أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

الحنين لموسم الحصاد فى زمن كورونا

الخميس، 23 أبريل 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخير ينبت من قلب هذه الأرض الطيبة حتى قيام الساعة، اليوم يحصد الفلاحون فى مختلف أنحاء مصر محصول القمح، بعد أيام طوال سهروا خلالها على زراعته وسقايته، ومده بالأسمدة، ومحاربة الآفات كى تشرق سنابل الذهب الأصفر، معلنة عن توفير احتياطات المحروسة من لقمة العيش.
 
جميعنا نحن أبناء القرى نشعر بحنين خاص إلى أيام الحصاد، فلهُ معنا ذكريات خاصة جدا لدينا، ترتبط بروائح الزمن الجميل التى نحن إليها بين الحين والآخر، فى عصر قضى فيه التطور التكنولوجى المتسارع على الكثير من العادات الطيبة التى توارثنها فى سالف الأيام.
 
فى "الأجران" وهى مساحات واسعة من الأرض الفضاء، كان أجددنا يقومون بجمع محصول القمح بعد حصده، استعدادا لعملية "الدريس"، حيث كان يتم بطريقة تقليدية فصل السنابل الصالحة للأكل عن أجزاء القش الأخرى، كانت الفرحة تغمرنا جميعا بهذا المشهد الاحتفالى، الذى يتعاون فيه أغلب أهل القرية من أجل الحصول على الذهب الأصفر، سر الحياة فى مصر منذ القدم، وحتى قيام الساعة.
 
اليوم مصر على موعد جديد مع موسم استثنائى لحصاد القمح، تسعى فيه الدولة لتأمين احتياجات البلاد من المحصول الاستراتيجى فى وقت بالغ الدقة، حيث يواصل فيروس كورونا انتشاره، وهو ما أثر بصورة واضحة على الكثير من مجريات الأمور، ليس فى مصر وحدها بل فى المعمورة بأسرها.
 
فى هذه اللحظة بالغة الدقة يبدو دور الفلاح المحورى فى تأمين معاش الناس وعيشهم، ترى ما هو شكل المصير والمسار المفترض فى ظرف كهذا إذا لم نكن ننتج ما نأكل.
 
فرحتنا نحن جميعا كبيرة جدا، ونحن نطالع الأنباء التى تشير إلى أن مصر أصبحت تؤمن الاحتياجات الغذائية من الخضر، والفاكهة للكثير من الدول الشقيقة والصديقة، وأن الطلب الزائد على المحاصيل المصرية، دفع إلى نقل بعضه على متن عددٍ من طائرات الركاب المعطلة بفعل الفيروس بعد أخذ جميع الاحتياطات اللازمة.
 
إن مصر اليوم تجنى بعضا مما حصدته حكومتها وشعبها من الاستثمار فى العمل والإنتاج بوصفهما الطريق المباشر للتنمية والتقدم الاقتصادى بعيدا عن حروب الشائعات والضرب تحت الحزام التى لا تجيد سواها بعض الأطراف والقوى الإقليمية والدولية.
 
الإقبال الواسع على استيراد السلع والحاصلات الزراعية المصرية فى الوقت الراهن يجب أن يكون حافزا على مزيد من الاهتمام بالفلاح، ودعم الزراعة الوطنية لتأمين الاحتياجات المحلية للبلاد، وفتح مزيد من الأسواق الخارجية فى الوقت نفسه، خاصة مع أنظمة الرى الحديثة وغير التقليدية التى يجرى التوسع فى الاعتماد عليها خلال الفترة الحالية.
وبحسب نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة فإن الصادرات المصرية غير البترولية حققت زيادة طفيفة خلال الربع الأول من العام الجارى بنسبة 2%، حيث سجلت 6 مليارات و728 مليون دولار مقارنة بنحو 6 مليارات و580 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2019 وبقيمة بلغت 148 مليون دولار.
 
فى هذه الساعات الطيبة التى نستقبل فيها شهرا عظيما تتجسد حكمة الأجداد بأنك بالجهد والعرق ستزرع حتى تحصد يوما ما غرست يداك فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر.
 
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة