يُعدّ مفهوم الحريّة مفهوماً نسبيّاً؛ إذ يختلف تعريفها وفهمها باختلافِ الزّمان والمكان، ولذلك؛ وُضعت تعاريفٌ كثيرة لوصفها، فأشهرُها هو تعريفُ إعلان حقوق الإنسان الذي صدر إبّان الثورة الفرنسية سنة 1789م؛ حيثُ وصفَ الحريةّ بأنّها:
(حقُّ الفرد في أن يفعل كلّ ما لا يضرُّ بالآخرين)
وأنّ مفهومَ الحُريّة ككلمة: هي أنْ يكون الإنسانُ قادراً على فعلِ و اتّخاذ القرار الذي يُناسبه بإرادة منه دون إجبارٍ أو تأثيرٍ من طرفٍ خارجيّ -سواءً أكان القرار مادياً أو معنوياً- وعدم انقياده لأيّ فرد دونَ وعي وتفكير. أمّا عن الحُرّيّة كمفهومٍ؛ فإنّها تُعرَّفُ بوجود إطارٍ شاملٌ وعام لا يُقيّد حرية الإنسان الشّخصية، ولا يتحكّم بها؛ بل يُنظّمها ليُحافظ على حُريّات الأفراد الآخرين؛ فلكلّ إنسان حُريّته في النطاق الذي لا يتعدّى فيه على حُريّة الآخرين؛ حيثُ إنّ الإنسان لا يعيش وحده؛ بل ضمنَ جموع كبيرة لها الحقّ في الحُريّة كذلك.
(حُريتنا هي نحن، هي ذاتنا ومقوِّم ذاتنا، هي معنى أنّ الإنسان إنسان، إنِّ حريتنا ما هي إلا وجودنا، وما وجودنا إلا الحريّة)
كمان (الحرية غرضُ الإنسان في الحياة، كانت ولا تزال هواهُ الذي طالما قدَّم له القرابين، وأنفق فى سبيله أعز شيء عليه، ولئن وصفنا ما وصفنا من شوق الإنسان إلى الحرية، فلا نبلغ من إثباته ما بلغته الحوادث الحِسّية التي تقع من الأفراد والأمم، دالّة على أن الحرية هي الحياة، بل أعزُّ من الحياة).
حريّة المرأة
يُعرَّف مفهومُ حُريّة المرأة بامتلاك المرأة لخياراتها الأخلاقية والإنسانية بشكل مطلق؛ حيثُ إنَّ حريُّتها هي أساسُ كونها إنساناً لا فرق بينها وبين الرجل في ذلك، ولا شكَّ أنّ الحرّية هي حقٌّ من حقوق المرأة التي من الواجب أن تحصل عليه بشكلٍ كاملٍ دون تجزئة. إنّ من ينظرُ لتاريخ مفهوم الحريّة ومدى ارتباطه بحياة المرأة سيجدُ الكثير من الحقائق المؤسفة؛ فقد تعرّضت المرأة لظُلمٍ كبير في كثيرٍ من الحضارات، منها: في حضارة الصين القديمة؛ حيثُ لم يكن للمرأة الحقُّ بمنع زوجها من سلبِها كافّة حقوقها، وبيعها باعتبارها جارية. في عصر النهضة الأوروبيّ؛ حيثُ كان يُعتقد أنّ مكانَ المرأة هو المنزل، وأنّ وظيفتها هي رعايةُ أبنائها وتربيتهم دون أنْ تحصل على حظٍّ من التربية الحُرّة المرتبطة بالحياة العامة. مفهوم حريّة المرأة دولياً إنّ مفهومَ حُريّة المرأة يعني أنْ تمتلك المرأة كلّ ما يرتبط بجسدها ورُوحها وكلّ اختياراتها؛ كاختيار القرارات المُناسبة، ونمط الحياة التي تُريده، وتحديد هدفها وطُموحها في هذا العالم، وأنْ تكون مسؤولةً عن نفسها دونَ وِصاية أحد؛ أي أن تكون حُرّة بذاتها وإنسانيّتها مع مراعاة الأخلاق والقيم الإنسانيّة
عواقب قمع الحُريّة
إنّ سلبُ حُريّة المرأة أمر غير مقبول، حيثُ إنّها فطرته التي خُلق عليها، كما أنّها قيمةٌ عظيمة منحها إيّاها الخالق، فإذا سُلبت منها؛ فستتوقُ لها وستسعى بكل قدرتها لتحصيلها، كما أنّ الإفراط بحقّ الحُريّة مبعثٌ للخراب والذل والدّمار.
( المرأة) مرآة المجتمع، فهي التي تَعكس مدى تقدّمه وتَطوّره ورُقيّه، وبقدر مراعاة المُجتمع لحُقوقِها ومُسانَدتها والاهتمام بتعليمها يَكونُ ارتقاؤه بأجيالِه؛ فحُقوقُ المرأة ليست مُجرّد قضيّةٍ إنسانيّةٍ بل قضيّةٌ وطنيّةٌ ترتَبط في مختلف المجالات الفكريّة، والسياسيّة، والاقتصادية ، تحية إلى كل نساء العالم ، المرأة هي مكونة المجتمع، فلها عليه تمام السلطة.. لا يعمل فيه شيء إلا بها، ولأجلها.
دينا سمير بخيت
عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة