وأضاف: "الشعب اللبناني لا يبحث عن موالين ومعارضين، بل عن منقذين.. البعض يتخلى عن الدولة والآخر يستولي عليها، وقليلون هم الذين يبالون بوجه الشعب الاقتصادي والاجتماعي، والحكومة لا تستطيع أن تنجح إن لم نكن جميعا اليد المساندة".

وأشار إلى أن الحكومة مطالبة أن تُثبت قدرتها وتماسكها واستقلاليتها عبر الابتعاد عن أي وصاية تُحد من مساعدة الدول المانحة، وأن تأخذ المبادرات الشجاعة والصعبة لوقف التدهور واستعادة الثقة الشعبية الداخلية والعربية والدولية، وأن تسرع في تنفيذ الخطة الإصلاحية.

من جانبه، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، أن الحكومة اللبنانية يتعين عليها العمل على انتشال لبنان من الأزمات التي يمر بها من دون أن يدفع المواطن ثمن أخطاء الحكم، وأن تهتم بالأساسيات بدلا من المحاصصات السياسية.
وشدد المطران عوده - في كلمته بمناسبة قداس عيد الفصح (للطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي) - على وجوب الحفاظ على أموال ومدخرات اللبنانيين في البنوك، وعدم المساس بها كونها تمثل جنى عمر المواطن اللبناني، وأن تتجه الحكومة إلى معالجة مكامن إهدار المال العام والفساد.

وقال: "انتفض الشعب اللبناني في 17 أكتوبر الماضي لأنه لم يعد يتحمل الاستغلال.. شعبنا يستحق الحياة الكريمة، وأملنا أن تعمل هذه الحكومة على توفيرها بعيدا عن الممارسات والأخطاء السابقة".

وأضاف: "نزع الشعب ثقته من الطبقة الحاكمة، فإذا أرادت استعادتها عليها أن تعالج الأمور بوضوح وشفافية وعدل، وأن تستنبط حلولا إيجابية خلاقة، معتمدة على أحكام الدستور، وأن تقوم بالإصلاح الحقيقي على كافة الأصعدة، لكي ترضي الناس لا الطبقة السياسية وأحزابها".. وتابع "وفي هذه الأزمة الخانقة، على الدولة أن تقوم بواجبها تجاه الفئات الأكثر فقرا.. صحيح أن ميزانية الدولة عاجزة، لكن مهمة الدولة الأساسية رعاية شعبها".