فانوس رمضان المصنوع محليا يعود لمكانته بالأقصر.. كورونا أخفى المستورد من الأسواق والتجار يعودون للفوانيس المحلية.. إقبال من المواطنين على الشراء.. وأقدم صناع الفوانيس: أجلب المواد الخام من ورش مصر القديمة.. صور

الإثنين، 20 أبريل 2020 03:00 ص
فانوس رمضان المصنوع محليا يعود لمكانته بالأقصر.. كورونا أخفى المستورد من الأسواق والتجار يعودون للفوانيس المحلية.. إقبال من المواطنين على الشراء.. وأقدم صناع الفوانيس: أجلب المواد الخام من ورش مصر القديمة.. صور "كورونا" يعيد فانوس رمضان المحلى لمكانته بالأقصر
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة وتدخل بهجة شهر رمضان المبارك بمختلف أرجاء العالم الإسلامى والعالم العربى، ومن أبرز مظاهر الإحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك فرحة الأطفال وسعادتهم بالأغنية الشهيرة لهذا الشهر وهى "وحوى ياوحوى" وهم يحملون فانوس رمضان بأيديهم ويمرحون بتلك المشاهد المبهجة، كما يقوم الأهالى بتركيب وتعليق الفوانيس الكبيرة الحجم وبداخلها لمبات وإضاءات مختلفة وزينة فى بلكونات وواجهات منازلهم إبتهاجاً بالشهر الكريم.

1 الفانوس العربى الأصيل يتصدر المشهد بمحلات الأقصر
 الفانوس العربى الأصيل يتصدر المشهد بمحلات الأقصر

 

ويعتبر فانوس رمضان المشهد الأبرز للاحتفال بين أبناء محافظة الأقصر بالشهر الكريم، ولكن جاءت هذا العام قبل قدوم الشهر الكريم أزمة العدوى بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وانتشاره فى مختلف أنحاء العالم وحالة حظر التجوال الليلية والإجراءات الصارمة من الحكومة المصرية لمكافحة إنتشار العدوى وزيادة أعداد المصابين، وساهمت تلك الأزمة فى ركود كبير بسوق بيع فانوس رمضان، حيث اختفت من الأسواق الفوانيس المستوردة المصنعة بالأشكال المختلفة وتعمل بالحجارة والريموت من الصين والهند وباقى دول العالم، حيث أوقفت كافة دول العالم حركة الطيران والتصدير بينها وبين باقى دول العالم لمحاصرة الوباء وتوقفت المصانع أيضاً.

أزمة كورونا تعيد للفانوس العرب هيبته بالأسواق
أزمة كورونا تعيد للفانوس العرب هيبته بالأسواق

 

ورغم إختفاء الفوانيس المستوردة ظهرت بادرة أمل لأهل التاريخ والصناعة اليدوية للفوانيس بمختلف الأحجام والأشكال فى الورش التاريخية المنتشرة بالعاصمة وحول محافظات مصر، حيث أنه تجسد مثال "مصائب قوم عند قوم فوائد" فى كلمات الحاج حمودة كتانة أقدم صانع فوانيس يدوية بالأقصر، والذى يؤكد على عشقة الخاص لتجهيز وتجميل الفوانيس القديمة الحديد والمعدن فهى الأصل فى فانوس رمضان، مؤكداً على أن الأساس فى فانوس رمضان هو الفانوس القديم المعدن الذى تربى عليه جميع أبناء الشعب المصرى منذ العصور القديمة وحتى الآن، موضحاً أن الأزمة الحالية أوقفت حركة التصدير وساهمت فى فتح الباب لتصنيع كميات كبيرة من الفوانيس المصرية الأصيلة وتوزيعها بكميات مميزة داخل الورش العتيقة بمصر.

الحاج حمودة أقدم صانع فوانيس بالأقصر
الحاج حمودة أقدم صانع فوانيس بالأقصر

 

ويضيف الحاج حمودة كتانة لـ"اليوم السابع"، أنه منذ أكثر من 30 سنة يستمتع سنوياً بعملية صناعة ودهان وتلميع الفوانيس العربية الأصيلة التى تتميز بروح شهر رمضان التراثية داخل ورشته الخاصة فى محل بيع الفوانس الخاص به بوسط مدينة الأقصر، موضحاً أنه هذا العام تم رفع شعار بيع الفانوس العربى المصنوع من الصفيح والزجاج الملون بمختلف الأشكال ، فقد توقفت حركة التصدير والإستيراد، وعاد جميع الزبائن والمشترين للتهاتف على الموجود بالسوق من جديد وهو التراث والفانوس العتيق فهو الأصل والجميع يشترى الأحجام الكبيرة منها لتعليقها فى البلكونات وواجهات المنازل والشقق المختلفة، فهو فانوس رمضان الحقيقى والأصلى.

ركود بمحلات بيع الفوانيس بالأقصر
ركود بمحلات بيع الفوانيس بالأقصر

 

ويؤكد أقدم صانع فانوس رمضان بالأقصر، أنه يقوم بجلب المعدات خام من الورش التاريخية القديمة فى مصر القديمة بالقاهرة، ثم يقوم بالبدء فى تجهيزها ودهانها، ويدخل عليها اللحام للخامات وتثبيت أجزاء الفانوس، ثم إدخال بعض الألوان النحاسية الصفراء التى تدخل الفانوس فى صورته المميزة بعد وضع اللمبات المضيئة داخله، كما يقوم بوضع الزينة والمواد والتطريز على جوانب الفانوس لإضفاء صبغة جمالية عليه، بجانب تركيب اللمبات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة داخله لتشغيله، موضحاً أن الفانوس العربى القديم بمصر يعود للدولة الفاطمية التى كانت تخرج بالكامل لرؤية هلال شهر رمضان المبارك، ويتقدمهم الأطفال وهم يحملون الفوانيس للإضاءة ليلاً ويغنون أغانى رمضان الشهيرة "وحوى يا وحوى" وغيرها من التراثيات المصرية القديمة، حتى تقرر أن تكون عادة سنوية أن يتم تجهيز الفوانيس وتجميلها لاستقبال شهر رمضان المبارك بحملها والغناء بها من قبل الأطفال بمختلف أنحاء مصر.

أشكال متنوعة من فانونس رمضان بالمحلات
أشكال متنوعة من فانونس رمضان بالمحلات

 

فيما يقول محمد حسانين صاحب محل بيع فوانيس بالأقصر، أنه بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ظهر الفرق الشاسع بين العام الجارى والعام الماضي فى حركة البيع والشراء حيث ضرب سوق فانوس رمضان حالة من الركود، مؤكداً على أن العام الماضى كانت أغلب الفوانيس مستوردة من الخارج وبأشكال وأنواع مختلفة، ولكن هذا العام أزمة كورونا أدت لتحول البيع والشراء للشغل المصرى المحلى وهى الفوانيس المصنوعة بالورش المختلفة.

جانب من صناعة الفانوس يدوياً بالأقصر
جانب من صناعة الفانوس يدوياً بالأقصر

 

ويضيف الشاب محمد حسانين لـ"اليوم السابع"، أنه رغم الظروف والأزمة والحظر إلا أنه يوجد إقبال متوسط من المواطنين، حيث أن الأهالى يريدون شراء فوانيس للأطفال للشعور ببهجة قدوم شهر رمضان المبارك للتنفيس والترويح عن أطفالهم فى تلك الظروف الراهنة بالبلاد، مؤكداً على أن محلات الجملة تعانى من قلة السحب والإقبال، ولكنهم يحاولون توفير متطلبات الأهالى لتوفير فانوس رمضان للجميع بالمدن والقرى لخدمتهم خلال الشهر الكريم.

جانب من بيع فوانيس رمضان التراثية بالأقصر
جانب من بيع فوانيس رمضان التراثية بالأقصر

 

ويقول شقيقه إسلام حسانين، أنهم فى تلك الظروف وإنتشار العدوى بكورونا ووقف حركة التصدير عادت من جديد حركة البيع والشراء للفانوس المحلى، حيث تتنوع أشكالها وأسماؤها وأحجامها، والتى يتم تصنيع هيكلها وعقب ذلك إنهاء الشغل اليدوى حولها لإضفاء سحر وجمال عليها لجذب الزبائن، ومن أبرز أسماء الفوانيس الشمامة وشرائح البطيخ ومصحف وشويبس، وجميعها توجد منها سادة ومشغولات يدوية بحسب طلب الزبون، ويتم تجهيزها بالكامل بألوان أحمر وأخضر وأزرق وعسلى، كما توجد زينة للشوارع والمنازل وشرفات الشقق منها الخيامية القماش وكذلك زينة بلاستيك وآخرى مجهزة بأشكال مستوردة مميزة، مؤكداً على أنه مع دخول شهر شعبان من كل عام يبدأ الجميع فى تجهيز ورشته لتجميل وتزيين فوانيس موسم شهر رمضان المبارك، والتى يقبل عليها الجميع من الكبار والصغار لكون شهر رمضان لا تكتمل بهجته فى المنازل المصرية إلا بتركيب وشراء الفوانيس وزينة رمضان الشهيرة فى كل مكان داخل المنازل وخارجها وبالشوارع، ويتوافد جميع الأسر على محلات بيع الفوانيس حتى دخول شهر رمضان.

تجهيز فوانيس رمضان للجمهور
تجهيز فوانيس رمضان للجمهور

 

ويعود تاريخ "فانوس رمضان" إلى الدولة الفاطمية التى كانت تخرج بالكامل لرؤية هلال شهر رمضان المبارك، ويتقدمهم الأطفال وهم يحملون الفوانيس للإضاءة ليلًا ويغنون أناشيد رمضان الشهيرة "وحوى يا وحوي" وغيرها من التراثيات المصرية القديمة، حتى تقرر أن تكون عادة سنوية أن يتم تجهيز الفوانيس وتجميلها لاستقبال شهر رمضان المبارك بحملها والغناء بها من قبل الأطفال بمختلف أنحاء مصر، وتعتبر أغانى رمضان الشهيرة ذات صبغة تاريخية بمصر ولها تاريخ فرعونى حيث أن كلمة "وحوى يا وحوي" هى فرعونية فى الأصل، حيث أنه لدى الفراعنة كانت هناك ملاك مسئولة عن القمر تسمى "إياحا"، وعندما يستطلعون هلال شهر معين يقومون بالتحدث بكلمتى "واح – وى"، فكلمة "واح" مصرية وكان معناها الظهور رويدًا رويدًا، وبرزت منها "لاح" أى ظهر، وكلمة "وى" معناها نداء، فهو نداء يستحث القمر أو الهلال للظهور، حيث يقول المصريون للشخص الغائب عند العودة "واح شتنى"، أو "ليك وحشة"، فيكون معنى الجملة هنا (وحوى يا وحوى إيوحا) هو "أظهر أيها الهلال فلك وحشة".

عملية بيع فوانيس رمضان العتيقة بالأقصر
عملية بيع فوانيس رمضان العتيقة بالأقصر

 

فانوس رمضان التراثى يعود للأسواق بغزارة
فانوس رمضان التراثى يعود للأسواق بغزارة

 

فانوس رمضان التراثى يعود لواجهة المحلات
فانوس رمضان التراثى يعود لواجهة المحلات

 

فانوس رمضان العربى بمختلف الأحجام
فانوس رمضان العربى بمختلف الأحجام

 

محلات بيع فوانيس رمضان بدون المستوردة
محلات بيع فوانيس رمضان بدون المستوردة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة