"بردعة الدابة" صناعة تواجة شبح الانقراض بالمنوفية.. البرادعى: ورثتها عن جدى

الجمعة، 24 أبريل 2020 11:00 ص
"بردعة الدابة" صناعة تواجة شبح الانقراض بالمنوفية.. البرادعى: ورثتها عن جدى الحاج محمد على البرادعى
المنوفية – محمود شاكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قصة صناعة "البردعة" والتى تواجه شبح الانقراض بمحافظة المنوفية، والتى بحثنا كثيرا ما بين القرى والمراكز المختلفة لنجد من يحترف تلك الحرفة، والتى غابت بشكل كبير عن المحافظات المختلفة، وبالبحث والتقصى هنا وهناك، عثرنا على أحد أحرف تلك الصناعة وإن كان الوحيد المتواجد بمحافظة المنوفية، والذي يعمل بتلك الصناعه بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.

بطريق ترابى كبير وبعد رحلة امتدت لأكثر من ساعتين، وبمرور بمزلقان القطار المتواجد بالقرية، وعبر مركبة التوكتوك، التى تم استقلالها للبحث عن منزل الحاج " محمد على البرادعى " صاحب الحرفة، وبمجرد الدلوف إلى مركبة التوكتوك " أريد أن أصل إلى الحاج محمد البرادعى " والذى كان رد سائق التوكتوك " حاضر دا أشطر صنايعى برادع فى مصر كلها "، وكأننا سألنا فى تلك اللحظة عن بطل أو فنان مشهور أو لاعب كرة كبير، ليقوم السائق بالتجول داخل القرية والأزقة والشوارع الضيقة بطرق كثير ربع الساعة حتى وصلنا إلى منزل الحاج محمد البرادعى ، لنجدة أمام المنزل منهمكا فى عملة فى صناعه البرادع .

بوجة بشوش وملامح مصرية أصيلة وجدنا عاصبا عمامة على رأسه المتصبب عرقا من العمل والجهد أمام منزلة بتلك القرية البسيطة، ليكشف لنا تفاصيل كثيرة حول تلك الصناعه وعدد السنوات التى عمل بها وكيف تعلمها، ومعوقاته وأحلامة، وهل أصبحت الحرفة قديمة ولا يحتاجها أحد أم أنه سيظل يعمل بها ويعلمها لأبنائة وهلى تجازى معه فى ظل الارتفاع الكبير للأسعار، كل هذه التفاصيل عرضها علينا .

قال الحاج محمد البرادعى صاحب الواحد وستين عاما، أعمل بتلك الصناعة منذ سنوات طويلة وتعلمتها عن والدى الذى تعلمها عن جدة، وأصبح أسم العائلة " البرادعى " نسبة إلى الصناعه التى نعمل بها منذ سنوات طويلة، وذلك لتوريثها لى بعد جدى وجدة وأبى، وأعمل بها منذ أن كنت بالصف السادس الإبتدائى ومنذ تلك السنوات وأنا لا اعرف أن أعمل أى شىء سواها .

وتابع البرادعى، مرت السنوات تلو الأخرى، وكنت بحمد الله أقوم بصناعه العديد والعديد من تلك البرادع يوميا، وكانت تصل إلى ما يقرب من 3 برادع أو 4 فى اليوم الواحد، نظرا للطلب الذى كان عليها من خلال عدد كبير من الفلاحين والذين لم يكن لديهم وسائل مواصلات متنوعة إلا الحمار أو الجمل ، وهو الامر الذى تزامن مع مطالبهم فى تلك البردعة .

وأوضح البرادعى أن أسعار الحمير فى الماضى والتى كانت لا تتخطى 30 جنية للحمار كان معه رواج لحرفته فى صناعة البردعة والتى كانت تصل إلى 25 قرشا للبردعة الواحدة، مؤكدا أنه مع تقد وسائل المواصلت وغيرها من الأّذواق المختلفة تعرضت حرفته إلى الانحسار قليلا، مؤكدا أنها انحسرت فقط ولكن مازالت موجودة ومطلوبة .

وعن الصناعة نفسها قال البرادعى أنه هناك نوعين من البرادع والتى يتوافد عليها المواطنين لشراؤها، الأول يكون ثلاث طبقات والثانى طبقتين، مشيرا إلى أنه هناك بردعة للشغل والتحميل وأخرى للركوب للأشخاص تكون اكثر تميزا، مؤكدا أنه خلال تلك الأمور تمر بعدد من المراحل حتى يتمكن من التصنيع لها، علاوة على ضرورة توفير الخامات والأدوات التى يقوم من خلالها بالتصنيع لتلك البرادع .

وعن الأدوات التى يستخدما قال البرادعى أن يستخدم "المقص والقادوم والإبرة والمحشى " والتى تعتبر الأدوات الأساسية للعمل علاوة على استخدام العديد من الخامات لتلك الصناعه ومن أهمها " الخيش القماش وقش الأرز " من أجل الوصول إلى توفير الأدوات والأمكانيات للتصنيع ومن ثم يبدأ فى المراحل المختلفة للتصنيع .

وعن المراحل أكد البرادعى، أنه يقوم بالتقطيع للقماش الخيش بطريقة معينة وبمقاسات معينة تعلمها على مدار تلك السنوات، علاوة على تجهيز قش الأرز ومن ثم يبدأ فى مرحلة أخرى وهى الحشو والخياطة والتجيز والاعداد للبردعة، والتى تمر بخمسة مراحل حتى تصل إلى شكلها النهائى الذى يظهر للمواطنين، لافتا إلى أن المراحل تبدأ بالمرحلة الأولى بتعبئة من خلال قطعة حديدية تسمى " المحشى " وإدخال كميات من قش الأرز بداخل القماش الخيش بطريقة مرتبة ومنظمة حتى يتم الوصول إلى التعبئة الكاملة للقماش والتشطيب لها وتجهيزها للزبون .

وأضف البرادعى أن تكلفة البردعة ما بين 150 جنية إلى 500 جنية، على حسب الموصفات التى يريدها الزبون، لافتا إلى أن الأمر بدأ فى الأنقراض مع تقدم الوقت،مشيرا إلى إرتفاع الأسعار للحمير والتى أدت بالضرورة إلى المحاربة لتلك الصناعه وهو الذى تلازم معه تقليل الطلب على تلك الصناعه وذلك لقة المتواجد من المستهلكين .

وفى حرفيات الصناعه قال البرادعى أنه طور فى الصناعه بشكل كبير وحتى يتمكن من جذب الزبون وأن يتم البيع له، لافتا إلى أنه اصنع ومازلت أصنع يوميا أثنين فى اليوم الواحد، مشيرا إلى أنه كان يقوم بصناعه عدة الجمال والتى أصبح الطلب بسيط عليها فى الفترة الأخيرة .

وتابع البرادعى، أنه هناك العديد من المعوقات والازمات التى قابلته فى المهنه، من بينها ارتفاع أسعار الخامات والتى تقوم عليها الصناعه، مثل الخيش والذى كان سعرة 4 جنية وأصبح الأن ب20 جنية الأمر الذى أدى الى ارتفاع التكلفة بالاضافة إلى البالة الخاصة بقش الأرز والتى كانت ب 5 جنيهات وتزن 35 كيلو أصبحت الأن 6 كيلو ب40 جنية، ولا تساعد إلا على تعبئة 5 قطع فقط وهو الأمر الذى كلف كثيرا فى صناعه البردعة، والخامات أصبحت فى إزدياد كبير ويأتى فى النهاية على التكلفة النهائية والتى يتحملها الزبون .

وأكد البرادعى أنه من ضمن الأزمات التى يتعرض لها أنه ممكن أن يأتى العديد من المواسم التى يتعرض للوقوف عن العمل بشكل قد يصل إلى شهر أو شهر ونصف ولكن رزق الله يكون كبير، مشيرا إلى أن تصنيع البردعة يستهلك من الوقت ما يقرب من اربعة ساعات ما بين تقطعيع للخيش والحشو والحشو والبطانه وغيرها من المراحل التى تستهلكها لتلك الصناعه .

وعن التطوير فى الصناعه لجذب الزبون، قال البرادعى أنه يقوم بتصنيع وتعديل وتطوير الصناعه من خلال وضع العديد من الإضافات عليها بالتقطيع الأفضل وذلك للحفاظ على البردعة وتأكيد عمرها الأفتراضى وحتى لا تتعرض للتقطيع بشكل سريع، علاة على أنه هناك تصنيع البرادع الفايبر والقطن بطريقة أفضل من الحشو الأرز، والتى يتم تنجيد البردعة بالأسفنج وغيرها من الطرق الحديثة للتطوير من الصناعه .

وعن أسرته تدث البرادعى قائلا " بحمد الله رزقنى الله بثلاثة من البنات وأثنين من الأولاد وتمكن من تربيتهم وتعليمهم من تلك الحرفة والتى تعتبر شرف لى ولأبنائى، مؤكدا على أن تلك المهنه لن تنقرض ولكن ما يخشاة ألا يتعلمها، ولكن " طول ما فى دابة موجودة الصنعه موجودة وستظل مطلوبة ".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة