علاء عبد الهادى

الوجه الآخر لـ كورونا

الأحد، 29 مارس 2020 12:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل لـ كورونا وجه آخر غير الوجه القبيح الذى نعرفه، الذى ظهر لنا فجأة كشبح متعطش للقتل فى ليلة ظلماء؟.

بالفعل نحن فى أزمة أو كارثة حلت بكوكب الأرض، ولا منجاة لأحد، الكل أصابه الضرر، ولكن بدرجات متفاوتة.. إن عاجلا أو آجلا سوف تخرج مصر بإذن الله من الكارثة، أصلب عودا وأقدر على مواجهة تحديات المستقبل، أنا متفائل، ولست متشائما، مصر قوية، وبنيتها الأساسية قادرة وعفية وتستطيع تجاوز الأزمة، ورغم كل شيء عرفنا الفيروس القاتل أهمية الاهتمام بالنظافة الشخصية، والنظافة العامة، فى وقت كان البعض تبعد سلوكياته الشخصية عن النظافة بكثير، كما اهتم الناس بصحتهم العامة وصحة ذويهم، الآن تركب المترو، تجد غالبية الناس يرتدون قفازات ويضعون كمامات على وجوههم، وتوقف  الناس عن القبلات والعناق " بسبب وبدون سبب " خوفا من تفشى المرض..

 كشف لنا فيروس كورونا خطورة الفوضى التى كنا نعيش فيها: أكل فى الشارع، بدون حد أدنى من الاحتياطات الصحية، ومقاهى تقدم السموم لروادها على مدار الساعة، وشيشة تنقل الأمراض وعلى رأسها فيروس كورونا وغيره.. رب ضارة نافعة، الناس تفاعلت إيجابيا مع قرار رئيس الوزراء لمحاصرة المرض بوقف الكافيهات والكافتيريات والمقاهى العامة وأماكن اللهو والمطاعم من السابعة مساء، وطالبوا باستمرار هذ القرار حتى بعد انكشاف جائحة كورونا، الفيروس أعادنا الى إنسانيتنا وأعادنا قهرا الى بيوتنا وأسرنا، أعاد الأب الى بيته بدلا من السهر على المقهى، واعاد شبابنا الى أحضان الأسرة بعد ان فضل عليه أحضان الشلة متسكعا على الكافيهات الى وقت متأخر من الليل .. الخوف من الفيروس اعاد إلينا دفء الأسرة الذى غاب واختفى مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعى.

 اعتقد أن مصر ستكون افضل بعد جلاء هذا الشبح المخيف: كل جامعاتنا ومدارسنا وأماكن العمل الحكومى، وحتى دور العبادة خضعت للتطهير، وارتفعت فيها مستويات النظافة العامة سواء على مستوى التجهيزات أو مستوى السلوكيات "يا روح ما بعدك روح" الناس أدركت مرغمة خطورة التهاون، كل شىء تتجدد دماؤه، وترتفع كفاءته، الجو نفسه أصبح أكثر نقاء بعد أن خفت حركة السيارات، وهجع المواطنون فى بيوتهم، وقل استهلاك التربة التى جددت شبابها مع موجة التغيرات الجوية الأخيرة..

هذا هو الوجه الجيد الذى رأيته ابتلاء الكورونا، ولكن هناك وجه أكثر قتامة، تمثل فى سلوكيات بعض المتاجرين بالأزمة، لا أفهم كيف يسمح ضمير تاجر باحتكار اية سلعة تحت دعاوى أن هناك طلب عليها، إذا كان هامش ربحك معروف لماذا تضربه فى خمسة أضعاف أو أكثر، وماذا نسمى هذا غير أنه احتكار صريح نهى عنه الإسلام، وللرسول الكريم احاديث كثيرة، وآيات أكثر تتوعد هؤلاء، وما أكثرهم، بنار جهنم، ولكن ماذا عن نار الدنيا؟، تابعت تصريحات رئيس الوزراء فى هذا الشأن ولكنى أطالب بقبة أكثر قوة تجاه هؤلاء لأن تهمتهم تعادل تهمة من يعبث بالأمن القومى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة