وائل السمرى يكتب: هل نستغل إجراءات كورونا فى رفع جودة الحياة بعد كورونا؟ لماذا لا نلزم المحلات والمطاعم بالإغلاق بميعاد محدد ونستغل فترة الليل فى تزيين الشوارع والميادين ورفع كفاءتها ومنح عائلاتنا اهتماما أكبر؟

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 08:00 م
وائل السمرى يكتب: هل نستغل إجراءات كورونا فى رفع جودة الحياة بعد كورونا؟ لماذا لا نلزم المحلات والمطاعم بالإغلاق بميعاد محدد ونستغل فترة الليل فى تزيين الشوارع والميادين ورفع كفاءتها ومنح عائلاتنا اهتماما أكبر؟ أزمة فيروس كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسابيع طويلة قضيناها فى قلب إجراءات مشددة من أجل الحفاظ على حياتنا بعد أن هددها فيروس كورونا، ساعات طويلة قضيناها فى حظر التجوال، جميع المحلات تغلق أبوابها منذ الخامسة وأحيانا الرابعة، أصبحنا ننهى معظم أشغالنا من المنزل أن لم يكن كلها، منحنا أولادنا اهتماما أكبر، وشغلنا أوقاتنا بأشياء لم نكن لنمنحها نفس الاهتمام فى الأوقات العادية، ومن المنتظر أن يتم خلال الأسابيع القادمة أن نخفف من هذه الإجراءات المتشددة لتعود الحياة إلى طبيعتها بالتدريج، وهو ما يستوجب أن نقف قليلا أمامه، فقد كانت كورونا "محنة" شديدة، استلزمت إجراءات شديدة، لكن مع مرور الأيام اكتشفنا أن لبعض هذه الإجراءات فوائد عديدة، فلماذا لا نستفيد بهذه الفوائد بعد انقضاء المحنة؟

 

قديما كانت فترات الليل الطويلة مناسبة سعيدة للسهرات المنزلية ومشاهدة التليفززيون والاستماع إلى الراديو، والتجمعات الشعبية فى الأحياء والشوارع والبيوت فكانت الصلات أعمق والعلاقات أوثق والمشكلات أقل، كان الجميع يعرف الجيمع لأن مناسبات التلاقى أكبر بكثير من الآن، والآن ليلنا أصبح نهارنا ونهارنا أصبح ليلنا فصرنا لا نلتقى إلا لماما، الآباء لا يرون أبناءهم إلا بالصدفة، الجيران لا يلتقون إلا فى الكوارث، ولا أبالغ إذا قلت أن هذا بسبب زيادة الضجيج ليلا ونهارا، فالمحلات تعمل ليل نهار، والمقاهى تعمل ليل نهار، والمطاعم تعمل ليل نهار، فلا نعرف أين الليل ولا متى يأتى النهار، كل هذا تسبب اغتراب حقيقى عن البيئة المحيطة، فلا الأسرة أصبحت أسرة ولا الحى أصبح حي.

قديما كانت الشوراع الرئيسية والميادين العامة تكنس وترش وتنظف بالليل، فكان الجميع يذهب إلى العمل مبكرا ليجد الشوارع النظيفة فى استقباله، ولا تقف هنا فوائد تنظيف الشوراع على فكرة إضفاء مشهد جمالى محيط، وإنما تتعدى هذا لتقينا من شرور وأمراض لا حصر لها، فإزالة الأتربة يتعنى تنقية الجو وتخفيف حدة الأتربة المنبعثة من الشوارع، وهو ما سينعكس بالإيجاب على صحة الناس ووقايتهم من أمراض الحساسية والقلب، كما أن تخفيف كثافة السيارات فى الليل سيسهم فى منح الكون فرصة لينظف نفسه من الأدخنة المنبعثة ليل نهار، وبهذا سيسهم هذا التحديد الناعم فى تحسين حياتنا وإضفاء لمسة جمالية على الحياة المحيطة بنا.

ومن فوائد تحديد ساعات إغلاق المحلات وفتحها أيضا تخفيف الأحمال على الخدمات العامة من مياه وكهرباء وطرق وكبارى، وهو ما سيمنح فرصة لاستخدام هذا الفائض فى مجالات أخرى، واستغلال هذه الخدمات المهدرة فى نواح أخرى، فبدلا من أن نستهلك الكهرباء فى الفارغ نستهلكها فى المصانع، وبدلا من استنزاف الميزانية فى صيانة الطرق والكبارى نستغلها فى إنشاء طرق جديدة ومحاور جديدة.

 

تلك فرصة يجب أن نستغلها بعد أن اعتاد الناس على إنهاء أعمالهم مبكرا وتكثيف وجودهم فى البيت، وبهذا الشكل تصبح إجراءات كورونا الاحترازية أكبر دورة تدريبة على تغيير سلوكياتنا، وتحسين علاقاتنا، وتنمية مجتمعاتنا.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة