6 أخطاء وقعت فيها إسبانيا جعلتها بؤرة لفيروس كورونا.. استهانة رئيس الطوارئ الطبية بتفشى المرض.. اختلاط 2500 مشجع إسبانى بـ40 ألف إيطالى..المقاهى امتلأت بالناس لنهاية فبراير.. وتنظيم أحداث رياضية وسياسية فى مارس

الجمعة، 27 مارس 2020 11:30 م
6 أخطاء وقعت فيها إسبانيا جعلتها بؤرة لفيروس كورونا.. استهانة رئيس الطوارئ الطبية بتفشى المرض.. اختلاط 2500 مشجع إسبانى بـ40 ألف إيطالى..المقاهى امتلأت بالناس لنهاية فبراير.. وتنظيم أحداث رياضية وسياسية فى مارس 6 أخطاء وقعت فيها إسبانيا جعلتها بؤرة لفيروس كورونا
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعيش إسبانيا واحدة من أحلك اللحظات وأكثرها إثارة فى التاريخ الإسبانى الحديث، وذلك فى ظل الأرقام المتتالية الصادمة للإصابات والوفيات التى تقع بين المواطنين الإسبان بسبب تفشى وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث احتلت إسبانيا موقعًا متقدمًا مقارنة بإيطاليا، بعدما تم تسجيل 769 حالة وفاة جديدة فى إسبانيا جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فى أكبر زيادة يومية تشهدها أعداد الوفيات حتى الآن.

وأصبحت إسبانيا الآن نقطة ساخنة للوباء العالمى، وهو لقب خبيث انتقل من بلد إلى آخر على مدى أربعة أشهر - بدءًا من ووهان، إلى باقى مدن الصين، ثم انتقل عبر إيران وإيطاليا، بينما يتحرك غربًا، دون أن نعرف من سيكون التالى الذى يحمل هذا اللقب.

لكن ماذا حصل؟، لقد شاهدت إسبانيا ما حدث فى الصين وإيران، كما أن إيطاليا قريبة منها، على بعد 400 ميل فقط عبر البحر الأبيض المتوسط، وكانت إيطاليا على وجه الخصوص بمثابة مثال وتجربة حية على كيفية انتشار الفيروس بسرعة وحشية داخل أوروبا، ومع ذلك، لا يمكن أن يلوم الإسبان هذا القرب مع إيطاليا، حيث لا توجد حدود برية مع إيطاليا.

وقد تفشى الفيروس القاتل فى إسبانيا بهذه الطريقة الوحشية، فى حين أن فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا، وهى دول تقوم بعمل جيد فى مواجهة الفيروس القاتل، رغم أن لديها حدود مشتركة مع إيطاليا، لذا يشير تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، لعدة أسباب قد تكون هى الأسباب الحقيقية وراء تفشى فيروس كورونا المستجد بهذه الصورة الكبيرة فى إسبانيا.

3498

استهانة السلطات بخطورة تفشى فيروس كورونا فى إسبانيا

ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، "فى الواقع، أحد أسباب تفشى المرض هو الاستجابة المتأخرة للبلاد، حيث اعتقدت إسبانيا أنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية.. فقد قال الدكتور فيرناندو سيمون، رئيس قسم الطوارئ الطبية فى مدريد، فى 9 فبراير: "لن يكون لدى إسبانيا سوى عدد قليل من الحالات"، لكن بعد 6 أسابيع، قدم أرقامًا يومية لمئات الوفيات.. ويبلغ عدد القتلى للفرد بالفعل ثلاثة أضعاف عدد القتلى فى إيران، و40 مرة أعلى من الصين".

الاختلاط بسكان دول موبوءة مثل إيطاليا

أما السبب الثانى فكان يوم 19 فبراير، عندما اختلط 2500 من مشجعى كرة القدم فى فالنسيا مع 40.000 من مشجعى أتالانتا فى مباراة دورى أبطال أوروبا فى بيرجامو، بإيطاليا، والتى وصفها عمدة المدينة الإيطالية جورجيو جورى، بأنها "القنبلة" التى فجرت الفيروس فى لومباردى، وفى إسبانيا، كان لاعبو فالنسيا والمشجعون والصحفيون الرياضيون من بين أول من مرضوا.

المقاهى والحانات مفتوحة للجميع فى إسبانيا حتى أواخر فبراير 2020

ويضيف التقرير "قد يكون السبب الرئيسى للانتشار السريع عبر إسبانيا، دنيويًا تمامًا.. لقد كان ربيعًا معتدلًا ومشمسًا بشكل غير عادى فى أواخر فبراير وأوائل مارس، مع درجات حرارة أعلى من 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت)، وكانت مقاهى وحانات الرصيف فى مدريد مكتظة بالناس، والذين كانوا يعانقون ويقبلون بعضهم، ويثرثون على بعد بوصات فقط من وجوه بعضهم البعض.

4000

تنظيم أحداث رياضية ومؤتمرات حزبية قبل إغلاق البلاد

وفى 8 مارس، قبل أسبوع واحد فقط من إغلاق البلد، جرت أحداث رياضية ومؤتمرات حزبية سياسية ومظاهرات ضخمة للاحتفال باليوم العالمى للمرأة، وبعد ثلاثة أيام، طار حوالى 3000 من مشجعى أتلتيكو مدريد معًا لمباراة أخرى فى دورى أبطال أوروبا فى ليفربول.

الاستجابة المتأخرة بإغلاق البلاد وفرض الحظر للوقاية

ومن بين الأسباب الرئيسية أيضًا فى تفشى المرض بهذه الصورة، ردة فعل حكومة بيدرو سانشيز بقيادة الاشتراكيين فى وقت متأخر وبشكل أخرق - حسب وصف "الجارديان" - وذلك فى ظل افتقار البلاد إلى المعدات الأساسية، فكانت لا تزال تسعى السلطات لاتاحة أجهزة التنفس والملابس الواقية للأطباء واختبارات فيروسات التاجية.

ولفت تقرير "الجارديان، إلى أن الفيروس قد كشف عن عيوب عميقة أيضًا فى نظام الرعاية الإسبانية، حيث يجب أن تحقق منازل كبار السن الخاصة أرباحًا أثناء فرض أسعار على الأشخاص يمكنهم تحملها - والتى قد تكون معاشًا أساسيًا يزيد قليلاً عن 9000 يورو (9.900 دولار / 8200 جنيه إسترلينى)، ونتيجة لذلك، كان هؤلاء يعانون من نقص فى الموظفين وغير مستعدين وسرعان ما واجهوا صعوبة أمام الفيروس القاتل، وبلغت معدلات الوفيات 20%، حتى تم إرسال الجيش، ووجد بعض الأشخاص يرقدون ميتين فى أسرتهم.

وتتمتع إسبانيا بنظام رعاية أولية رائع، لكن مستشفياتها تعرضت لعقد من التقشف منذ الأزمة المالية، كما لديها فقط ثلث أسرة المستشفيات للفرد التى تقدمها النمسا أو ألمانيا، لكن هذا لا يزال أكثر من المملكة المتحدة ونيوزيلندا والولايات المتحدة.

4910

سوء التنسيق بين السلطات الإسبانية لاحتواء المرض

وعندما أعلن سانشيز، أنه سيستدعى سلطات الطوارئ، استغرق الأمر أكثر من 24 ساعة لوضعها فى مكانها - وفى ذلك الوقت كان جزء من سكان مدريد والمدن الأخرى قد تفرقوا فى جميع أنحاء البلاد.

ويعنى سوء التنسيق هنا، أن حكومة مدريد الإقليمية، أغلقت الجامعات والمدارس فى وقت سابق من ذلك الأسبوع الذى أعلن فيه الحظر بكامل البلاد، مما جعل الناس يستمتعون بالتنزه وعاشوا أجواء العطلات حيث كانت الحانات والحدائق ممتلئة وغادرت العديد من العائلات إلى منازلهم الشاطئية.

واستمر الحال هكذا حتى تم تطبيق الإغلاق الذى بدأ فى 14 مارس بكفاءة مع غرامات الشرطة والضغط الشعبى، ونتيجة لذلك، سيبدأ منحنى القتلى المروع فى إسبانيا فى الاستقرار قريبًا، ويقول الوزراء إنه يجب البدء فى تخفيف الإجراءات عندما ينتهى الحجر الصحى لمدة شهر فى 11 أبريل، ومع ذلك، لا يتوقع أحد العودة إلى الحياة الطبيعية.

5138
 

وأوضح تقرير الصحيفة البريانية، أنه "عندما ينتهى هذا الوباء، ستكون إسبانيا هشة للغاية.. فعندما ضربت الأزمة المالية عام 2008، ارتفعت البطالة إلى 27%، وقفز الدين العام إلى الأعلى وكان الانحدار نحو الركود من بين الأسوأ فى أوروبا.. وسيحدث نفس الشىء هذا العام".

وتابع "الحلول التى فرضت قبل عقد من الزمان - التقشف وخسائر الوظائف وخفض الرواتب - لن يتم التسامح معها.. ولقد حسب الاقتصادى تونى رولدان، أن إسبانيا بحاجة إلى قرض بقيمة 200 مليار يورو من آلية الاستقرار الأوروبية (ESM) ، لكن هذا يجب أن ينتظر.. ففى الوقت الحالى، يجب على إسبانيا التغلب على الفيروس، فرغم أن ما تعيشه البلاد الآن هو أصعب لحظة، ولكن قد يكون هناك أسوأ فى المستقبل".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة