أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

الإصابة بفيروس كورونا ليست جريمة

السبت، 11 أبريل 2020 11:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واقعة غير مسبوقة تلك التى شهدتها قرية بولس التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة مؤخرا، فلأول مرة نرى فى قرية مصرية اعتراضا من الأهالى على دفن ميت، فى ظل عرف ثابت ومستقر فى جميع قرى مصر يقوم على أن إكرام الميت دفنه.
الواقعة باختصار هى أن شخصا توفى عقب إصابته بفيروس كورونا فى أحد مستشفيات الحجر الصحى، وبالفعل تم نقله بسيارة مجهزة من قبل وزارة الصحة لتقوم أسرته بدفنه فى مقابر الأسرة بالقرية قبل أن يفاجأوا برفض الأهالى وتصديهم لهم، مطالبين بدفنه فى مقابر أخرى خارج القرية خوفا من انتقال العدوى إليهم.
 
من قال إن ميتا يمكن أن يتسبب بعد مواراته الثرى فى نقل العدوى إلى شخص آخر على قيد الحياة، ولو فرضنا أن الجميع فى مصر فكر بالطريقة نفسها فهل نرسل جثامين موتانا إلى الخارج؟ أم هل نقبل بحرقها كما تفعل بعض دول العالم الأخر؟!
أحسب أن الإجابات على هذه التساؤلات كفيلة بأن تعيد من أصابه بعض الشطط بفعل ما ضرب العالم اليوم من نوازل الدهر إلى رشده. 
 
المشهد فى مجمله وإن كان يحوى قدرا كبيرا من الهلع من الفيروس الذى يواصل انتشاره فى كافة أرجاء المعمورة، فإنه يعبر بشكل أو بآخر عن حالة من التنمر اللاشعورى الذى يمارسه اليوم البعض تجاه المصابين بفيروس كورونا .
كما أن المرض أيا كان نوعه ليس عيبا، ولم يكن كذلك فى يوم من الأيام، خاصة أننا بصدد فيروس سريع الانتشار، ويمتلك شفرة جينية لم يتمكن العلماء من فك لغزها حتى الساعة.
 
كافة الجهود التى تبذلها الدولة بجميع أجهزتها، وجميع القرارات التى تم اتخاذها منذ أن بدأت نذر الخطر تسعى لهدف رئيسى هو أن تبقى أنت آمنا لتحافظ على أهل بيتك وعشيرتك الأقربون حتى تنتهى الساعات الصعاب، ولكن فى الوقت نفسه ليس مطلوبا منا جميعا سوى الدعم النفسى والمعنوى والمادى للمقاتلين فى الصفوف الأولى، والذين يخاطرون بأرواحهم وأرواح أسرهم لحماية حياتنا وحياة أسرنا، وكذلك من ابتلاهم الله بوباء العصر.
 
هل فكرت يوما فى حال أسرة أصاب أحد أفرادها هذا الفيروس الملعون فحول ليلها إلى نهار، وسكينتها إلى ساعات من الرعب والقلق؟ .
 
هل فكرت يوما فى حال من فقد أبا أو أختا أو ابنا أو زوجة بسبب كورونا، هل تعرف ما هى مشاعر من له أخ أو حبيب يصارع اليوم المرض فى أحد مستشفيات العزل على أمل فى الشفاء؟ .
 
أحسب أن كل هؤلاء يحتاجون منا لشىء واحد هو أن نبتهل إلى الله تعالى أن يمن عليهم بالعافية، التزامك الكامل بالإجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى إليك لا يتعارض إطلاقا مع تعاطفك كإنسان مع ما من أصابه المرض بمشيئة الله بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، فما بالك إذا كان أحد أبناء وطنك، وربما لو دققت النظر جيدا ستكتشف أنه كان فى يوم من الأيام رفيق أو صديق أو ربما أنه أحد أقاربك أو أصهارك، ولكن الثابت فى كل الأحوال أنه إنسان فى لحظة شدة يحتاج منا جميعا أن نقف بجواره حتى ينتصر على مرضه.
 
التنمر بمرضى كورونا مجرم أخلاقيا ودينيا وقيميا، ولعل الحملة التى أطلقتها "صوت الأمة" فى هذا الإطار تدق جرس الإنذار إلى خطورة الأمر حيث ربما تدفع هذه الطريقة غير السوية فى التفكير البعض إلى إخفاء حقيقة إصابتهم بالفيروس خوفا من نظرة المجتمع، وهو ما يمكن أن يتسبب فى حالة حدوثه لا قدر الله فى كارثة تتمثل بزيادة رقعة انتشار المرض وحصده لأرواح الأبرياء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة