دشن متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية مبادرة بعنوان "إلزم بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك" لتشجيع بقاء المواطنين فى المنازل ومساعدة الحكومة فى محاصرة فيروس كورونا.
وبدأت المبادرة بنشر معلومات عن لوحات فنية من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لتعريف المواطنين بها ووضع معلومات أسفل كل صورة توضع تاريخ اللوحه وكافة المعلومات عنها.
ومن جانبه قال على سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة، أن الفكرة جاءت لمساعدة الدولة لبقاء المواطنين فى المنازل وعرض مقتنيات المتحف من خلال صفحة المتحف على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك .
وأضاف فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن المتحف بدأ فى نشر معلومات عن اللوحات الفنية منذ أمس ولاقت انتشارا واسعا لمحبى الفنون كما أن اللوحات الفنية لاقت قبولا من المواطنين .
وأكد أن المتحف يحتوى على حوالى 2000 عمل فنى ويتم وضع كافة المعلومات والصور عن الأعمال الفنية على صفحة المتحف على الفيس بوك بما يعادل 5 أعمال يوميا بالإضافة إلى وضع فيديو فيه شرح مبسط لكافة الأعمال الفنية المتواجدة فى المتحف .
يذكر أن متحف الفنون الجميلة يعتبر أول متحف بُنى خصيصاً ليكون متحفاً للفنون الجميلة فى مصر و الشرق الأوسط ، ويضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد .
ويساهم المتحف فى الارتقاء بالذوق الفنى فى المجتمع السكندرى و المصرى بوجه عام و ذلك من خلال إقامة أنشطة فنية متنوعة تشمل ورش فنية و تربية متحفية للأطفال، والعديد من المعارض الفنية لكبار الفنانين المصريين، وورش عمل و معارض فنية لشباب الفنانين بالإضافة إلى أنشطة التبادل الثقافى الدولى .
ويحتوى المتحف على مجموعة لوحات "المستشرقين" ، المجموعة الأولى أهداها محمد محمود خليل لمتحف الفنون الجميلة و كانت من ضمن مجموعته الخاصة ، لكنه أهداها للمتحف لطبيعتها الكلاسيكية و التى تتناسب مع باقى مقتنيات متحف الفنون الجميلة ووالمجموعةالثالثةهو (إهداءات متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة) بالإضافة لإهداءات فردية من العديد من الفنانين المصريين و الأرمن و الأجانب الذين عاشوا بمصر على مدار تاريخ المتحف ، حيث خصصت المحافظة مبالغاً مالية للإقتناء من الفنانين لإثراء المجموعة الفنية.
ومن ضمن اللوحات التى تعرض أون لاين لوحة "ماتياس جرونيڤالد" وهو من أهم فنانى عصر النهضة الألماني، تجاهل أسلوب عصره فى التصوير وتمسك بأسلوب العصور الوسطى، ونسبت بعض أعماله إلى المصور الشهير "ألبرت دورر"، لم يبقَ من أعماله فى العالم سوى 35 عملاً جميعها ذات طابع ديني، منها واحدة بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية.
كما يعرض العمل للمُصور الشهير "تينتوريتو" حيث كان "تينتوريتو" الابن الأكبر لصابغ ملابس فى البندقية، ومن صنعة أبيه اكتسب اسمه "تينتوريتو" أى "الصبَّاغ الصغير"، لاحظ والد "ياكوبو" موهبته المبكرة فأخذه إلى مرسم المصور الشهير "تيتيان" إلّا أن تيتيان أعاده بعد عشرة أيام، دون أن يعرف أحد السبب.
وقادته حماسته المعهودة للبحث والتعلُّم منفرداً بخامات بسيطة، حيث كان يعيش فى فقر مُدقع، حتى بات من أشهر فنانى عصر النهضة بالبندقية.
ومن مقولات تينتوريتو:(إمنحنى الجنة فى هذا العالم، أنا لست على يقين أنى سأصل إليها فى الآخرة)،(يمكن شراء الألوان الجميلة من المحلات التجارية فى ريالتو .. ولكن لا يمكن شراء الرسم الجيّد إلا من موهبة الفنان مع دراسةٍ ومرض .. وليالٍ من دون نوم)،(لا يمكنك أبداً القيام بالكثير من الرسم).
بدأ المتحف مسيرته فى عام 1936 لما أهدى سكندرى وهو "البارون دى منشا" ڤيلّا بحى مُحرم بك كى تكون مكتبةً ومتحفاً للأعمال الفنيّة وبالفعل تم البدء فى تنظيم مجموعات الأعمال الفنيّة لعرضها، إلا أن الحرب العالمية الثانية سرعان ما قامت و أصابت المبنىٰ بإصابات مباشرة فاضطرت البلدية إلىٰ تخزين الأعمال و رصدت البلدية اعتمادات كبيرة لتحويل الفيلا إلى متحف كبير يليق بفنون الإسكندرية .
"البارون فليكس دى منشا" صاحب الأرض المهداه لبلدية الإسكندرية عام 1936 لكى يقام عليها "متحف الفنون الجميلة"، و كان تاجراً ماهراً و توفى عام 1943 وكان متزوجا من "روزيتا كلرديا الاربيارى" والتى توفيت بعده عام 1949 ، وكانا لهما من الأولاد جورج دى منشا وجان دى منشا ، و قد تم بناء مدرسة "الإسكندرية" فى فناء القصر و التى قُسمت بعد ذلك لمدرستين هما "مدرسة شدوان" و مدرسة "المشير أحمد بدوي".
وفى عام 1949 تم تكليف المهندس المعمارى " فؤاد عبد المجيد " من قِبل مدير عام بلدية الإسكندرية آنذاك "حسين صبحي" ببناء متحف الفنون الجميلة .
و قد تم بناء المتحف علىٰ أحدث طراز متضمناً العديد من صالات العرض ومكتبة فنيّة ومركزاً ثقافياً خُصص لإقامة الحفلات الموسيقية وتقديم الندوات الثقافية و العروض السينمائية.
وفى 26 يوليو 1954 قام مجلس قيادة الثورة بافتتاح المتحف تزامناً مع الاحتفال الثانى لثورة يوليو، و فى 26 يوليو 1955 قام الرئيس جمال عبد الناصر بافتتاح الدورة الأولىٰ لبينالى الإسكندرية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط , و هو البينالى الأقدم علىٰ مستوىٰ العالم بعد بينالى ڤينيسيا، و الذى احتضنه المتحف منذ ذلك الحين وحتى الآن.
وفى يناير 2013 تم إعادة افتتاح المتحف مرة أخرىٰ بعد تطويره و قد تم إضافة مبنىٰ للورش و الإستضافات الفنيّة بالحديقة الخلفية للمتحف و متحفاً للخط العربى و تخصيص قاعة من قاعات المتحف لتكون قاعة للعروض المتغيرة و أُطلق عليها أسم الفنان السكندرى "حامد عويس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة