عادل السنهورى يكتب: غياب القيادات التنفيذية والشعبية فى القرى والريف ساهم فى سيطرة أفكار الجماعات الدينية.. 3401 قرية وأكثر من 26 ألف نجع وعزبة معظمها يشبه قرية "شبرا البهو" فى تردى الوعى الأخلاقى والصحى

الأحد، 12 أبريل 2020 09:00 م
عادل السنهورى يكتب: غياب القيادات التنفيذية والشعبية فى القرى والريف ساهم فى سيطرة أفكار الجماعات الدينية.. 3401 قرية وأكثر من 26 ألف نجع وعزبة معظمها يشبه قرية "شبرا البهو" فى تردى الوعى الأخلاقى والصحى الجيش الابيض - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى التفقدية أيضا لها رسالة شدد عليها مرات عدة فى خطاباته للشعب وهى قضية الوعى ..ويبدو أن الأزمة الحالية لدفن الطبيبة أفرزت درسا مهما للغاية يتعلق بالوعى الطبى والأخلاقى والانسانى وهى قضية مهمة للغاية طالما أن الحكومة قد بدأت فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، فالمسألة لا تتعلق فقط بالعلاج ولكنها كما تعلمنا فى الماضى بأن الوقاية تسبق العلاج وهى خير منه أحيانا كثيرا ، فالوعى الصحى جزء مهم من الوعى العام وأظن أن ما حدث فى قرية البهو مركز أجا بمحافظة الدقهلية وغيرها من بعض القرى الآخرى هو خير دليل ومؤشر على ذلك . فعدم الوعى- ولن أقول الجهل- وتدنى الثقافة الطبية والأخلاقية هو من جعل أهالى القرية يتجمهرون ويرفضون دفن شهيدة الواجب الطبيبة عبد العظيم فى مدافن القرية خوفا من العدوى.. وهى التى ضحت بروحها لعلاج أهلها وانتهى الامر بتدخل الأمن بعد مناقشات ومشاورات. وهنا وجب تقديم واجب الشكر للدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، الذى قرر إطلاق اسم الدكتورة سونيا ضحية كورونا على مدرسة شبرا البهو مركز أجا ليصبح اسمها مدرسة الدكتورة سونيا عبد العظيم عارف الابتدائية وذلك تخليدا لذكراها وتقديرا لعطائها.

ويبدو ان صدى الحملات التوعوية لدعم الجيش الابيض من الاطباء لم تصل الى القاعدة من الناس فى الريف مثلما لم تصل غيرها وهنا يبرز دور القيادات الشعبية وقادة الرأى فى هذه المناطق ودورها فى توعية الناس وربطها بكافة الحملات التى تدشنها الحكومة أو المنظمات الأهلية أو وسائل الاعلام..  وفى الاخير ستصل بنا القضية وبصراحة شديدة الى الدور التى تقوم به المحليات فى مصر

فى السابق كنا نعانى من أداء القمة الحاكمة فى مصر وأداءها الباهت..الأن نحن أمام مطلب حيوى وهو اعادة تأهيل واصلاح القاعدة الشعبية وتطوير اداءها البائس.

ويبدو ان لدينا غياب تام لدور المحليات ممثلة فى رؤساء القرى والعمد ورؤساء المدن فى مثل هذه القضايا ..فعند كل أزمة يغيب دور المسئول الأول فى القرية والمدينة ونضطر للحل من الدول المركزية ..ربما أن المحليات تيبس دورها من آخر انتخابات فى عام 2007 ولم يتم تفعيلها وتفعيل دورها طوال 13 عاما انتظار للانتخابات اجديدة وفقا للقانون الجديد لعام 2019

وهذا الملف فى رايي من اهم المفات فى مصر الذى يعد كلمة السر فى النهوض بأى دولة، فالمحليات هى القاعدة العريضة التى تتعامل مع جمهور المواطنين،  فالمواطن يتعامل مع المحليات فى كافة الخدمات سواء استخراج رخصة بناء  أو تركيب عداد مياه أو كهرباء أو أى خدمة أخرى.

والدول المتشابهه مع نظامنا المحلى أجرت  تجارب عديدة تم تطبيقها و كانت سببا رئيسيا فى إحداث تقدم غير مسبوق، منها التجربة الفرنسية والتى كانت سببا فى إحداث نهضة كبرى داخل فرنسا، حيث اهتمت بالنظام المحلى، وأعدت مجموعة من التشريعات كانت سببا حقيقيا فى التنمية، منها تفعيل المجالس المحلية الشعبية، وتطبيق اللامركزية، والتى ساعدت المسئولين فى سرعة اتخاذ القرار بعيدا عن البيروقراطية التى كانت متبعة فى هذا الوقت.

وداخل مصر هناك مشروع  قانون يسمى قانون الإدارة المحلية الجديد، تم إعداده منذ أكثر من 8 سنوات، وتم إجراء عدة تعديلات عليه، ونظمت وزارة التنمية المحلية فى فترات سابقة أكثر من مؤتمر دولى شارك فيه خبراء دوليين من فرنسا وعدة دول أخرى لشرح تجربة دولهم فى تطبيق اللامركزية وتطوير المحليات.

تفعيل دور المجالس المحلية الشعبية سيكون من شأنه إشراك الشباب فى العمل السياسى، وتدريبهم على كيفية ممارسة الحياة البرلمانية، فضلا عن أن هذه المجالس لها أدوار عديدة منها الرقابة الشعبية على المسئولين، ومراجعة كافة القرارات، بالإضافة إلى أنها تقوم بدور الموافقة على القرارات الخاصة بتنمية المحافظات وتخصيص الأراضى لإنشاء الخدمات الخاصة بالمواطنين سواء إنشاء مستشفيات أو مدارس أو أسواق تجارية تساهم فى توفير فرص العمل، كما أن توسيع سلطات هذه المجالس والتى من شأنها يكون لها الحق فى سحب الثقة من المحافظ تجبر المسئول على سرعة اتخاذ القرارات التى من شأنها تساهم فى إحداث نهضة حقيقية داخل المحافظة.

موظفو المحليات يتعاملون مع طبقة عريضة من المجتمع، وهو ما يتطلب إعادة النظر فى هؤلاء الموظفين سواء من ناحية إعادة تأهيلهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع المواطنين،  كوسيلة للقضاء على الروتين المنتشر فى هذه المجالس المحلية، أو إعداد تشريعات ولوائح جديدة وهذا هو دور البرلمان ولجنة الإدارة المحلية من أجل إحداث تنمية حقيقية داخل المحافظات تتواكب مع الإجراءات والقرارات الجريئة التى تتخذها القيادة السياسية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتجاوب السريع والفعال معها وخاصة فى الأزمات مثلما نواجهه فى الأزمة الحالية مع فيروس كورونا

فلايمكن ن تدار دولة بدون المحليات  التى تعتبر  همزة الوصل بين المواطن والدولة،

والخبراء يؤكدون ان  المحليـات هـي مدرسـة الديمقراطيـة لوجـود عالقـة مباشـرة بيـن درجـة مشـاركة المواطنيـن فـي الشـأن المحلـي والمسـتوى التنمـوي الـذي تصـل إليـه وحـدة محليـة مـا ، كمـا أن المحليـات هـي مدرسـة تخريـج الساسـة علـى المسـتوى القومـي، كما ان –وهذا هو المهم- للمحليات دور مهم في التثقيف السياسي للمواطنين

والمحليات هي مصدر المعلومات الأكثر دقة، والاعتماد على المعلومات المحلية هو أساس صنع القرارات الصحيحة فوجود نظام محلي جيد يعتبر ركيزة أساسية الستمرارية الدولة ذاتها والحفاظ عليها من الرخاوة والفشل ، ويتطلب ذلك:  تقاسم واضح للاختصاصات والصلاحيات بين الدولة والمحليات، توزيـع واضـح ومحـدد للمـوارد والايـرادات والاعبـاء الماليـة علـى جميـع المسـتويات الاداريـة فـي الدولـة سـواء قوميـة أو إقليميـة أو محليـة.بالاضافــة لتوزيــع مســئوليات التخطيــط المحلــي والتنميــة المحليــة وتوزيــع محــدد لالختصاصــات والصالحيــات لــكل مــن التنفيذييــن والشــعبيين فــي جميــع الوحــدات المحليــة

وايضا دور واضح للمواطنين سواء في عملية التخطيط أو تشكيل الوحدات المحلية أو إحداث تغيير فيها.

ثم  إدارة احترافيــة مدربــة ومهيــأة ونظــام إداري يســتجيب لاحتياجــات المواطنيــن علــى المســتوى المحلــي، بالاضافــة الــي وجــود آليــة لفــض

المنازعــات التــي قــد تنشــأ بيــن الوحــدات المحليــة المختلفــة أو بيــن المؤسســات المحليــة حتــى فــي ذات الوحــدة الاداريــة.

و تطبيـق الحوكمـة المحليـة حيـث يقـوم النظـام المحلـي علـى سـيادة أو حكـم القانـون والمشـاركة والتوافـق والمسـائلة والمحاسـبة وسـرعة الاستجابة.

علينا أن نعترف بأن تراجع دور المحليات وخاصة فى القرى والأرياف والعزب التابعة لها أدى الى تصاعد دور جماعات الاسلام السياسى مثل الاخوان والسلفيين وسيطرة نبرة الخطاب الدينى لهذه الجماعات على دور القيادات التنفيذية والشعبية فى هذه القرى وما حدث فى قرية شبرا البهو يؤكد ذلك.

فلو علمنا وفقا للارقام المتاحة أن فى مصر 1264 وحدة محلية يتبعها 3401 قرية علاوة على أكثر من 26 ألف نجع وعزبة فسوف ندرك حجم المآساه التى حدثت على مدار سنوات طويلة بدأت مع تراجع دور الدولة الممثل فى تواجد الوحدات الصحية ودورها فى التوعية الصحية وقصور الثقافة والثقافة الجماهيرية ودورها فى التثقيف والارتقاء بالذوق العام وبالتالى زيادة الوعى والانفتاح على الآخر ومراكز الشباب ثم الوحدات السياسية والحزبية التى تركت الساحة خالية أمام السلفيين والاخوان لاجراء أكبر عملية غسل أدمغة وقعت فى مصر وبدأت تداعياتها تظهر مع كل حادثة اجتماعية أو دينية أو صحية تقع فى قرى مصر  وتوظيف تلك الحوادث لصالح افكارها الرجعية

المطلوب وحتى موعد اجراء الانتخابات المحلية الجديدة هو اجراء حملة اعلامية وتوعوية ضخمة لفترة زمنية كافية فى كافة قرى مصر يشارك فيها الاعلام ووزارات الصحة والثقافة والأوقاف والشباب والازهر، واستيعاب الرموز الشبابية المؤهلة فتلك القرى باعتبارها قادة للرأى المؤثر فى الأهالى ومساعدة المصابين وعائلاتهم وتقديم الدعم المعنوي لهم للحد من التنمر . ومحاولة تأكيد المشاركة المجتمعية ومشاركة الأحزاب ودعم رجال الأعمال لعمل مزيد من المبادرات التى تسهم في علاج الأزمة ورفع شعار الأزمة مسؤوليتنا جميعا ...حفظ الله مصر من شر الأوبئة الجسدية والنفسية والعقلية ..والذين فى قلوبهم مرض.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة