فى ظل الظروف الراهنة التى يشهدها العالم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر البحث عن جملة "المسيح الدجال" وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة أن السوشيال ميديا مشغولة بالبحث عن نهاية العالم بطريقة غريبة كأنها النهاية بالفعل، والملاحظ فى أمر المسيح الدجال أن كثيرا من المسلمين يتوقعون ظهوره فى نهاية العالم مع أنه لم يرد نص قرآنى يدل على ذلك.. فم أين يستمدون معلوماتهم؟
من هو المسيح الدجال؟
المسيخ الدجال فى العقيدة اليهودية هو ابن الشيطان، وهو ابن امرأة يهودية من قبيلة دان بسوريا استنادا إلى رواية يعقوب ونبوءة يوحنا فى الإصحاح السابع، وسيظهر هذا الدجال فى فى نهاية العالم، وهو العدو اللدود للمسيح.
أما فى الإسلام فقد ورد ذكره فى بعض الأحاديث إلا أنه لم يذكر فى القرآن، وقد أجاب ابن حجر على ذلك فى كتابه "فتح البارى"، حسبما نقل عنه الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أنه اشتهر السؤال عن الحكمة فى عدم التصريح بذكر الدجال فى القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى فى الصلاة، وأجيب بأجوبة: أحدها: أنه ذكر فى قوله تعالى "يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا" فقد أخرج الترمذى وصححه عن أبى هريرة رفعه: ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها".
وثانى الإجابات "قد وقعت الإشارة فى القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم فى قوله تعالى "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ»، وفى قوله تعالى: "وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ»، وصح أنه الذى يقتل الدجال فاكتفى بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب المسيح كعيسى، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى".
وثالث الإجابات "كما أنه ترك ذكره احتقارا، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذى قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة فى ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقينى بأنه اعتبر كل من ذكر فى القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا".
فى الأحاديث النبوية؟
أما عن الأحاديث النبوية الواردة فى المسيح الدجال، فقد ورد ذكره فى 7 أحاديث هي:
1- عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِى أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ" رواه البخارى برقم 6508.
2- وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهرانى الناس فقال: "إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " رواه البخارى برقم 3184 .
3- وفى الحديث الطويل الذى رواه النواس بن سمعان رضى الله عنه قال: "ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ" فقال فى وصف الدجال: "إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ - شديد جعودة الشعر- عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّى أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ" رواه مسلم برقم 5228 .
4- وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّى قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " رواه أبو داود برقم 3763.
5- وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلالَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَأٌ - إنحناء - " رواه أحمد برقم 7564 .
6- وفى حديث حذيفة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ - مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ " رواه مسلم برقم 5222 .
7- وفى حديث أنس رضى الله عنه: قال النبى صلى الله عليه وسلم: "مَا بُعِثَ نَبِى إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ " رواه البخارى برقم 6598.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة