لم تتوقف التداعيات الكارثية لأزمة فيروس "كورونا"، على الدول الفقيرة، وإنما امتدت إلى دولا أخرى، معروفة بثرائها واقتصاداتها القوية، على غرار إسبانيا، والتى تشهد كارثة كبيرة، لا تقتصر على أبعادها الصحية، والمتمثلة فى انتشار الفيروس القاتل ليطال أعداد كبيرة من المواطنين، وإنما يشمل أبعادا اقتصادية كبيرة وعميقة.
ففى العاصمة الإسبانية مدريد، اصطف رجال ونساء فى طابور بانتظار الحصول على مساعدة غذائية فى حى بوينتى دى فايساس الذى يكثر فيه العمال المؤقتون، بينما يعانى من انتشار الوباء والتداعيات الاقتصادية الكبيرة الناجمة عنة.
ففى كنيسة بالحى الفقير، تم تدشين مطبخ شعبى، ليأتى إليه يوميا حوالى 450 شخصا، للحصول على وجبات مجانية.
المشهد أمام الكنيسة الإسبانية
ولعل الملفت أن غالبية سكان الحى، من العمالة الفقيرة، أغلبهم قادمين من دول أخرى، حيث يعتمدون على وظائف الخدمة فى المنازل، أو رعاية المسنين، وبالتالى فكان انتشار الفيروس سببا مباشرا فى تسريحهم، ليخسروا مصادر رزقهم.
تقول جلوريا كوراليس، وهى كولومبية تعيش بالحى الفقير فى العاصمة الإسبانية، إنها كانت تقوم بخدمة امرأة مسنة تبلغ من العمر 92 عام، إلا أن عائلتها طلبت منها عدم العودة مجددا بعد إصابتها بالانفلونزا العادية، لتشككهم فى إصابها بالوباء.
وتقع منطقة بوينتي دي فاييساس في جنوب شرق مدريد ويبلغ عدد سكانها 230 ألف نسمة وهي تستقطب عددا كبيرا من المهاجرين منذ مطلع القرن العشرين، أولا من مناطق إسبانية أخرى ومن ثم من أميركا اللاتينية والمغرب واوروبا الشرقية.
في هذه المنطقة المصنفة رسميا "ألاكثر فقرا وضعفا" في العاصمة، يستعان بأجراء موقتين في القطاع الفندقي والخدمات أو البناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة