كمال محمود

كورونا وشتات كرة القدم!

الجمعة، 20 مارس 2020 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 مثلما فعل في أغلب مجالات الحياة، خلق فيروس كورونا حالة من الشتات في عالم كرة القدم، أصابت الساحرة المستديرة المتسعة لكل أنواع المتعة والسعادة، قبل أن تتحول إلى نفق ضيق يسعى الجميع إلى الخروج منه بأقل الخسائر على كل الأصعدة.
 
وضع كرة القدم في العالم بات متأرجحا بين الرغبة القوية في استعادة النشاط باعتباره مصدر رزق ونوعا من أنواع الاقتصاد وأحد أهم مصادر الدخل القومى لكثير من البلدان، وبين الرعب والخوف من أن يصل كورونا إلى أي فرد في المنظومة في ظل عدم السيطرة على الفيروس في أغلب دول العالم.. وهى إشكالية تحتاج حكمة في التصرف من المسئولين ومراعاة للدوافع، مع إيجاد حلول في الوقت المناسب بروح التعاون بين الجميع دون الخروج عن الأطر المحددة عالميا.
 
المثل الأكبر في إشكالية كورونا وكرة القدم تجلت في موقف نادى لاتسيو الإيطالي الذى قرر بشكل مفاجئ عن طريق رئيسه كلاديو لوتيتو عودة فريقه الذى يحتل وصافة الكالتشيو إلى التدريبات بداية من الإثنين المقبل، وهو ما لاقى معارضة شديدة ورفض من الأغلبية من رؤساء الأندية الإيطالية حرصًا على صحة اللاعبين والطاقم التدريبى والعاملين في النادى، خاصة وأن إيطاليا فى الوقت الحالى من اكبر الدول الموبوءة بالفيروس.
 
نادى لاتسيو يعد نموذجا مضادًا لفكرة الحفاظ على الصحة العامة والتي اعتبرها جميع القائمين على كرة القدم حول العالم هي الأهم من ممارسة النشاط، وتصرف رئيسه يمثل نموذج للامبالاة التي تسيطر على البعض، ومخالفة صريحة لدعوة رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" إنفانتينو باستخدام قوة كرة القدم لنشر الوعى من أجل حماية المشجعين واللاعبين والمدربين واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس إلى المجتمع الأوسع.
 
ومثلما قال إنفانتينو الصحة أولًا ثم التضامن الرياضي، يجب أن تكون المبادئ الأساسية التي تواجه صنع القرار في هذه اللحظة المهمة من تاريخ كرة القدم، وهي جملة سيذكرها التاريخ في هذه المحنة العالمية يوما بعد الخلاص من هذا الفيروس اللعين.
 
موقف رئيس لاتسيو يجب أن يواجه على طريقة النجم النيجيري أوبي ميكيل الذى أجبر الدوري التركى على التجميد بعدما كانت المنافسات قائمة حتى أيام قليلة ماضية.. ميكيل فسخ عقده مع ناديه طرابزون سبور كنوع من الاعتراض على استمرار المباريات - وإلى قصته التي تشبه النضال ضد كورونا وبحسب ما جاء على لسانه: "الاتحاد الأوروبي أوقف كرة القدم وفي تركيا لا، طلبت مقابلة رئيس النادي، طلب مسح ما كتبته على صفحتي من غضب بسبب تواصل النشاط ورفضت لأننا في عالم حر، إنقاذ حياة الناس أهم من كرة القدم، قلت لهم سأعود لمنزلي، ردهم كان إذا غادرت فلن تعود مرة أخرى، قلت حسنا سأعود للمنزل".
 
ويبقى على الجميع في العالم الكروي أن يساند ويدعم، ويسير الجميع في اتجاه واحد طالما كان الأمر مرتبط بالصحة العامة لجميع البشر فى كل الدول بصرف النظر عن أي مصلحة صغيرة قد تؤدى إلى خسائر كبيرة في أرواح البشر.
 
ومن هنا يجب الإشادة بموقف لاعبى فريق بوروسيا مونشنجلادباخ الالمانى الذي تنازلوا عن رواتبهم لمساعدة النادي الذي يُعاني ماديا بعد توقف الدوري بسبب الوباء المنتشر عالميا.. هذا هو الشق الإيجابي والطريقة المثلى في التعامل مع الموقف والتضامن بين كل الأطراف آملا في انقشاع غمة كورونا عن قريب ان شاء الله.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة