تحتفل "ست الحبايب" في "عيد الأم" حيث تنتظر الأمهات من أولادهن تقديم الهدايا، عرفاناً بجميلها في تربيتهم ورسالتها السامية في المجتمع، عدا أمهات الشهداء، المحرومات من هذه الاحتفالات، فقد امتلأت قلوبهن بالحزن، وأصبحن لا يجدن من يسد الفراغ الذي خلفه الشهداء.
وفي هذا الإطار، تقول والدة الشهيد البطل النقيب محمود أبو العز:"أنا والدة الشهيد النقيب محمود أبو العز ضابط شرطة مصر القديمة الذي استشهد في مطاردة مجرمين قتلة في 2013، أثناء عودته من تأمين أحد البنوك على النيل حيث وجد مجموعة بلطجية يقتحمون أحد الأماكن، فطاردهم فأطلقوا عليه النار فاستشهد في الحال".
وبصوت ممزوج بالأسى، تقول والدة البطل:" محمود أصغر أشقائه، والده توفى وهو في الفصل الدراسي الأول للصف الثاني الابتدائي، وكان محمود محباً لعمله لدرجة أنه دائما يفضل العمل في الفترة المسائية لملاحقة المجرمين وقطاع الطرق، وكان ينفق أمواله على المحتاجين".
وتضيف الأم:" محمود قال لأصدقائه قبل استشهاده بساعتين : أنا هاكون شهيد وتسموا الشارع باسمي ،وفعلا أستشهد في نفس اليوم وثاني يوم سمي الشارع باسمه، وكان والده من أبطال حرب اكتوبر وكان مصاب وكان يبكي لأنه لم يستشهد، فذهب ابنه للمولى عز وجل شهيداً"، مضيفة: "الدولة لا تنسى أبنائها فقد كرمني الرئيس عبد الفتاح السيسي الأم المثالية على مستوى الجمهورية لشهداء الشرطة وكذلك الرئيس السابق عدلي منصور"، موجهة حديثها للرئيس السيسي: " ربنا يبارك لك في صحتك على كل الانجازات الكبيرة التي شهدتها البلاد، من قضاء على العشوائيات وبناء مدن جديدة في كل محافظة ، وكباري وانفاق وطرق ومصانع ومزارع واسواق حديثة، وسنلمس نتائج ذلك مستقبلاً، فضلاً عن المشروعات العملاقة التي كانت تحتاج لأكثر من 20 سنة للقيام بها ، ربنا ينصرك يا ريس".
وتحدثت والدة البطل لأمهات الشهداء، قائلة:" الحمد لله إن اولادنا سبقونا للجنة وربنا يجمعنا بهم في الجنة يارب ".
وحول الاحتفالات بعيد الأم، تقول والدة البطل: "في عيد الأم كان بيقول لي تحبي يا ماما اجيب لك إيه ،وبنت عمه والدها كان توفى وأنا خطبتها له كما وعدت والدها وكان زواجه في شهر يونيو واستشهد في شهر مارس قبل زفافه بـ 3 أشهر".
ومن ناحيتها، قالت والدة الشهيد البطل على أحمد شوقي:"كان ابني مصدر السعادة والبهجة، فكان يجهز للاحتفال قبل عيد الأم بأسبوع، يجمع أشقائه وأقاربنا ويحضر التورتة ويضع عليها صورتي، ويخلق نوع من البهجة في منزلنا".
وأضافت والدة البطل في حديثها لـ"اليوم السابع":" كنت أشعر وقتها أن الدنيا بين يدي، ولا شيء ينقصني، فقد كان ابنا باراً حنوناً محباً لمن حوله، وبعد رحيله أصبحت لا أعرف طعماً للاحتفالات ولا أهتم بعيد الأم، فقد رحل صاحب السعادة ومصدرها، ودعواتي له لن تنقطع"، مضيفة:" كل عام وأمهات مصر بخير، كل عام وأمهات الشهداء بسعادة وصحة وستر وراحة بال".
"لا أستطيع في عيد الأم سماع الأغاني الخاصة بهذه المناسبة، فالدموع تنهال من عيني، لكني أصر خلال هذه المناسبة على قراءة القرآن على روحه وزيارته"، هكذا تتحدث والدة الشهيد البطل ضياء فتوح عن ذكرياتها مع عيد الأم.
وتقول والدة البطل لروح ابنها:" لقد رفعت رأسي عالية، كنت بطلاً ، وكنت تعلم أنك ستموت وتنضم لقوائم الشهداء، فقد طلبت مني الدعاء ليلتها، وكأنك تعلم، أخذت رزقك ،وخلصت عمرك، والمولى سبحانه وتعالى اختار لك حُسن الختام، وكنت دائم أقول لك أن العمر واحد والرب واحد".
وتضيف الأم: " ابني نجا من الموت 3 مرات قبل ذلك، فقد تعرض لانقلاب السيارة مرتين في مأموريات عمل، ونجا بأعجوبة من محاولة اغتيال في سيناء، لكن فى المرة الرابعة شاء القدر أن يُسجل اسمه ضمن قوائم الشرف ولم أصرخ مثل النساء، فابني مات بطلاً، ضاحكاً مستبشراً بالجنة، فقد شاهد مقعده بها، فلما البكاء بعد كل هذا التكريم!! لقد حرصت على الذهاب لمكان وجود جثة ابني، وشاهدتها ، وتعجب الجميع عندما أطلقت الزغاريد فرحاً به، حتى تستعد الملائكة لاستقباله.
الرئيس يكرم والدة الشهيد محمود ابو العز
الشهيد البطل محمود ابو العز
الشهيد ضياء فتوح
الشهيد على أحمد شوقي
الشهيد محمود ابو العز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة