الفضيحة اسمها "قطر".. فيلم وثائقى يخترق جحيم العمالة الأجنبية فى دولة تنظيم الحمدين ويكشف أهوال 2 مليون عامل أجنبى يعيشون تحت خط الإنسانية.. وخداع دويلة الفتن لمنظمات العمل الدولية والفيفا

الإثنين، 30 مارس 2020 08:44 م
الفضيحة اسمها "قطر".. فيلم وثائقى يخترق جحيم العمالة الأجنبية فى دولة تنظيم الحمدين ويكشف أهوال 2 مليون عامل أجنبى يعيشون تحت خط الإنسانية.. وخداع دويلة الفتن لمنظمات العمل الدولية والفيفا تميم
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دائما ما نقول "ما خفى كان أعظم" لكن هذا الذى "خفى أراد الله له أن يكشف على يد هذا الفيلم الوثائقى الشجاع الذى استطاع أن يخترق العوالم الخفية لدولة قطر وأن يثبت تلاعبها بالمجتمع الدولى وممارساتها للكثير من التضليل والكذب فيما يتعلق بملف العمالة الأجنبية التى تعيش فى قطر تحت خط الإنسانية.

مقابلات حية مع ضحايا النظام القطرى، لقاءات متخفية، صور بليغة للأماكن التى يعيش فيها هؤلاء المعذبون فى الدوحة، وثائق وصور وشهادات تثبت أن حكومة قطر مارست النصب العلنى على العالم، غالبية العمال من نيبال والهند وبنجلادش، ظهرت وجوههم التى صورت بكاميرات خفية مغطاة لأنهم كانوا يخافون من انتقام النظام القطرى، يعيشون برواتب ضعيفة وسكن مزرى بلا جوازات سفر ليغادروا وبلا أموال ليعيشوا.

وقال عاملين من دولة نيبال، إنهما يعيشان على الخبز والمياه فحسب، شهر بعد شهر كل شيء يصبح أسوأ، لا يستطيعان أن يشتريا أى شيء لأنهم لا يتحصلان على رواتبهما، لا يستطيعان الاتصال بأقاربهما لأن شركاتهما لا تمنحهم الرواتب المتفق عليها، وأضافا: نعمل منذ أربعة أشهر على أمل أن نحصل على الراتب، وحينما لم نحصل على شيء انقطعنا عن العمل، وحينما طالبنا بمستحقاتنا قال لنا مديرنا: "أذهبا إلى شركة أخرى"، لكن هذا أيضا كان مستحيلا لأن شركتنا كانت تحتجز أوراقنا الرسمية.

دولة الوعود الكاذبة، هذا ما يجب أن يطلق على قطر بعد هذا الفيلم الوثائقى المهم، حيث يرصد الفيلم تاريخ التلاعب فى ملف العمالة الأجنبية فى قطر، ويقول إنه فى عام 2014 أعلنت قطر على إصلاحات فى ملف الكفالة الذى يمكن الكفيل من التحكم فى العمال، وأورد الفيلم التصريحات الرسمية التى تؤكد هذا الإلغاء والتى يؤكد فيها المسئولون القطريون أن احتجاز جوازات السفر أمر غير شرعى ويعرض من يفعله للغرامة بخمسين ألف ريال، وبعدها تم الإعلان عن الحد الأدنى للأجور فى قطر وهو ما يعادل 180 يورو، ثم أنشأت قطر هيئة لاستقبال شكاوى العمال فى 3 أسابيع، وهو ما خدع منظمة العمل الدولية التى اعتبرت أن هذه الإجراءات مبشرة، لكن قطر كانت تضمر شيئا آخر.

من هنا ينطلق التحقيق المصور إلى آفاق أخرى، حيث أراد أن يثبت ما الذى فعلته قطر بالفعل فى هذا الشأن وما الذى خالفته، وهنا كانت المفاجأة.

ظهرت معسكرات إقامة العمال وكأنها حظائر، ثم أخبروهم أن أى شخص يقترب من المعسكر دون تصريح يعرض نفسه للسجن، ثم يعرض الفيلم الفرق ما بين مساكن العمال الحقيقية ومساكن العمال المزيفة، لندرك أن الفارق بينهما شاسع ورهيب، يكاد يقترب من الفارق ما بين الجنة والنار، كما ظهر حديث العمال المختارين بعناية وكأنه تمثيل يعتريه الارتياب.

حمام واحد لكل 200 عامل، روائح كريهة فى كل مكان، أسرة متكسرة، قمامة تحتل المشهد، الحشرات الميتة فى كل مكان، 8 أشخاص فى غرفة واحدة، ثم التقى صناع الفيلم مع مجموعة كاملة من العمال، فأكدوا لهم أنهم يعيشون فى حياة بائسة بلا أموال ولا رعاية والمحبكة القطرية لم تساعدهم، وشركة ديزاين التى يعلمون لها تحتجز جوازاتهم،  أما المفاجأة فكانت فى استعراض الرسائل الإلكترونية التى تثبت تحويل مرتباتهم بكم. 

"أحيانا نتمنى أن نكون ميتين" هذا رأى أحد العمال الذين قابلهم الفيلم والذى أكد أنه لا يستطيع أن يعيش ولا يستطيع أن يرسل أموالا إلى أمه أو زوجته، ولم يكتف هذا الفيلم باستعراض أقوال العمال بل ذهب إلى زوجاتهم فى نيبال، وقد أكدت زوجة أحد العمال أنها لم تتحصل على أموال منذ 8 أشهر، وقبل ذلك كان يرسل لها ما يعادل من 120 : 160 يورو شهريا.

ولم يكتف الفيلم تصوير العمال الأجانب الأحياء فى قطر فحسب، بل صور أيضا التوابيت التى تعود من دولة تنظيم الحميدين، مؤكدا أن قطر قتلت حوالى 110 من العمال هذا العام، بينما يصل العدد إلى 1426 قتيل فى السنوات العشر الأخيرة من نيبال وحدها ثلثهم يموتون بالسكتة القلبية نتيجة العمل الشاق.

تتحول الصورة شيئا فشيئا إلى السواد، ويخيم الموت، حيث يستعرض الفيلم الكثير من وقائع الموت والتى يؤكد العمال من خلالها أنهم كانوا يعلمون دون أية إجراءات حماية أو رعاية أو أمان فى شركة "تواصل" وأن تلك الشركة كانت تعاقبهم إذا ما اشتكوا بالوقوف فى حرارة الشمس المرتفعة وهو ما كان يؤدى إلى الكثير من المضاعفات الصحية، كانت يصل إهمالها فى الكثير من الأحيان إلى موت العمال وقوعا من الأماكن المرتفعة، ثم ينتهى الفيلم بما يوحى أن هناك شبهة تواطؤ بين قطر والاتحاد الدولى لكرة القديم "الفيفا"، حيث يعرض تصريحات "جيانى إنفانتينو" رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم والتى يزعم فيها أن أحوال العمال تحسنت، بينما تستعرض الصور مشاهد الموت للعمال.

 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة