الدكتور على جمعة يثير الجدل حول تمثال أبو الهول..مفتى الديار المصرية الأسبق: وجه التمثال هو إدريس نبى الله.. وزاهى حواس يرد: معلومات خيالية لا تمت للعلم.. والدليل بردية وادي الجرف..ومؤرخون: أصله مجهول

الإثنين، 27 أبريل 2020 09:33 ص
الدكتور على جمعة يثير الجدل حول تمثال أبو الهول..مفتى الديار المصرية الأسبق: وجه التمثال هو إدريس نبى الله.. وزاهى حواس يرد: معلومات خيالية لا تمت للعلم.. والدليل بردية وادي الجرف..ومؤرخون: أصله مجهول أبو الهول
كتب أحمد منصور- محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

آثار الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية الأسبق، الجدل حول أصل تمثال أبو الهول الشهير بمنطقة الأهرامات، حيث قال: "إن مما قيل في نبى الله إدريس عليه السلام، ورجحه بعض علماء المسلمين، مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفى فى كتابه "العلم والدين"، أن وجه تمثال أبو الهول فى مصر، هو وجه سيدنا إدريس".

حديث الدكتور على جمعة عن أبو الهول، دفع عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، للرد بشكل علمى، قائلا: ليس هناك أى داعٍ لأن يتحدث الشيخ علي جمعة مفتى الديار المصرية السابق عن الآثار، فهو رجل فقيه في الدين، ولذا فإنه عندما تحدث عن الآثار، فقد تحدث بمعلومات لا تمت للعلم بصلة، بل هي معلومات رددها الكثيرون من مهووسي الآثار دون علم أو دراسة.

وأوضح الدكتور زاهى حواس، أن أغلب ما قاله الشيخ علي جمعة هو ترديد لما كتبه د. سيد كريم في كتاب له باسم "لغز الحضارة المصرية". وكل ما جاء في هذا الكتاب عبارة عن تخيلات بعيدة عن العلم. وقد ردد هذه المعلومات، التي أدلي بها الشيخ علي جمعة، الدكتور مصطفي محمود في برنامجه "العلم والإيمان". وما يزال البعض من غير الدارسين يرددون هذا الكلام الذي يتساوى مع مهاويس الشهرة الذين يقولون إن الهرم بناه قوم جاءوا من قارة أطلنتس المفقودة.

وتابع، وما قاله الآن هو عبارة عن ترديد لما قاله الرحالة العرب عندما جاءوا إلى مصر في القرن التاسع الميلادي، وهناك نقاط يجب استعراضها :

أولها : ما هو دليله على أن النبي إدريس هو أول من بنى الأهرامات وأن تمثال "أبو الهول" تجسيد له ؟!

لدينا الأدلة الكاملة عن أن الملك زوسر هو الذي بنى أول هرم موجود لدينا، وأن الذي غيّر البناء من الطوب اللبن إلى الحجر هو إيمحتب العبقري. ولدينا أقدم بردية عُثر عليها إلى الآن، وهي بردية وادي الجرف، والتي يتحدث فيها رئيس العمال "مرر" عن بناء هرم خوفو.

 

 وقال إن منطقة الهرم كانت تسمى "عنخ خوفو"، بمعنى "خوفو يعيش"، وأن خوفو عاش في قصر بالهرم، وتحدث عن مدة حكم خوفو. وبعد ذلك استمر بناء الأهرامات حتى بداية الدولة الحديثة.

 

وتساءل حواس  هل يمكن أن ننسى كل هذا وكذلك المقابر الموجودة في الجيزة، والتي تتحدث عن كهنة خوفو وخفرع ومنكاورع والعديد من الألقاب المتصلة بالعالم الآخر وبالادارة في الحكم؟، وهل يمكن أن ننسى القوائم الملكية التي تحدد أسماء الملوك وليس بينهم اسم النبي إدريس عليه السلام؟!!

 

أما عن "أبو الهول" فلا يعود، على حد ما ذكر الشيخ علي جمعة على لسان بعض الأثريين، إلى ما قبل عهد خوفو وخفرع وهذا خطأ فادح؛ لأن كل الأدلة العلمية تشير إلى أن "أبو الهول" يعود إلى عهد الملك خفرع وأن نحته تم؛ كي يظهره في شكل حورس وهو يتعبد إلى الإله رع، والذي يظهر في المعبد الكائن أمام "أبو الهول"، وأن المصريين القدماء قد ربطوا بين قوة الأسد والملك، في شكل أسد يظهر وهو يطأ ويدوس أعداءه. وقد ظهر هذا الشكل الفني منذ عهد الملك "جد إف رع"، ابن الملك خوفو. ويُصور فيه الملك بوجه إنسان وجسم أسد مما يظهر قوة الملك. واستمر ذلك التصوير للملوك في الأسرتين الخامسة والسادسة حتى نهاية العصر المتأخر في طريق "أبو الهول" الذي يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك. ولا أعرف كيف ربط الشيخ علي جمعة بين تمثال "أبو الهول" وسيدنا إدريس؟ وما دليلك على ذلك يا شيخ علي؟

وأما عن موضوع أن سيدنا إدريس هو أول من قام برسالة التوحيد، فلا يجب أن لا ننسى قبل وجود أية أديان سماوية أن ظهر لنا الملك أخناتون كأول إنسان يتحدث عن التوحيد.

أما عن موضوع إدريس وربطه بأوزوريس، فهذا للأسف تم ربطه بسبب السجع اللغوي بين الاسمين. وآسف جدًا أن أقول إن هذا هو ما ردّده د. سيد كريم دون علم أو دليل، وإن سيدنا إدريس لم يعلم التحنيط؛ لأن التحنيط لم يأتِ مرة واحدة بل تعلمه المصريون منذ الأسرة الأولى حين قاموا بتجفيف الجثث، ووضعوا بعض المواد على الأرجل. وبعد ذلك تطور الأمر إلى عمل أقنعة في الأسرة الرابعة، ولم يصل التحنيط إلى ذورته إلا في الأسرة 18.

 

واختتم حديثه قائلا: كنت أتمني من الشيخ علي جمعة، وأنا أحبه وأقدره على المستوي الشخصي، ولكن عندما يتحدث عن الآثار، فأقول له بصدق وقوة ووضوح: "قف، وتراجع عن هذه الأقاويل غير العلمية والتي يرددها غير المتخصصين."

 

وبحسب عدد كبير من الباحثين والمؤرخين الأثريين، إننا حتى الآن لم نصل لمعلومات أكيدة بخصوص أبو الهول، لكن هناك عدة تأويلات لذلك التمثال الضخم، فهو لا يزال من الآثار المحاطة بالغموض، وأن جسد الأسد ربما يشير إلى القوة ورأس الإنسان للفكر، حيث إن مناخ مصر ساعد على وجود أسود بها كونها دولة أفريقية.

وبحسب كتاب عالم الآثار المصرية سليم حسن "أبو الهول تاريخه فى ضوء الكشوف الحديثة" فإن المصريين كانوا دائما يصورون الفرعون كأسد، فيقولون "كالأسد في ساحة القتال" أو "الأسد الضارى" أو "أسد بين الحكام" ويمثلونه في هذه الصورة في كل عصور التاريخ المصري، وكان أمنحت الثالث بوجه خاص مغرما بأن يصور في صورة أسد، وقد جاء على التمثالين اللذين عثر عليهما في جبل "بركال" في بلاد النوبة من نقوش: لقد أقام هذا الأثر ليمثل صورته الحية على الأرض "نب ماعت رع" أمنحتب الثالث، ويستمر المتن مشيرا إلى الملك على أنه: الأسد القوى محبوب آمون رع ملك الأرباب المصرية خلال الأسرة الثامنة عشر.

ويوضح الدكتور سليم حسن إن من الأمور الطبيعية عند الناس والبدائيين خاصة وبعض الشعوب المتحضرة إن يشبهوا حكامهم بأقوى وأجمل ما يعرفون من الحيوان، والواقع أن الأسد كان ولا يزال يلعب هذا الدور في كثير من بلاد العالم، وألقاب إمبرطور الحبشة أسد يهوذا، على حين يلقب "شاكا" ملك زولولاند في جنوب أفريقية "بالأسد الأسود".

ومن المحتمل أن نقول إن ملوك مصر قبل الأسرات كانوا في العادة يصورون على هيئة أسود، وقد استمر هذا التصوير المجازى خلال عهود الأسرات، فقد كان الملك يمثل أحيانا في صورة ثور، وكان لقبه "الثور القوى" ضمن ألقاب فرعون وظل حتى نهاية عهد الوثنية، غير أن هذا التصوير على شكل البقر لم يبق بعد العصر العتيق.

ويذهب الكتاب سالف الذكر على أنه مازال أقدم رأى أصيل في تمثال أبو الهول هو الذى جاء إلينا عن أمنحتب الثانى، غير أن هذا الراى لم يسجل إلا بعد نحو ألف وأربعمائة سنة من إقامته، حيث أشار في لوحته الكبيرة التي أقامها من الحجر الجيرى أن أبو الهول إنما كان أقدم من الأهرامات، كما أنه يشير إليه باسم "حور مأخت" و"حور أختى".

كما ذكر تحتمس الرابع فيما روى من أحلامه من الجرانيت ما قد يعبر عن رائيه في أبو الهول، إذ سواه بالإله "خبرى – رع – أتوم" كما سمى هذا المعبود باسمه الشائع "حور مأخت"، موضحا أنه إذا أخذنا بالمتن، فيمكن اعتبار أبو الهول مساويا للإله أتوم، ويمكن أن نعده من أقدم الآلهة المصرية.

فيما ذكر الكتاب أن الآراء التي صدرت عن أبو الهول من المؤرخين العرب بعد الفتح الإسلامي، كانت قليلة وإن لم تكن مع ذلك عديمة القيمة إذ تبين مدى تغلغل المأثورات المحلية بين الناس رغم تغير الدين مرتين في مصر.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة