أكرم القصاص - علا الشافعي

ريم عبدالحميد

رغم مأساة الوباء.. شكرا كورونا لهذه الأسباب

الأحد، 29 مارس 2020 01:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن تفشى وباء كورونا هو مأساة عالمية بكل المقاييس، فرغم كل الخسائر الاقتصادية الفادحة التى تعانى منها دول العالم، ورغم الشلل الذى أصاب الحياة فيها بسبب الإجراءات الصارمة التى تم اتخاذها لمواجهة المرض، تظل المصيبة الكبرى هى الأرواح التى تزهق يوما بعد يوم والآلاف الذين فقدوا أحبائهم ويخشون أن يخسروا المزيد.

 

 لكن وسط هذا الظلام الدامس، تظهر إيجابيات وبارقة أمل ودروس مستفادة، أهمها وأولها أن لا أحد فى مأمن من الوباء، وأن التعاون واليد الواحدة هما السبيل الأول والوحيد لمواجهة هذا الفيروس القاتل، وأن الدول مهما بلغت قوتها لا يشفع لها تفاخرها بقوتها العظمى أمام القوة الفتاكة لكورونا فى ضرب أنظمتها الصحية واقتصادها وربما فى النهاية خسارتها هذه القوة.

 

 وفى مصر، أرى أن الجائزة الكبرى التى يمكن أن نخرج بها من هذه الأزمة، بعد اجتيازها بإذن الله، هى ثقة المواطن المصرى فى أن لديه حكومة قوية قادرة علي الدفاع عنه ومساندته وقت الشدة، وتضع صحته فى المقام الأول قبل أى شىء. وأصبح لدينا، ولأول مرة تقريبا، إدارة حقيقية وفعالة للأزمات، ورأينا الرئيس يتحرك بثبات وهدوء وحكمة للتعامل مع تطورات غير مسبوقة، دون أن يبث الذعر فى نفوس مواطنيه مثلما فعل رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، أو يهون من الكارثة مثلما فعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. بل حظى تعامله مع ظهور كورونا بالإشادة من المؤسسات العالمية، فى مقدمتها منظمة الصحة العالمية رغم كل المحاولات لتشويه الجهود المصرية لمواجهة الفيروس واتهامها بإخفاء الحقائق.

 

كان جيلنا دائما، جيل الثمانينيات، الذى شاهد وعاصر أحداثا وأزمات كثيرة منها زلزال 1992 وموجة الإرهاب ثم ثورة يناير وما أعقبها، يتمنى دائما أن تكون لديه حكومة تتحرك وفق خطط مدروسة بدون قرارات عشوائية غير محسوبة يكون فيها للمواطن الأولوية القصوى، وأن تكون كل الأطراف المعنية من وزارات ومؤسسات تتحرك وفقا مخطط واحد، تنتقل عبر مراحله بسلاسة رغم المهمة الشاقة التى تقع على عاتقها.

 

 أزمة كورونا، ورغم الأضرار والضغط على ميزانية الدولة التى أعلنت حزمة إجراءات اقتصادية لدعم الجهات المتضررة، إلا أنها زرعت الثقة لدى المواطن المصرى البسيط بأن حكومته لن تتوانى عن مساندته وحمايته، ويبقى للمواطن أن يقوم بدوره فى الالتزام بكافة تعليمات وزارة الصحة والصبر على المسئولين الذين يعملون فى ظل ضغوط هائلة وحملات شرسة عبر السوشيال ميديا تكاد أن تضيع فيها الحقائق وسط سيل لا يتوقف من الأخبار الكاذبة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة