شمعي أسعد يكتب: دليل أسبوع الآلام لغير المسيحيين

الثلاثاء، 14 أبريل 2020 03:26 م
 شمعي أسعد يكتب: دليل أسبوع الآلام لغير المسيحيين شمعي أسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل المسيحيون هذه الأيام بطقس أسبوع الآلام، وهو ذكرى الأيام الأخيرة للسيد المسيح على الأرض، والاحتفال هذه السنة يختلف تماما عن عشرات وربما مئات السنين السابقة، فالكنائس مغلقة بسبب فيروس كورونا، وبالتالي سيحرم المسيحيين من ممارسة طقوس أهم أسبوع في السنة، أسبوع البصخة، وسيكون البديل هو البث المباشرة المذاع من الأديرة.

وفي هذا الأسبوع يكون لكل يوم بداية من أحد السعف حتى الأحد القادم ذكرى لحدث أو مناسبة فريدة، لذلك هو أقدس أسابيع السنة بحسب الإيمان المسيحي.

يبدأ أسبوع الآلام بعد نهاية أحد السعف (أو الزعف كما تنطق في العامية المصرية)، أو أحد الشعانين، الذي هو ذكرى دخول المسيح أورشليم، حين قابله أهلها مرحبين به، حاملين سعف النخيل، وأغصان الزيتون، هاتفين "أوصنا يا ابن داود" والكلمة "أوصنا" تعني "خلصنا" التي تنطق بالعبرية "شيعه نان" أو "شعانين" ومنها جاء اسم هذا اليوم.

أما أسبوع الآلام نفسه فله أسماء أخرى مثل: "أسبوع البصخة" أو "أسبوع الفصح" أو "البصخة المقدسة"، وكلمة "بصخة" هي النطق اليوناني لكلمة "فصح" العبرية، وكلتاهما تعني "العبور" وهي نفسها "Pass-over" بالإنجليزية، ودلالة كلمة "الفصح" عند اليهود هو "العبور" حين عبروا البحر الأحمر هاربين من العبودية في مصر إلى أرض الموعد في أورشليم "القدس"، أما "البصخة" في المسيحية فهي العبور من ظلمة الخطية لسلطان النور، أو هي الخلاص الذي تحقق بفداء المسيح على الصليب.

بعد ختام صلوات قداس "حد الزعف"، تبدأ الكنيسة فى تعليق الستائر السوداء على الأعمدة الداخلية، وعلى الهيكل الذي تسدل ستائره، حيث تنتقل صلوات البصخة إلى الخورس الثاني بها، "أي أمام الهيكل وليس بداخله"، ويرمز ذلك لكون المسيح صلب خارج أورشليم، وتبدأ صلوات البصخة مساء يوم الأحد، ويسمى ليلة اثنين البصخة.

اثنين البصخة:

وتبدأ طقوسه مساء الأحد وصباح الاثنين، ومن أحداثه التي تحييها الكنيسة من خلال صلوات هذا اليوم، أن السيد المسيح كان متجها إلى أورشليم، وفي الطريق وجد شجرة تين مورقة، فاقترب منها ليأكل فلم يجد بها ثمر، فغضب ولعنها، في إشارة رمزية لرفض العبادة الشكلية لليهود الذين كانوا يتمسكون بمظاهر التدين بلا ثمر التقوى الحقيقي، ثم ذهب إلى الهيكل وطرد منه الباعة والصيارفة مؤكدا على قدسية بيت الرب للصلاة وليس للتجارة.

ثلاثاء البصخة:

وتبدأ طقوسه مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، وهو اليوم الذي قال فيه المسيح لتلاميذه: "اعطوا ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله"، في تأكيد منه على الفصل بين ماهو واجبات وحقوق سياسية وماهو شأن ديني روحي، كما حدثهم عن أمور إيمانية كثيرة، وعن خراب أورشليم، كما أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب في الفصح بعد يومين، وبالفعل تشاور رؤساء اليهود في مساء ذلك اليوم على فكرة قتله.

أربعاء البصخة (أربعاء أيوب):

وتبدأ طقوسه مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، ويسمى أربعاء أيوب تذكارا لأيوب البار الذي صبر على آلامه كما صبر السيد المسيح على آلامه، وفيه تآمر يهوذا الخائن مع رؤساء الكهنة على تسليم المسيح، الذي وشى به مقابل ثلاثين من الفضة، وكانت القبلة هي إشارة هجوم الجنود للقبض على المسيح، فلذلك يمتنع المسيحيون فى ذلك اليوم عن المصافحة والقبلات تعبيرا عن استنكار ما فعله يهوذا.

خميس البصخة (خميس العهد):

وتبدأ طقوسه مساء الأربعاء وصباح الخميس، وهو يوم مميز جدا في المسيحية بشكل عام؛ ففيه اجتمع السيد المسيح مع تلاميذه وأسس سر التناول، فيما يعرف بالعشاء الأخير أو العشاء السري، كما غسل أرجل تلاميذه ليعلمهم التواضع، وفي نفس اليوم قبض اليهود على المسيح تمهيدا لصلبه.

وفي خميس العهد يقام طقس شهير يسمى صلاة "اللقان"، وهي كلمة يونانية تعني إناء الماء، وفي هذا الطقس تتم محاكاة غسل المسيح لأرجل تلاميذه، حيث يقوم الكاهن بغسل أرجل الحضور من الشعب، ولصعوبة هذا مع الأعداد الكبيرة يكتفي بمسح الساق بقطنة مبللة بماء اللقان المصلى عليه، أو رش الماء بالنسبة للسيدات.

الجمعة العظيمة:

وتسمى أيضا جمعة الآلام والجمعة الحزينة، وهو تذكار لرحلة الصلب، وما حدث للمسيح من عذابات على يد اليهود، ويعتبر أهم أيام السنة فى الإيمان المسيحي، وأطولهم فى صلواته وصيامه، فصلواته وطقوسه تبدأ فى الكنيسة من السادسة صباحا حتى السادسة مساء، وتقام الصلوات بالألحان الحزايني، يحاكى فيها أحداث ذلك اليوم، وهو أكثر أيام السنة تقشفا وقدسية.

سبت الفرح وأحد القيامة:

تنتهي رحلة أسبوع الآلام بسبت الفرح أو سبت النور، ففيه تم الفداء والخلاص، ويليه أحد القيامة، حيق قام المسيح منتصرا على الموت، محققا الفداء للبشرية حسب الإيمان المسيحي.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة