يسار ثورى وسط معتدل يمين محافظ.. هل تتفق أن الإسلام بدأ كذلك؟

السبت، 21 مارس 2020 07:00 م
يسار ثورى وسط معتدل يمين محافظ.. هل تتفق أن الإسلام بدأ كذلك؟ الكعبة المشرفة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما يقوم البعض بقراءة التاريخ بنظريات جديدة، لكن قراءة الأديان وتفسيرها بهذه النظريات هل تتفق معه.. هذه إشكالية كبرى، فمثلا كيف نقرأ أن الإسلام كان في بدايته صراع بين يسار ثورى وسط معتدل يمين محافظ؟
 
نعتمد فى هذا التقرير على ما كتبه أحمد عباس صالح فى كتابه "اليمين واليسار فى الإسلام" الذى صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت سنة 1973.
 
يقول الكتاب فى مقدمته "اصطلاح اليمين للدلالة على المحافظين واصطلاح اليسار للدلالة على الثوريين، اصطلاح غربى يرجع إلى قيام أول هيئة برلمانية فى العالم الغربى حيث جلس المحافظون فى اليمين وجلس المعارضون فى اليسار، ومنذ هذا التاريخ والكلمة تتغير وتتطور فى إطار معناها هذا إلى أن أصبح اليسار يعنى الآن الاشتراكيين على مختلف درجاتهم، وانقسم اليسار نفسه إلى وسط اليسار ويمين اليسار، ولكن اليسار بمعناه العام وثيق الصلة بالاشتراكية ويدل عليها.
 
يقول الكتاب "حين نريد أن نرجع لأصل معنى اليسار واليمين فى اللغة، سنحتاج إلى بحث طويل فى المعاجم وكتب المفسرين، وخاصة إذا كنا سنتحدث عن اليسار واليمين فى الإسلام. ذلك أننا سنجد أن أهل اليمين فى الجنة وأهل اليسار فى النار دائما، فـ لليمين معنى الموافقة والإيمان، فى حين أن لليسار معنى المخالفة والإنكار، ولم يخل القرآن الكريم من ذكر أهل اليمين وأهل اليسار معا بما يتفق مع هذين المعنيين، بل إن من يتناول كتابه بيمينه يوم الحساب فسوف يحاسب حسابا يسيرا وأما من يتناول كتابه بشماله فسوف يحاسب حسابا عسيرا.
كتاب
 
ولكننا هنا نعنى باليسار هؤلاء الذين اهتموا بالجانب الاجتماعى فى الإسلام واعتقدوا أنه إلى جانب كونه ديانة سماوية تنظم العلاقة بين الله والإنسان فلسفة اجتماعية تنظم العلاقة بين الناس بعضهم والبعض الآخر لصالح الغالبية العظمى التى تتكون من الفقراء والمستضعفين.
 
وعلى هذا فاليسار الذى نقصده فى الإسلام هو الذى يتجه إلى رفع الجور عن الفقراء والمستضعفين، والمساواة بين أبناء المجتمع الواحد فى الحقوق والواجبات.
 
 
يقول الكتاب "إن أول الذين دخلوا فى الإسلام من التجار كانوا يتميزون بطابع خاص فهم إما أصدقاء مقربون للنبى مثل أبى بكر الصديق وإما أصدقاء مقربون لأبى بكر مثل عثمان ابن عفان وغيره ممن أقنعهم أبو بكر بالإسلام وكل أولئك كانوا قلة أما الكثرة الغالبة فكانوا من صغار الملاك أو المعدمين أو العبيد، حتى أن المكيين كانوا يسخرون من النبى حين يجتمع بالموالى والعبيد والفقراء والمعدمين فيعظهم بالإسلام ويصلى بهم لأن أحدا من كبار القوم لم يدخل فى هذا الدين ولو أن الدين كان على صواب، فى رأيهم لآمن به كبارهم وسادتهم. وهذا منطق سطحى ولكنه يدل على عمق إحساس كبار الماليين وأصحاب السلطة بمناوأة الإسلام لهم وتهديد مصالحهم.
 
يقول الكتاب "وكما يحدث فى أى ثورة فإننا نرى فى الطليعة المؤمنة بالدين الجديد ثلاثة تيارات، أحدها يسار ثورى والثانى وسط معتدل والثالث يمين محافظ.
 
ومن البديهى أن اليسار الثورى يتكون من المعدمين والموالى والعبيد وهم الذين وضحت رؤيتهم للإسلام بسبب تحررهم من أى ملكية أو جذور طبقية تفسد الرؤية الصحيحة أو تعطلها. أما الوسط فمن هؤلاء الرجال العمليين الذين كان عليهم إنقاذ الإسلام بعد وفاة النبى من الصراع الذى يوشك أن يحتدم بين اليسار الذى يفسر الإسلام تفسيرا يحقق العدل الاجتماعى على أوسع نطاق، ولم يقصد إلى تحقيق العدل الاجتماعى على هذا النطاق الواسع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة