احمد التايب

الخيار المُر لعلاج كورونا

السبت، 25 أبريل 2020 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استطاع فيروس "كوفيد 19" المعروف إعلاميا بكورونا، أن يغير العالم كله، لتصبح في زمنه، المدن التى كانت تضج بالحياة مدن أشباح، وأجبر أناس العالم طوعا أو كرها الالتزام بالمنازل، ووضع قادته فى مشهد العاجز الذى لا حيلة له، ليدرك سكان الكون أنفسهم أمام سيناريو إنتاج "لقاح" فى الوقت القريب شيء صعب المنال، ليجد العالم أجمع نفسه أمام ضرورة تطبيق سيناريو الخيار الصعب والتعايش مع المرض، حيث بدأت بعض الدول بالفعل تقليل التدابير الاحترازية والإجراءات الصارمة في بعض القطاعات.

 

لتخرج علينا يوميا تصريحات لمسئولين حول العالم، تؤكد أنه حان الوقت للتفكير في طريقة مناسبة للخروج من حالة الحجر الصحي مايو المقبل، ليس لأن الاقتصاد يقتضى ذلك، بل أن حاجة الناس إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية، فضلا عن الظروف الاجتماعية التي لا تسمح لذوي الدخل المحدود بالبقاء في البيت دون موارد.

 

ولهذا فإن قرارات التخفيف التدريجى- حتى وإن كانت بطيئة- فهى استجابة لواقع الحال، وهذا ما بدأت فيه بالفعل عدد من الدول الأوروبية فبدأت تفتح البلاد شيئاً فشيئاً لحرية حركة المواطنين، حيث قررت ألمانيا عودة المدارس فى أوائل مايو، بينما سمحت إسبانيا بإعادة الحياة للملاعب الرياضية تدريجياً، وكذلك تنسيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حكام الولايات لفتح البلاد، وذلك بالتزامن مع حركة غير عادية فى المعامل لإيجاد حلول للفيروس.

 

وأصبح سيناريو التعايش ضرورة، لأنه ببساطة لا يمكن البقاء في ظل الحجر الصحى إلى حين إيجاد علاج لهذا المرض، وهو الهدف الذي قد يتحقق في بداية 2021، حسب أفضل التقديرات، ولسبب أخر أن الدول، حتى القوية منها، لا يمكنها أن تتحمل «بلوكاج" شبه شامل في الاقتصاد والمؤسسات والمجتمع حتى إيجاد اللقاح، وعليه، فإن الخيار الأقل تكلفة هو تطوير استراتيجية للتعايش مع الفيروس، توازن، من جهة، بين متطلبات الاقتصاد والتخفيف من القيود على حريات الناس وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، ومن جهة ثانية، بين الحاجة إلى حماية الحق في الحياة باعتباره حقا من الحقوق الصلبة، أي أولوية حفظ النفس، المقدمة لدى فقهاء الأصول على العقل والمال والعرض، وأحيانا على الدين نفسه.

 

وأخيرا.. نقول إن كثيرا من سلوكيات المواطنين التى نراها يومياً، قد تتسبب فى بقاء العدوى لفترة طويلة، ولابد من التوحد لمواجهة هذا الخطر المخيف، الذى لا يميز بين متقدمين ومتخلفين، ولا بين أبيض أو أسود، ولا بين أغنياء وفقراء لذا فإن النصيحة الوحيدة، حتمية تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعى، والاعتماد على نظام غذائى صحى، وتغيير نمط الحياة بشكل عام، وتجنب الاستخدام السيئ للأدوات الشخصية، ببساطة يجب أن تتحول الإجراءات الوقائية ضد الفيروس إلى أسلوب حياة، هذا فيما يخص المواطن، أما يخص الحكومات فإنه لابد من التخلي عن سياسية التكتم، وغياب الشفافية، وضرورة الإفصاح، حتى لا نُفاجئ بأعداد مهولة من المصابين ونكون أمام كارثة، وجحيم لا يعاش..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة