت حصيلة الوفيات فى الولايات المتحدة، حتى الثلاثاء أعداد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا على مدى عقدين فى حرب فيتنام، حسب جامعة "جونز هوبكنز". فقد سقط فى حرب فيتنام بين عامى 1955 و1975، 58.22 ألف عسكرى، فى حين حصد فيروس كورونا أكثر من 59 ألف وتضاعف فى 18 يوما، مع اعتقاد بأن الإصابات أضعاف هذا الرقم.
بما يعنى انه لا يوجد تراجع للإصابات والوفيات ومع هذا توجهت ولايات عدة لفتح العمل والسفر والتنزه، واستعادة الحياة مع غياب اى أفق لانتهاء الأزمة.
فى وقت تخطت فيه وفيات فيروس كورونا المستجد أكثر من 220 ألف شخص فى العالم، 85 % منهم فى أوروبا والولايات المتحدة. بحسب تعداد فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية فضلا عن أن الدول التى تعاملت مع الفيروس من دون إغلاق واجهت ارتفاعا فى أعداد الإصابات والوفيات ومنها السويد التى شهدت أسبوعا قاتما من الإصابات والوفيات حيث وصل مجموع من فارقوا الحياة فى 7 أيام حتى الثلاثاء إلى 2505. وشهدت العاصمة ستوكهولم ارتفاعا كبرا فى عدد الوفيات ولم تفرض السويد حالة إغلاق تام فى مدن البلاد بخلاف جيرانها الأوروبيين، لكنها طلبت مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي.
وبالرغم من استمرار الإصابات والوفيات فقد تواصلت تنبؤات ببقاء الفيروس وأعلنت مجموعة من الباحثين فى مجال الفيروسات والأطباء الصينيين، منتصف الأسبوع، إنه ليس من المرجح أن "يختفي" فيروس كورونا المستجد مثل فيروس سارس عام 2013، لأن كورونا قادر على دخول أجسام البشر بلا أعراض على عكس سارس. وهو ما يجعل من الصعب حصر حالات الإصابة جميعها، وإدخالها فى الحجر الصحى لمنع انتشار الفيروس، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرج".
وفيما يتعلق بالتوصل إلى لقاح للفيروس فإن كافة التقارير العلمية والطبية الموثوقة تؤكد أن التوصل للقاح مضاد لفيروس "كوفيد-19"، سيستغرق وقتا طويلا. وطبقا لوكالة الدواء الأوروبية يتوقع أن يستغرق الأمر 12 شهرا على الأقل قبل أن يصبح اللقاح ضد كوفيد-19 جاهزا ومتوافرا بكميات كافية للاستخدام وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التى قالت مؤخرا على لسان مسئول فيها، أن تطوير اللقاح سيستغرق عاما على الأقل.
وبالرغم من قرار بعض الدول بإلغاء منافساتها الرياضية، حتى سبتمبر القادم، إلا أن دولا مثل بريطانيا وألمانيا واسبانيا، تدرس إعادة المنافسات الشهر المقبل، بدون جمهور،و يسعى اتحاد كرة القدم الأوروبى (ويفا) لإعادة البطولات الأوروبية قريبا، رفضا لإلغاء الموسم الرياضي.
وليست الرياضة وحدها لان تقديرات خسائر الاقتصاد العالمة قدرت بحوالى 9 تريليونات دولار، جراء استشراء وباء كورونا (مما اضطر عددا من الحكومات إلى دعم الشركات الأكثر تضررا، فى مسعى لتفادى تفاقم الوضع. فضلا عن ارتباك الملاحة والطيران وتأثر حركة التجارة، ومعاناة دول مختلفة من نقص فى مخزنات الغذاء والمواد الأساسية.
ومع زيادة الأزمات الاقتصادية، بدأت الدول بوضع خطط لإعادة الحياة التجارية والاقتصادية لطبيعتها، حتى قبل القضاء بشكل كامل على كورونا.
وقد ظهرت أراء ترى أن استمرار العزل ربما يضاعف الخسائر الاقتصادية ويقود لاضطرابات اجتماعية وسياسية، من دون أن يخفف من خطر انتشار الفيروس، وأن العالم عليه الاستعداد للتعامل مع الفيروس لفترة أطول وبالتالى العودة للعمل مع بعض الإجراءات الاحترازية.
و فى مصر بالرغم من إجراءات العزل والحجر التى ساهمت فى خفض العدوى، إلا أن توصيات منع التجمعات لم تطبق فى أسواق وأعمال وهناك فئات غير قادرة على استمرار التوقف عن العمل، وكل هذا دفع البعض للدعوة إلى رفع الحظر أو الاكتفاء به ليلا ولساعات اقل مع السماح بعودة الدراسة والمصالح الحكومية.
أعلنت الحكومة تحت ضغط الظروف إعادة جزئية لبعض الأعمال، مثل خدمات المرور، وبعض خدمات الشهر العقارى وإعلانات الوراثة فى المحاكم، مع إشارة إلى بدء إعادة عمل إدارات المرور أول الأسبوع المقبل، ونفس الأمر فيما يتعلق بالخدمات الحكومية الأخرى، وبالفعل فقد ظلت شركات المقاولات والمصانع تعمل بشرط جزئية، ومع اتخاذ إجراءات التطهير والتباعد، وان كانت هناك ظواهر لعدم الالتزام بإجراءات التباعد ما أدى لانتشار الإصابات، وبالرغم من أن حجم الإصابات فى مصر ما يزال تحت السيطرة، لكن هناك ارتفاع فى نسبة الإصابات والوفيات، بشكل دفع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى تأكيد أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية فى العمل، حتى لايكون هناك إجراءات اشد.
وبالفعل ظلت هناك أصوات تطالب بتشديد إجراءات الحظر، لطكن هذه الأصوات تراجعت أمام فئات متعددة تعانى من التوقف عن العمل مثل المحامين والمحاكم وأصحاب القضايا. وفئات كثيرة تضررت من وقف العمل مثل النوادى والمقاهى والمطاعم فضلا عن توقف للسياحة لا يمكن التكهن بموعد عودتها.
جددت الدولة دعوتها للمواطنين الالتزام بالتباعد، وهى تنبيهات تزامنت مع تصريحات لمسئول الصحة العالمية يحذر من أن التخلى عن التباعد يمكن أن يعرض الدول لموجة جديدة اشد شراسة من فيروس كورونا، وبالتالى فإن على المواطنين الالتزام بالتعليمات حال عادوا لأعمالهم.
وحسب توصيات الخبراء يجب أن يكون هناك سيناريو للتعامل مع عودة الحياة بشكل تدريجى، مع إشارات لاحتمال العودة بعد عيد الفطر، مع عدم وجود أفق نهاية للوضع. وان يتضمن سيناريو العودة استمرار تخفيض حضور الموظفين حتى لو لجأت الحكومة لقسمة موظفيها ليعمل النصف ثلاثة أيام فقط بالتبادل مع زملائهم، مع استمرار من يستطيع العمل من المنزلى فى وضعه طالما يمكنه انجاز أعماله، فيما يتعلق بشركات الاتصالات والبنوك والصحف ومؤسسات الإعلام. وفيما يتعلق بالمدارس والجامعات فقد انتهى العام الدراسى لغالبية الطلاب، ويبقى سنوات النهائية والثانوية العامة ويمكن انجاز الامتحانات بإجراءات احترازية اشد، من حيث توزيع الامتحانات على أيام أطول وتبادل العلمى والادبى، مع الحرص على استمرار الحذر والإجراءات الوقائية.
ومع تفكير دول أوربية وغيرها فى إعادة النشاط الرياضية، ربما يكون هذا الأمر مطروحا للمناقشة، فهل يسمح للعودة المباريات من دون جمهور، أو استمرار الإغلاق.
وفيما يتعلق بالمحلات التجارية فهى تعمل لفترات، وربما يكون من الأفضل أن يتم تحديد مواعيد الإغلاق، أما المقاهى والمطاعم والتى تكبدت خسائر كبيرة، وفقد عمالها دخلا كبيرا، هناك ضرورة للتفكير فى سيناريو عودتها أن حدث لأنها تمثل أزمة لإعادة التجمعات بشكل قد يضاعف العدوى، وبشكل عام فإن العودة مرهونة باستمرار السيطرة على انتشار الفيروس، وإلا فإن الأسوأ قد يغير من الخطط كلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة