سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 مارس 1953.. وفاة إبراهيم ناجى «العاشق الذى مات حيا» وانفجرت شهرته شعبيا بغناء أم كلثوم قصيدته «الأطلال» بعد 13 عاما من وفاته

الثلاثاء، 24 مارس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 مارس 1953.. وفاة إبراهيم ناجى «العاشق الذى مات حيا» وانفجرت شهرته شعبيا بغناء أم كلثوم قصيدته «الأطلال» بعد 13 عاما من وفاته إبراهيم ناجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضع الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى أذنه على صدر أحد مرضاه الساعة الحادية عشرة صباحا، ثم سقط فجأة يوم 24 مارس، مثل هذا اليوم، عام 1953.. تذكر جريدة «الشرق التونسية» على لسان ابنته «أميرة» فى عددها 18 يونيو 2005 : «من عجائب المصادفات أنه قبل وفاته وصف فى مقالاته موت ستالين «رئيس الاتحاد السوفيتى» الذى توفى يوم 5 مارس 1953، وزكى مبارك الأديب والشاعر الذى توفى يوم 23 يناير 1952، وشعر أنه سيموت بنفس الطريقة خلال أسبوع، وقال لأمى: «أصيبت بذبحة مرتين، واستطعت أن أنقذ نفسى، ولكن الذبحة الثالثة لن أمر منها بسلام، وأوصى أمى وتوفى فى نفس الأسبوع». 
 
اشتهر «ناجى» بلقب «الشاعر الطبيب» أو«الطبيب الشاعر»، وهو من مواليد شبرا بالقاهرة31 ديسمبر1898 لأسرة القصبجى المعروفة بتجارة الخيوط المذهبة، وتخرج من كلية الطب عام 1923، وافتتح عيادة بميدان العتبة، وكان منصبه الأخير، رئيس القسم الصحى فى وزارة الأوقاف المصرية.
 
يراه الشاعر «حسن توفيق» فى مقال «خمس قصائد حب مجهولة» المنشور فى مجلة الهلال، يونيو 1977: «العاشق الذى مات حيا، وعاش خلال سنوات حياته فراشة معذبة حائرة تنتقل من غصن إلى آخر،عساها أن تجد الزهرة المنشودة التى تستقرعليها، كان ينطلق انطلاقة جامحا بغية أن يرتوى من الحب، وكان مجال الوسط الفنى خصبا لبحثه عن الارتواء الروحى، لكن هذا المجال لم يكن يخلق فى أعماقه سوى الزفرات، والحسرات التى تزيد من إحساسه بالحرمان الروحى فى كل تجربة يخوضها مع فنانة أوكاتبة من الكثيرات اللواتى التقى بهن، أعجب بالممثلة الكبيرة أمينة رزق، وكتب عنها قصيدة «نفرتيتى الجديدة»، وكتب قصيدة «وداع المريض»، وكانت ملهمتها الممثلة زينب صدقى، كما أغرم بزوزو حمدى الحكيم، وزوزو ماضى، وتغنى بغرامياته فى قصائده الشهيرة، وكتب قصيدة «بالله مالى ومالك» فى الفنانة «سامية جمال».
 
الحالة التى يرصدها «توفيق» ربما تفسر لنا معارك حول الرجل وأشعاره، منذ معركة ديوانه «وراء الغمام» عام 1934 وحتى الجدل الذى تفجر بسؤال: «من هى ملهمته فى أغنية الأطلال التى غنتها أم كلالثوم بروعة عام 1966 ولحنها بعبقرية رياض السنباطى».
 
وعن معركة «وراء الغمام»، يذكر «توفيق» فى مقدمته «الأعمال الشعرية المختارة– إبراهيم ناجى»، أنها بدأت من طه حسين بقسوة مغلفة بكلمات رقيقة، إذ قال فى جريدة الوادى، يونيو 1934: «صاحب الديوان، شاعر هين، لين، رقيق، حلو الصوت، عذب النفس، خفيف الروح، ولكن إلى حد لا يستطيع أن يتجاوز الرياض المألوفة، هو شاعر حب رقيق، لكنه ليس مسرفا فى العمق ولامسرفا فى السعة»..أما العقاد فقال: «أظهر ما يظهر من سمات هذه المجموعة الضعف المريض والتصنع»، واصفا أسلوبه بـ«البكائية والرخاوة المريضة».
 
رد «ناجى» على «طه حسين»: «لو سألت نفسك عن أحب الكتب إليك، قلت: الأيام، لماذا؟ لأنها قصيدتك الكبرى، فيها دموعك، وضعفك كذلك، هى أقوى ما كتبت».. على أثر ذلك أعلن أنه سينصرف عن الشعر والأدب، قائلا: «غدا فراغ، غدا يمشى الطبيب إلى قبر الأديب الذى كان ذات يوم هو نفسه ،وقد حمل فى يده زهورا».. لكنه لم يتحمل الابتعاد طويلا فعاد إلى الشعر، لكن شهرته شعبيا انفجرت بعد وفاته بـ13 عاما مع أغنية «الأطلال»، ومعها انفجر البحث عن ملهمته التى جعلت كل هذه العذوبة فى هذه القصيدة.
 
 ينقل الكاتب الصحفى، محمد رجب، فى مقال «أنا ملهمة شاعر الأطلال» فى «أخبار الأدب 6 أكتوبر 2012» على لسان الفنانة زوزو حمدى الحكيم أنها ملهمة «الأطلال»، و«أنه كان يدون قصة حبه لها بأبيات من القصيدة خلف الروشتة كلما زارته وهى تتوارى خلف الفحص الطبى».. غير أن حسن توفيق يذكر رواية مغايرة فى «إبراهيم ناجى لم يعشق غير زهرة المستحيل» المنشور فى «ديوان العرب- إلكترونية -24 مارس 2013 .. يقول: «فى السنوات الأخيرة من حياة صالح جودت «صديق ناجى»، كانت علاقتى به وثيقة، على الرغم من اختلاف الأهواء والثقافة والنشأة والأجيال، وفى جلسة حميمية معه سألته عن ملهمة الأطلال، فأكد لى أن ناجى لم يكتب رائعته من وحى أية ممثلة من اللواتى أدعين ذلك الادعاء، وقال لى إنها من وحى حبه الأول «ع .م» فاستفسرت منه عنها، فأخبرنى باسمها، ورجانى أن أحتفظ بالأمر سرا، لأنها مازالت على قيد الحياة، ولأن ناجى كان يحبها من جانبه هو فحسب».. يؤكد توفيق: «بعد رحيل «جودت» سألت الأخ الأصغر لناجى، وهو المهندس الراحل حسن ناجي، فأكد ما ذكره «جودت»، والآن وقد رحلت أجد أن من حقى أن أذكر اسمها وهى «عنايات محمود الطوير».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة