ليس كورونا فقط.. المسلمون أغلقوا المساجد وعلقوا صلوات الجماعة فى وقت الأوبئة

الأربعاء، 15 أبريل 2020 08:00 م
ليس كورونا فقط.. المسلمون أغلقوا المساجد وعلقوا صلوات الجماعة فى وقت الأوبئة تعقيم المساجد للوقاية كورونا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن حل فيروس كورونا المستجد: كوفيد 19، وتبدلت حياة كل البشر، وأصبحت كل أماكن التجمعات سواء للعبادة أو للترفيه ممنوعة على الناس، وخاصة غلق الجوامع والمساجد، التي شعر بسببها المسلمون في مختلف الدول تفشى فيها الفيروس وأمرت بغلقها، بحزن كبير على غلقها، لكن يبدو أن تلك الواقعة لم تكن الأولى في التاريخ الإنسانى.

فوقا لرواية ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" فإن عندما تفشى فيروس "عاموس" في الشام سنة 18 هـ، وراح ضحيته كثير من البشر عدد كبير منهم من صحابة النبى "صلى الله عليه وسلم" والتابعين، حيث تسبب في توقفت حياة الناس، بما فيها إقامة صلوات الجمع والجماعات.

وقد ذكرت كتب التاريخ الإسلامي تعطيل المساجد بسبب الأوبئة مرارا، ولم يسلم من ذلك مكة المكرمة نفسها والبيت الحرام؛ فمن ذلك ما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه إنباء الغمر بأبناء العمر- ضمن وقائع سنة 827هـ، فقال: "وفي أوائل هذه السنة وقع بمكة وباء عظيم بحيث مات في كل يوم أربعون نفساً، وحصر من مات في ربيع الأول ألفاً وسبعمئة، ويقال إن إمام المقام (= مقام إبراهيم وكان أتباع المذهب الشافعي يقيمون عنده صلواتهم) لم يصل معه في تلك الأيام إلا اثنان، وبقية الأئمة من المذاهب الأخرى بطلوا الصلاة لعدم من يصلي معهم".

وذكر أيضا ابن عذاري المراكشي في "البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب" أنه وقع في تونس وباءٌ عظيم سنة 395هـ، فتسبب في "شدة عظيمة انكشف فيها الستور، وغلت الأسعار، وعدم القوات، وهلك فيه أكثر الناس من غني ومحتاج، فلا ترى متصرفا إلا في علاج أو عيادة مريض أو آخذا في جهاز ميت، وخلت المساجد بمدينة القيروان".

كمما تحدث ابن الجوزي تفاصيل فظيعة عن وباء عظيم سريع الانتشار والقتل، تفشى فيما يعرف اليوم بآسيا الوسطى وأفنى فيها نحو مليونين من البشر، ثم انتشر غربا حتى قارب أرض العراق؛ فيقول: "وفي جمادى الآخرة (سنة 449هـ) ورد كتاب من تجار ما وراء النهر [بأنه] قد وقع في هذه الديار وباء عظيم مسرف زائد عن الحد، حتى إنه خرج من هذا الإقليم في يوم واحد ثمانية عشر ألف جنازة، وأحصي من مات -إلى أن كُتب هذا الكتاب- فكانوا ألف ألف وستمئة ألف وخمسين ألفا".

وفى مصر عندما انتشر الطاعون الكبير الذي وقع سنة 749هـ، ذكرى المؤرخ المصرى المقريزى في كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك": "بطلت الأفراح والأعراس من بين الناس فلم يعرف أن أحدا عمل فرحا في مدة الوباء، ولا سمع صوت غناء، وتعطل الأذان من عدة مواضع، وبقي في الموضع المشهور بأذان واحد".

وجاء في مخطوطة كتاب للقاضي المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن القرشي الدمشقي الشافعي (توفي بعد 780هـ) -بعنوان: "شفاء القلب المحزون في بيان ما يتعلق بالطاعون"- أنه حدث طاعون كبير سنة 764هـ، فـ"كان الناس به على خير عظيم من إحياء الليل وصوم النهار، والصدقة والتوبة، فهجرنا البيوت ولزمنا المساجد رجالنا وأطفالنا ونساؤنا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة